البلجيكيون يصوتون للانفصال والرابح الأكبر رجل تغيير الفدرالية
مؤيدو الانفصال في بلجيكا حققوا نصرا كبيرا، في الانتخابات البرلمانية التي أجريت أمس. فوسط احتفالات كبيرة لحزبه، جاء بارت دو ويفر، نجم الانتخابات البلجيكية، حاملا دمية الاسد. هي رمز لاقليم فلاندر، والرجل أراد أن يؤكد ولاءه للاقليم الذي اعطاه 30 في المئة تقريبا من اصواته، لم يأت حاملا علم بلجيكا، مثلا. انه الان زعيم أكبر حزب في فلاندر، حزب «الحلف الفلمنكي الجديد». وهو يقول صراحة بانه يريد اصلاحا جذريا، يحول بلجيكا الى كونفدرالية، وينهي وجود اقليم بروكسل. لكن جميع منافسيه يقولون انه يريد استقلال اقليم فلاندر، عن الفدرالية البلجيكية التي تضم ايضا اقليمي والونيا واقليم العاصمة بروكسل.
وبعد فرز اكثر من 70 في المئة من صناديق الاقتراع، فاز حزب دو ويفر بحوالي 20 في المئة من أصوات بلجيكا ككل. هذه النسبة ستمكنه من الحصول على 30 مقعدا في البرلمان الفدرالي الذي يضم 150 نائبا. أقرب منافسيه، حزب الديموقراطيين المسيحيين الفلمنكيين، حصل على حوالي 12 في المئة، وتلاه الاشتراكيون الوالونيون بأكثر من 11 في المئة من اصوات البلجيكيين. هذه النتائج اعتبرها المعلّقون أشبه بـ«زلزال سياسي» في بلجيكا. اذ يتوقع أن يكون تشكيل الحكومة شاقا للغاية، خصوصا مع السلطة القوية التي يعطيها الفوز لبارت دو ويفر. كما ان الاتفاق على المشاكل العالقة، بين اقليمي بلجيكا، سيكون أصعب بكثير.
ووسط حماس وصخب مؤيديه، قال دو ويفر بعد ظهور النتائج «نحتفل اليوم لاننا نكتب التاريخ»، وأضاف «فلاندر اليوم اختار التغيير ولن نحبط الفلمنكيين». ولم يتحدث دو ويفر عن تشكيل الحكومة، لكنه علق قائلا «اليوم يجب ان نحترم حزن الاحزاب الاخرى». ولم يفته تذكير خصومه الذين توقعوا دمار حزبه سابقا، وقال «عام 2003 كان لدينا عضو واحد في البرلمان، والان صرنا أكبر حزب في فلاندر».
وصوت في الانتخابات العامة البلجيكية أكثر من 7,5 ملايين ناخب. وكان يوما عصيبا عاشته بلجيكا، والعنوان الرئيسي للانتخابات كان «مستقبل الفدرالية». وكان واضحا ان الانتخابات كلها تدور حول زعيم حزب «الحلف الفلمنكي الجديد»، الذي أكدت الاستطلاعات فوزه منذ البداية.
التصعيد بلغ ذروته عشية الانتخابات، وكبريات الصحف البلجيكية اشارت الى الانتخابات بوصفها تقرير مصير. صحيفة «ستاندار» الفلمنكية، الناطقة بالهولندية، عنونت مقالها الرئيسي بكلمة عريضة واحدة: «الرهان». قدم محررها نصائح للناخبين، رغم محاولتها الحياد الا انها بدت منحازة الى مصالح القسم الفلمنكي. النصائح كانت: يمكن منع نهاية بلجيكا، عبر عدم التصويت لحزب «المصلحة الفلمنكية»، الذي يريد انفصالا فوريا. والنصيحة الاخرى، كانت عن كيفية منع زعيم الحزب الاشتراكي الوالوني، اليو دي ريبو، من تبوّء منصب رئيس الوزراء. اذ ذهبت مؤشرات كثيرة للقول ان دي ريبو لديه حظوظ (توافقية) ليقود الحكومة المقبلة. واذا حصل ذلك، فستكون المرة الاولى التي يكون فيها رئيس الوزراء والونيا، منذ اربعين عاما احتكر فيها الفلمنكيون هذا المنصب.
وقالت الصحيفة الواسعة الانتشار، بوضوح، ان هذه الانتخابات تدور حول ما اذا كان الناخب مع حصول دو ويفر على سلطة قوية، أو ضد ذلك. وقدمت مبررات (محفّزة)، للتصويت مع دو ويفر، منها انه سينهي الركود السياسي، ويعطي اشارة قوية للوالونيين، في الطرف الاخر من الفدرالية، انها الفرصة الوحيدة لديهم قبل الانفصال.
اما في الجهة الوالونية، فلم تكن الاهتمامات بعيدة ابدا عن ذلك. وعنونت صحيفة «لو سوار» مقالها الرئيسي: «لننتخب بلجيكا جديدة». وحثت الصحيفة الناخبين على التصويت، وقالت للناخبين الوالونيين انهم حتى لو سئموا من السياسة فعليهم التصويت، وعللت «لان هناك فلمنكيين يستعدون لانقلاب سياسي، ولانهم سيصوتون بأسراب لبارت دو ويفر».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد