السيارات أسعار مرتفعة بالتقسيط الممل

إنها الهياكل المعدنية تملأ الشوارع السورية بعد أن شكلت حالة رفاهية لفترة طويلة!
بعض التجار يشيرون إلى «أن أسعار السيارات لا تزال مرتفعة رغم كل التخفيضات التي طرأت عليها خلال السنوات الأخيرة، فالأسعار لم تنخفض بقدر ما توحي عروض التقسيط التي قد تصل إلى 10 آلاف ل.س شهرياً ثمناً لسيارة سياحية كورية، كما يذكر أحد الإعلانات الطرقية ولكن دون الدخول في تفاصيل أكثر جوهرية كالدفعة الأولى وحجم الفائدة».
وتقول مديرة التسويق في إحدى وكالات السيارات: إن «حركة المبيع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي ضعيفة بسبب الأزمة المالية وتفضيل الناس للادخار، ما يجعل عروض التقسيط الحل الأفضل بالنسبة للشركات ووكالات السيارات بسبب عدم توافر السيولة النقدية لدى الزبائن، وبالنتيجة ستستهدف عروض التقسيط شرائح أوسع وهذا بغض النظر عن سعر الدفعة الأولى أو حجم الفائدة».
مسؤول في إحدى الشركات العاملة في سوق السيارات محمد بشير عبيد يبين أن حركة المبيع خلال العام الحالي أقل من السابق بسبب تشبع السوق السورية بالسيارات، ويقول «الناس تتوجه نحو التقسيط ونحو 10% من المبيعات تكون نقداً»، ويحدد عبيد توجه السوريين نحو السيارات الكورية بنسبة 75%، يليها السيارات الصينية ثم الأوروبية ثم اليابانية، ويربط انخفاض أسعار السيارات بأنواعها ويقول: «السيارات التي تصبح متوافرة بالأسواق السورية ستنخفض أسعارها»، لافتاً إلى أن أسعار السيارات تتقاسمها نسبة 40 إلى 60% للجمارك ومنها نسبة للمالية، مضافاً إليها رسم الرفاهية والفراغ لوزارة المواصلات الذي يبدأ من سعر 30 ألف ل.س ويصل إلى 500 ألف للسيارات الكورية بحسب نوعها.
وانخفضت الأسعار 20% خلال العامين الماضيين مع السماح باستيراد السيارات، ما جعل مكاتب بيع السيارات تنافس الشركات والوكالات باستيراد السيارات والمضاربة بالأسعار، ويقول فراس «يبلغ سعر السيارة 740 ألف ل.س من الوكالة مع عرض الضمانة، بينما يبلغ سعرها في المكاتب 690 ألف ل.س»، بدوره يشير عبد الهادي حرش «شركة فنات» إلى أن الكفالات تبدأ من 9750 لسيارة سعة محرك 1400 cc، في الوقت الذي يرى فيه البعض أن التأمين الإلزامي على السيارات جعل الناس تتريث في الشراء من الوكالات بسبب ارتفاع تكاليف التأمين الشامل الذي تفرضه إضافة لرسم الرفاهية والفراغ وتتحول نحو شراء السيارات المستعملة، ويقول سعيد. ق «معرض سيارات»: إن رسم الرفاهية لسيارة يبلغ ثمنها 500 ألف يقدر بـ125 ألفاً، والسيارات السياحية التي يبلغ ثمنها 3 ملايين يفرض عليها ضريبة رفاهية 650 ألف ل.س، وبالنتيجة ستشكل نحو 20% من قيمة السيارة الاجمالية».
بينما بين سامر الحموي «شركة ومعرض سيارات» أن أسعار السيارات مرتفعة اليوم بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار»، ويقول: «حكماً ارتفاع سعر الصرف سيؤثر في أسعار السيارات في الأسواق السورية، وعلى التسعيرة الجمركية قبل كل شيء وعلى إدخالها إلى سورية للحصول على اللوحة»، لافتاً إلى أن ذلك سيستمر لفترة قصيرة بسبب قلة الطلب وضخامة العروض، أما عروض التقسيط فيصفها بالتعجيزية من قبل الزبائن الذين يطالبون بدفعة أولى تقل عن 30%، وهذا بسبب قلة السيولة».
وبالمقابل يبلغ عدد السيارات في سورية مليوناً وثمانمئة ألف مركبة، وتشكل الماركات اليابانية والكورية والصينية والروسية 75% من إجمالي المركبات»، و80% من السيارات الموجودة هي ذات استطاعة محرك 1600 سم3 فما دون، واستهلاكها للوقود يفوق 180 كم لصفيحة البنزين الواحدة وبعضها يصل إلى 240/260 كم.

سها مصطفى

المصدر: الوطن السورية