غضب سوداني بعد اعتداءات عنصرية على رعاياهم بلبنان
عقد السفير اللبناني في السودان، أحمد شماط، مؤتمراً صحفياً في سفارة بلاده في الخرطوم الأحد، سعى عبره إلى امتصاص الغضب الذي تفجّر في السودان، بعد انتشار تقارير عن تعرض عشرات السودانيين في لبنان لممارسات عنصرية ومهينة، ونقل موقف وزارة الخارجية في بيروت، التي أعربت عن استنكارها للحادث.
وأكد شماط أنه "إذا كان هناك من أخطاء أقدم عليها عنصر، فإن رؤسائه سوف يتخذون العقوبات المسلكية والقانونية، ليكون عبرة لمن يعتبر"، رافضاً الدعوات إلى مقاطعة المنتجات اللبنانية في السودان، خاصة بعد أن نقلت التقارير قيام عناصر الأمن بوصف سودانيين، أوقفوا لديها، بأنهم "حيوانات"، والقيام بالسخرية من لون بشرتهم الأسود.
وذكّر شماط بـ"العلاقات التاريخية" بين الشعبين السوداني واللبناني، والتي قال إنها "لا يمكن أن تشوبها أي شائبة"، وتطرق لدعوات مقاطعة المطاعم والمنتجات والبنوك اللبنانية بالقول: "هذا عمل تحريضي، ونحن بحاجة إلى حكماء وليس لتأجيج القضية، ولتكون المواقع الإعلامية الالكترونية جسور محبة بين الشعوب."
وتحدث السفير اللبناني عن وجود سودانيين "ارتكبوا أخطاء بدخول البلاد خلسة دون تأشيرات بواسطة التهريب"، داعياً إياهم إلى الذهاب لمراكز الأمن اللبنانية لتسوية أوضاعهم"، وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية.
وتابع: "بالنسبة لما ورد من عبارات في الصحف، بأن رجال الأمن اللبناني نعتوا السودانيين بألوانهم، فأقول لهؤلاء سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين: إن الراهب كسوته سوداء، وهي دليل وقار واحترام.. وكسوة الكعبة سوداء، وهي دليل الرهبة والإجلال.. ولولا السواد ما سطع نجم ولا ظهر بدر في السماء.. لولا السواد لا سكون ولا سكينة، وما حبة البركة السوداء إلا وهي أصل الدواء."
وكانت الصحف السودانية قد تطرقت خلال الأيام الماضية لعملية مداهمة تعرض لها موقع كان يضم عشرات السودانيين، الذين تجمعوا في حفل خيري يعود ريعه لطفل مصاب بالسرطان، بعدما ورد الخبر للمرة الأولى عبر صحيفة "الأخبار" اللبنانية.
ونقلت الصحيفة أن الحفل تعرض للاقتحام من قبل قوة مسلّحة من الأمن العام، وأوردت على لسان شاب سوداني، يدعى علاء العبد الله، الذي يحمل إقامة شرعية في لبنان، قوله: "انهال عناصر الأمن العام بالضرب على الحاضرين بالأيدي وبأعقاب البنادق، مع شتائم من العيار الثقيل، لا يمكن ذكر بعضها على صفحات الجرائد، لكن أقلها كان: على الأرض يا حيوانات!"
وتابع علاء قائلاً: "ذُهلت من المشهد، وظننت أن أحداً منّا قد ارتكب جريمة ما أو عملاً إرهابياً مسّ الأمن القومي للبنان.. أخرجونا من الصالة مكبّلين بالأصفاد، وجعلونا نتمدد على بطوننا في وسط الطريق، على مرأى ومسمع من أهالي المنطقة، بعدما أقفلوا الطريق أمام السيارات.. داسوا بأحذيتهم العسكرية رؤوسنا ورقابنا."
وأضاف: "وجدوا أن أحدنا يرتدي بنطالاً من نوع جينز، فقال له أحد العسكريين وهو واضع قدمه فوق عنقه: صايرين تعرفوا تلبسوا تياب حلوة كمان يا بهائم."
وتحدثت الصحيفة إلى المدير العام للأمن العام، اللواء وفيق جزيني، الذي لم ينف حصول عملية الدهم وتوقيف عدد كبير من السودانيين، لكنه قال إنهم كانوا من المقيمين بصورة غير شرعية، وزعم أن الذين تعرضوا للضرب كانوا يحاولون الهرب.
وحاول جزيني القول إن ما تعرض له السودانيون كان عادياً عبر القول: "إذا أوقف مواطن لبناني في الخارج، فهل تبوسه الأجهزة الأمنية هناك؟.. كلا، لكن للأسف يستغل بعض الأجانب في لبنان من الحريات والمساعدات التي نقدمها لهم، لكن هذا لا يجوز، الأمر أصبح بحاجة إلى ضبط". بحسب ما أوردته الصحيفة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد