واشـنطن تهـدّد إيـران وكـوريا بعقيـدتـها النـوويـة الجـديـدة
لم تأت العقيدة النووية الأميركية الجديدة المعلنة أمس، متناغمة فعلياً مع الاتجاه الذي اعلنه الرئيس الأميركي باراك اوباما منذ عام تقريباً في براغ نحو «عالم خال من الأسلحة النووية»، إذ خصّت إيران وكوريا الشمالية برسالة مفادها أن الضمانة الأميركية الجديدة بعدم استخدام السلاح النووي ضد الدول التي لا تملكه تستثني هاتين الدولتين، ووضعت في صدارة أولوياتها «الوقاية من الإرهاب النووي»، وسط أنباء عن تجديد الغطاء الاميركي للتسلح النووي الإسرائيلي.
وقال اوباما «للمرة الأولى، تكون الوقاية من الانتشار النووي ومن الإرهاب النووي في صدارة الأولويات النووية للولايات المتحدة» التي كانت سابقاً أكثر اهتماماً بامتلاك درع دفاعية ضد القوى النووية الأخرى. ووفقاً لوثيقة «مراجعة السياسة النووية» تتعهد واشنطن بعدم اللجوء الى الضربات النووية إلا في «حالات الضرورة القصوى».
كما تعهدت واشنطن بأن لا تستخدم السلاح النووي إطلاقاً ضد عدو لا يملك هذا السلاح ويحترم قواعد معاهدة عدم الانتشار النووي.
وأوضح اوباما في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» أن «العقيدة النووية الجديدة تشترط بوضوح شديد ان تحصل الدولة التي لا تملك السلاح النووي والتي تحترم معاهدة عدم الانتشار النووي على ضمان بأن لا نستخدم السلاح النووي ضدها». لكن هذه الاستراتيجية تستثني إيران وكوريا الشمالية. وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس «اذا كان ثمة رسالة لإيران وكوريا الشمالية فهي انه اذا ما قررتما احترام القوانين واذا ما انضممتما الى المجتمع الدولي، فإننا سنتعهد بالتزامات معينة حيالكما، ولكن اذا لم تلتزما بالقوانين واتبعتما سياسة الانتشار النووي، فإن كل الخيارات ستكون مطروحة بالنسبة للتعامل معكما».
ووفقاً لهذه العقيدة الجديدة فإن «الإرهاب النووي» يشكل «اكبر خطر فوري»، وليست الدول التي تملك السلاح النووي، في الوقت الذي يسعى فيه تنظيم «القاعدة وحلفاؤه المتطرفون الى التزود بالسلاح النووي». وستطبق القيود الجديدة المعلنة حتى في حالة هجوم عدو على الولايات المتحدة بأسلحة كيميائية او جرثومية او حتى هجوم معلوماتي. إلا انها تتضمن استثناء من القاعدة، وهو في حال تعرضت الولايات المتحدة لخطر هجوم جرثومي مدمر فإنها تحتفظ لنفسها بالحق في استخدام النووي.
ولا يزال ممكناً للولايات المتحدة تحديث الأسلحة النووية الموجودة حالياً بحسب العقيدة الجديدة، كما تحتفظ بحق المبادرة بشن هجوم نووي، وهو مبدأ مثير للجدال دعا بعض السياسيين والمؤيدين لنزع السلاح أوباما إلى التخلي عنه.
وسعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة مؤكدة ان بلادها ستواصل العمل كـ«عنصر الاستقرار» بالنسبة لهذ الدول.
من جانب آخر، اعتبرت العقيدة الأميركية الجديدة أن افتقاد البرامج النووية الصينية للشفافية يثير تساؤلات عن النيات الاستراتيجية للبلاد: «ما تزال الترسانة النووية للصين أصغر كثيرا من ترسانتي روسيا والولايات المتحدة. لكن الولايات المتحدة وجيران الصين الآسيويين لا يزالون قلقين من وتيرة ونطاق جهود التحديث العسكري الحالية للصين بما في ذلك التحديث الكمي والنوعي لقدراتها النووية».
ويشكل إعلان العقيدة النووية الاميركية الجديدة بداية عشرة ايام من الدبلوماسية النووية المكثفة مع توقيع اوباما والرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الخميس المقبل في براغ على معاهدة «ستارت» جديدة لخفض الاسلحة النووية، وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن المعاهدة ستعزز الثقة بين البلدين، محذراً من أنها تحتفظ بحق الانسحاب منها إذا أدى مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ إلى تغيير كبير في التوازن الاستراتيجي الحالي، كما يأتي قبل اسبوع من القمة التي دعت ادارة اوباما نحو 40 رئيس دولة الى المشاركة فيها لمناقشة الامن وعدم الانتشار النووي يومي 12 و13 نيسان الحالي في واشنطن.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد