روسيا ترفض التدخل عسكرياً لإنهاء العنف في قرغيزيا
أعلنت روسيا السبت أنها لا يمكنها في الوقت الحالي إرسال قوات عسكرية لإنهاء أعمال العنف الطائفية التي تتواصل في جنوب قرغيزيا، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد ضحايا المواجهات بين السكان القرغيز المحليين، وأبناء الجالية الأوزبكية، إلى أكثر من 77 قتيلاً، وما يزيد على 1024 جريحاً.
وقالت السكرتيرة الصحفية بالكرملين، ناتاليا تيماكوفا، إن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، دعا إلى إجراء مشاورات بين أمناء مجالس الأمن للدول الأعضاء في "منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، الاثنين المقبل، لمواجهة تداعيات الوضع في الجمهورية السوفيتية السابقة.
وتعليقاً على إمكانية اتخاذ قرار بإرسال قوات حفظ سلام من المنظمة إلى قرغيزيا، أشارت تيماكوفا إلى أنه لا يمكن اتخاذ قرار بهذا الشأن "إلا بما يتماشى مع ميثاق منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وبعد إجراء مشاورات بين جميع أعضائها"، وفق ما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء.
وحول إمكانية استخدام القوات المسلحة الروسية في تسوية النزاع في قرغيزيا، أوضحت تيماكوفا أن "الشروط غير متوفرة في الوقت الحالي لاستخدامها"، مشيرة إلى أن "هذا نزاع داخلي، وروسيا لا ترى أن الشروط متوفرة لمشاركتها في التسوية."
إلا أن المتحدثة الروسية شددت على أن موسكو ستقدم مساعدات إنسانية إلى قرغيزيا، كما ستساعد في نقل الجرحى إلى المستشفيات، وأشارت إلى أن طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية ستتوجه إلى قرغيزيا لهذا الغرض خلال الساعات القادمة.
وفي وقت سابق السبت، ناشدت روزا أوتونبايفا، رئيسة قرغيزيا للفترة الانتقالية ورئيسة الحكومة المؤقتة، الحكومة الروسية إرسال قواتها إلى البلاد للحفاظ على السلام، بالتوازي مع استمرار المواجهات العنيفة بين القرغيز والأوزبك.
وقالت أوتونبايفا إن الوضع الأمني "خرج عن السيطرة،" منذ مساء الجمعة، لذا "ينبغي نشر قوات عسكرية أخرى لضبطه"، وأضافت: "بهذا الخصوص تقدمنا بطلب مساعدة من روسيا"، مشيرة إلى أنها بعثت برسالة بهذا الشأن إلى القيادة الروسية.
وقال الناطق باسم الحكومة القرغيزية، فريد نيازوف، إن طلب أوتونبايفا "جاء في مؤتمر صحفي عقدته بالعاصمة بشكيك"، وأضاف أن الرئيسة المؤقتة قالت إنها بانتظار وصول أنباء حول طلبها من موسكو، معربة عن استعدادها للدخول في "حوار بناء" في سبيل تأمين وصول قوات حفظ سلام من موسكو.
وكانت أكبر مسؤولة في وزارة الصحة، دينارا ساغينباييفا، قد ذكرت في تصريحات سابقة، أنه لم تتضح بعد المحصلة النهائية للضحايا، مشيرةً إلى أن أعداد القتلى تواصل ارتفاعها على مدار اليوم.
وقالت المسؤولة بالحكومة القرغيزية المؤقتة: "نحو نصف القتلى قضوا نتيجة إصابتهم بطلقات نارية، كما أن أكثر من نصف الجرحى مصابون بجراح ناجمة عن تعرضهم لاعتداء بأدوات حادة، كالهراوات والقضبان الحديدية والحجارة."
وأفادت تقارير إعلامية باندلاع مواجهات بين مجموعة من السكان القرغيز المحليين، وعدد كبير من أبناء الجالية الأوزبكية، في مدينة "أوش"، ثاني كبرى مدن الجمهورية السوفيتية السابقة، مساء الخميس، تطورت إلى أعمال شغب واسعة.
وأعلنت الحكومة القيرغيزية حالة الطوارئ في أوش، التي تعتبر مركز تجميع كثيف للجالية الأوزبكية، كما تم نشر قوات الأمن الداخلي والشرطة في جنوب قيرغيزيا، وفق ما ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء.
ونقلت عن المتحدث باسم وزارة الداخلية قوله:" مع استمرار المواجهات بين السكان في مدينة أوش، ونظراً لتعقيد الوضع الميداني، وبهدف ضمان أمن المواطنين، سيتم تمديد حظر التجوال في المنطقة التي فرضت فيها حالة الطوارئ لمدة ساعتين إضافيتين، ليصبح من السادسة مساءً وحتى السادسة صباحاً."
يُذكر أن جمهورية قرغيزيا شهدت انقلاباً دامياً في أبريل/ نيسان الماضي، أسفر عن سيطرة المعارضة على السلطة، بعد هروب الرئيس "المخلوع"، كرمان بك باقييف، إلى كازاخستان، ثم توجه لاحقاً إلى روسيا البيضاء، حيث تطالب الحكومة المؤقتة بتسليمه لمحاكمته.
وأسفرت المواجهات التي اندلعت في السابع من أبريل/ نيسان الماضي، بين قوات الأمن القرغيزية وأنصار المعارضة، التي كانت تطالب باستقالة الرئيس باقييف، وإقالة الحكومة والبرلمان، وإطلاق سراح عدد من قادة المعارضة الذين تحتجزهم السلطات الأمنية، عن سقوط نحو 76 قتيلاً، وحوالي 520 جريحاً.
وبالإضافة إلى اتهامه بقضايا جنائية، فقد اتهمت الحكومة المؤقتة باقييف بـ"سرقة" خزينة الدولة، قبيل مغادرته البلاد، حسبما أكد رئيس الجهاز الحكومي، إيديل بايسلوف.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد