الهدنةاليمنيةصامدةبرغم الخروقات والحوثيون يسلّمون الأسرى السعوديين
صمدت الهدنة المعلنة في اليمن بين نظام علي عبدالله صالح وأتباع عبد الملك الحوثي، بشكل عام في يومها الاول، لولا بعض الخروق التي سجلتها سلطات صنعاء من جانب المقاتلين الحوثيين لوقف إطلاق النار الذي يبدو ان المستفيدين من الحرب غير راضين عن وقفها.
وقال مصدر رسمي يمني إن صالح كلف وسيطاً بالتوجه إلى محافظة صعدة اليوم لاستلام سبعة أسرى سعوديين من الحوثيين، موضحاً أن الرئيس اليمني «خصص مروحية عسكرية لنقل الأسرى السعوديين» على أن تسلمهم القوات اليمنية لاحقاً للجنة عسكرية سعودية. ومن بين الأسرى ضابط برتبة مقدم، وستة عسكريين من رتب مختلفة.
وقال قائد العمليات العسكرية في محافظة صعدة اللواء محمد عبد الله القوسي انه نجا «من محاولة اغتيال على أيدي الحوثيين» بعد اقل من ساعة من دخول قرار وقف إطلاق النار ليل أمس الأول حيز التنفيذ. وأشار مصدر عسكري ميداني إلى أن محاولة اغتيال القوسي تمّت عند باب نجران، وهو أحد أبواب مدينة صعدة القديمة.
ونقلت «يونايتد برس انترناشونال» عن مصدر في المعارضة اليمنية تشكيكه في رواية القوسي، موضحاً أنه «أحد أجنحة الصقور التي لا تريد للحرب أن تقف، خاصة أنه يحصل على ميزانية يومية بعشرات الملايين من الريالات كمشرف على الحرب وغيره كثير من القيادات العسكرية التي لم يرق لها قرار صالح إيقاف الحرب».
وأضاف القوسي إن الحوثيين «خرقوا وقف النار وشنوا هجمات على موقع للجيش في آل عقاب (في محافظة صعدة) وتسببوا في قتل وجرح عدد من الجنود، كما هاجموا نقطة العين في جنوب صعدة وقتلوا جندياً فيها»، لكنه اعتبر أن الخروق وقعت بسبب عدم معرفة كل المقاتلين بوقف إطلاق النار، مشدداً على أن الهدنة ما زالت قائمة. وتوقع مسؤولون أمنيون حصول انتهاكات بسيطة للهدنة خلال الفترة القريبة، لكنهم شددوا على أن الهدنة قائمة.
وقال المصدر العسكري إن ثلاثة جنود قتلوا في آل عقاب، وبالتالي فان حصيلة خسائر الجيش في الهجومين وصلت إلى أربعة قتلى. وأضاف أن «الحوثيين خرقوا وقف النار أيضاً في منطقة المقاش (محافظة صعدة) كما حصل تبادل لإطلاق النار في منطقة دماج وجبل وهبان».
وقال مصدر مسؤول في صعدة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن «رؤساء وأعضاء اللجان الرئيسية المشكلة من مجلسي النواب والشورى للإشراف على تنفيذ النقاط الست وآلياتها التنفيذية وصلت إلى مقارها المحددة في كل من محاور سفيان والجوف والملاحيظ وصعدة ومنطقة الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية»، مضيفاً إن «الحوثي لم يلتزم حتى الآن بإرسال ممثليه في اللجان التي ستتولى الإشراف الميداني على تنفيذ النقاط الست».
وكانت مصادر عسكرية ميدانية أكدت، قبل تسجيل هذه الهجمات، أن هدوءاً تاماً كان يسود كافة جبهات القتال بين القوات اليمنية والحوثيين في الساعات الأولى بعد إعلان صنعاء وقف النار، موضحة أن الجيش رصد تحركات للحوثيين من اجل نزع الألغام وإعادة فتح الطرقات، وهي ضمن شروط الحكومة الستة لوقف الحرب.
ودعا حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم أحزاب المعارضة اليمنية ممثلة في «اللقاء المشترك» إلى الاستفادة من وقف الحرب مع الحوثيين لتعزيز الوحدة الوطنية. وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الحزب طارق الشامي «إن صالح دعا الجميع إلى التحلي بروح الإخاء والتلاحم والتسامح والمحبة والوئام والسلام ونبذ العنف والأحقاد وتمتين عرى الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست دعم طهران لاتفاق الهدنة بين القوات اليمنية والحوثيين. وقال، في بيان، إن «إيران دعت دوماً إلى وقف الاشتباكات المسلحة وتسوية الخلافات عبر الطرق السلمية». وأضاف إن «إيران تعتبر هذا الاتفاق خطوة باتجاه ترسيخ الوحدة الوطنية في اليمن وتساهم في تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية والتطور الاقتصادي والاجتماعي في هذا البلد، وتعلن دعمها لذلك».
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مارتن نيسيركي إن الأمين العام «أعرب عن أمله في أن يصمد وقف إطلاق النار وان يمثل فرصة لحل هذا النزاع بشكل تام»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تواصل جهودها لتوفير المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من النزاع.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد