الأردن: محاولة لتفجير السـفيـر الإسـرائيلـي

في هجوم جريء ونادر في المملكة الاردنية، نجا دبلوماسيون إسرائيليون امس، من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة، لدى توجههم من عمّان الى القدس المحتلة، فيما تضاربت المعلومات حول ما اذا كان السفير الاسرائيلي في الاردن داني نيفو، في إحدى السيارتين لدى استهدافهما.
وفي ظل تنامي العلاقات الاسرائيلية مع الاردن والتي كان آخرها الاعلان عن اعفاء السلع الاسرائيلية من الرسوم الاردنية، وانكشاف الحجم الهائل للتعاون الامني والاستخباراتي بين عمان وواشنطن، الى جانب القائم مع تل ابيب، انفجرت قنبلة مزروعة على جانب الطريق، لدى مرور موكب تابع للسفارة الاسرائيلية في الاردن، كان متوجها من عمان الى جسر الملك حسين (اللنبي) الذي تسيطر عليه اسرائيل على الحدود بين الاردن والضفة الغربية المحتلة، من دون ان توقع إصابات.
وعلى الرغم من انها ليست المرة الاولى التي تجري فيها محاولة لاستهداف الوجود الاسرائيلي في الاردن، الا انها ربما المرة الاولى التي يستخدم فيها اسلوب زرع العبوات على جانب الطريق، والمرة الاولى ربما التي يستهدف فيها رأس البدلوماسية الاسرائيلية في العاصمة الاردنية.
وأعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان «وقع اعتداء بالقنبلة على سيارة السفير (الاسرائيلي). لم تسجّل إصابات وواصل الموكب طريقه». وتابع البيان ان «السلطات الأردنية فتحت تحقيقا».
وفيما ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الانفجار الذي نتج عن عبوة فجّرت لاسلكيا، وقع قرب معبر جسر الملك حسين (اللنبي) على نهر الاردن، اشارت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي الى ان الموقع يبعد 20 كلم عن المعبر. وقال مصدر قريب من التحقيق، ان الانفجار «احدث حفرة على حافة الطريق عمقها عشرة سنتم وعرضها 80 سنتم».
وأكدت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، ان السفير الاسرائيلي داني نيفو وعددا من الدبلوماسيين، «نجوا من محاولة اغتيال عبر تفجير عبوة ناسفة» في السيارتين. لكن القناة الثانية التي ذكرت ان السيارتين كانتا في طريقهما من السفارة الاسرائيلية في عمّان الى القدس المحتلة، اعلنت ان نيفو لم يكن بين ركابهما. وقد افاد مصدر اردني مطلع ان السفير الاسرائيلي السابق يعقوب روزين كان في واحدة من السيارتين.
وتابعت القناة الاسرائيلية الثانية ان الركاب «دبلوماسيون (ثلاثة) وحراس شخصيون»، وان القافلة واصلت رحلتها عبر الجسر بعدما توقفت لفترة في ثكنة عسكرية أردنية، وان واحدة على الأقل من السيارتين لحقت بها أضرار طفيفة، بينما ذكرت تقارير اعلامية اخرى ان السيارتين «انقلبتا».
وفي الأردن، نقلت وكالة الأنباء الرسمية «بترا» عن وزير الإعلام نبيل الشريف، قوله ان «عبوة ناسفة انفجرت على جانب الطريق المؤدي الى الأغوار قرب منطقة ناعور، وذلك أثناء مرور بعض السيارات المدنية وبينها سيارتان دبلوماسيتان إسرائيليتان». واضاف ان «الحادث لم يسفر عن وقوع اي إصابات او إضرار»، مشيرا الى ان «الأجهزة المعنية باشرت التحقيق».
ويعود معظم الدبلوماسيين الإسرائيليين العاملين في عمان يوم الخميس الى اسرائيل في بداية عطلة نهاية الأسبوع في الاردن، ويعودون يوم الأحد عند استئناف العمل.
ويعود آخر هجوم من هذا النوع الى العام 2003 على الحدود بين الاردن واسرائيل، بين العقبة وايلات عندما قام سائق اردني بعد اجتياز الحدود بفتح النار على مجموعة من الاجانب في منطقة الترانزيت قبل ان يقتله جنود اسرائيليون. وقتلت في الهجوم سائحة غير اسرائيلية واصيب خمسة سياح بجروح.
ويأتي التفجير بعد أيام قليلة من الكشف عن تعاون استخباراتي بين الاردن والولايات المتحدة. وكان وزير الخارجية الأردنية ناصر جودة، اقر علانية يوم الجمعة الماضي في واشنطن، بأن بلاده تشارك في مكافحة الارهاب في افغانستان. وانكشفت مشاركة الاردن هذه اثر اعتداء انتحاري وقع في 30 كانون الاول في قاعدة اميركية في خوست، نفذه اردني وقتل فيه 7 من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، الى جانب ضابط أردني.

المصدر: وكالات