تطور أحذية الملاعب من الملك هنري إلى رونالدو
قطعت الأحذية الرياضية الخاصة بكرة القدم "البوط" مسافة طويلة منذ أول حذاء رياضي انتعله الملك هنري الثامن وحتى نجوم الكرة الحاليين أمثال كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.
حالياً، وبعد مرور نحو 500 عام على صناعة أول حذاء رياضي، ثمة ثلاث شركات أكثر شهرة من غيرها في مجال تصنيع الملابس والتجهيزات الرياضية المختلفة، اثنتان منها ألمانيتان، هما "أديداس" و"بوما" وثالثة أمريكية هي "نايك"، غير أن هذا لا يعني عدم وجود شركات أخرى في عالم الرياضة.
ويمكن القول إن أقدم حذاء رياضي معروف كان للملك هنري الثامن الذي دفع 4 شلنات، أو ما يعادل 1.35 دولاراً، مقابل زوج الأحذية الرياضية المصنوع من الجلد المصمم خصيصاً له، وعثر عليه في خزانته عندما توفي في العام 1547.
وبالمقارنة، فإن حذاء رياضياً صنعته شركة نايك، وأطلقت عليه اسم "ميركوريال فابور سوبرفلاي 2" يعد أغلى الأحذية الرياضية ثمناً في سوق المفرق حالياً، ويصل سعره إلى 400 دولار.
وفي حين أن حذاء الملك هنري صنع من الجلد الخشن والقاسي ليتناسب مع اللعبة العنيفة التي لم تكن تحكمها أي قوانين كما كان عليه الحال في القرن السادس عشر، فإنه يبدو بعيداً كل البعد عن الأحذية الرياضية الحديثة التي تتسم بخفة الوزن ونعومتها وانسيابيتها.
وتعتبر شركة نايك أن الأحذية الرياضية المعاصرة، التي تصنعها تجعل من لاعب الكرة السريع أكثر سرعة وأنها تعمل على تغيير اللعبة نفسها.
جاء التحول في صناعة الأحذية الرياضية الخاصة بكرة القدم في عقد الثمانينيات من القرن التاسع عشر، عندما بدأ وضع البراغي في أسفل الحذاء ليساعد اللاعبين على التعامل مع الأرضيات الطينية للملاعب.
وفي العام 1948، أدى انفصال الأخوة داسلر في مصنع الأحذية "داسلر بروذر شو فاكتوري" إلى ظهور شركتي "أديداس" و"بوما"، وظلت الشركتان تهيمنان على عالم صناعة الأحذية الرياضية حتى عقد الثمانينيات من القرن العشرين، عندما ظهرت شركة "نايك".
وزعمت شركتا أديداس وبوما أنهما تقفان وراء تطوير الحذاء الرياضي ذي البراغي غير الفولاذية.
إذ تقول شركة أديداس، وبالمناسبة اسمها مشتق من الاسم الأول لمؤسس الشركة، أدولف، واسم العائلة، داسلر، إنها ساعدت ألمانيا في إحراز بطولة كأس العالم عام 1954 عندما سقطت الأمطار قبل المباراة النهائية أمام المجر، غير أن شركة بوما تصر على أنها أدخلت الحذاء الرياضي ذي البراغي القابلة للتغيير قبل ذلك بسنوات.
وبعد عقدين تقريباً، وجهت شركة بوما ضربة قوية بتوقيعها عقداً مع أعظم لاعب في العالم آنذاك، بيليه، مقابل 125 ألف دولار.
وفي مباراة الافتتاح لبطولة كأس العالم عام 1970، طالب الأسطورة بيليه من الحكم تأخير انطلاقة المباراة حتى يتمكن من ربط حذائه الرياضي، وهي إيمائة ذات قيمة كبيرة لشركة بوما خصوصاً وأن كافة كاميرات التلفزة كانت تسلط عدساتها على حذاء بيليه.
كذلك كان الأسطوري الأرجنتيني دييغو ماردونا ينتعل أحذية بوما خلال مباريات الأرجنتين.
غير أن أديداس رسخت مكانتها على رأس الشركات المصنعة للأحذية الرياضية بفضل لاعبين أقل شهرة من بيليه ومارادونا.
فقد خرج اللاعب الجنوبي إفريقي كريغ جونستون والذي تقاعد مبكراً للعناية بشقيقته المريضة بفكرة إضافة رقعة مطاطية على الحذاء من الخارج، الأمر الذي ساهم بالتحكم بالكرة ومنحها حركة منحنية أثناء ركلها بقوة.
في العام 1998، ظهرت نايك بقوة بعد أن برز النجم البرازيلي، رونالدو الذي كان خير ممثل لهذه الشركة ، وتلاه البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يعد أغلى لاعب على سطح الارض.
على أن أديداس تظل ملكة الميدان، حيث بلغت حصتها وحدها في سوقي أمريكا الشمالية وألمانيا أكثر من 50 في المائة.
على أن نايك تظل الأولى في الولايات المتحدة، رغم أن قمصان اللاعبين والكرات هي الأكثر مجالا لتحقيق العائد المادي المجزي للشركات الرياضية.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد