مقتل 5 أمريكيين بأفغانستان وماكريستال يودع كابول
قُتل خمسة جنود أمريكيين من العاملين ضمن قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان، نتيجة انفجارين نجما عن عبوتين ناسفتين من النوع الخارق للدروع، حسبما أعلنت قوات المساعدة الأمنية "إيساف"، التابعة للحلف السبت.
ولم تكشف القوات الدولية عن موقعي حدوث الانفجارين، واكتفت بالإشارة إلى أنهما وقعا في جنوب أفغانستان، وقالت إن أحدهما أسفر عن سقوط أربعة قتلى، بينما قُتل الجندي الخامس في انفجار آخر.
وتقترب حصيلة ضحايا القوات الدولية لشهر يوليو/ تموز الجاري، من حصيلة يونيو/ حزيران الماضي، الذي يُعد أكثر الشهور دموية منذ بدء الحرب على أفغانستان أواخر عام 2001، حيث سجل مقتل 102 جندياً دولياً، بينهم 60 أمريكياً، أما الشهر الجاري فشهد حتى اللحظة، سقوط 70 قتيلاً لقوات التحالف، منهم 50 أمريكياً.
ترافق الانفجاران مع إعلان واشنطن القبض على ستة عناصر من حركة طالبان في شرقي أفغانستان، بينهم اثنان من كبار القادة المحليين، إلى جانب توقيف رجل يحمل اسم "بسم الله" قيل إنه كان أحد أبرز مساعدي عبد الحي مطمئن، الناطق الرسمي باسم حركة طالبان قبل سقوطها بعد التدخل العسكري الغربي.
وكانت مصادر بقوات التحالف الدولية قد أعلنت تحطم مروحية تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، جنوبي أفغانستان الجمعة، مما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد القوات الدولية.
ولم تتضح على الفور أسباب تحطم المروحية، حيث قالت المصادر إنه "ما زال قيد التحقيق"، كما لم تكشف عن جنسية الجنديين القتيلين، حيث تقضي القواعد بأن تعلن كل دولة مشاركة بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، عن ضحاياها بنفسها.
يأتي تحطم المروحية العسكرية بعد قليل من إعلان وزارة الدفاع البريطانية عن مقتل اثنين من جنودها العاملين بأفغانستان، خلال معركة اندلعت مع مجموعة من المسلحين، في وقت سابق الأربعاء.
يذكر أن أكثر من 300 جندي بريطاني سقطوا في أفغانستان منذ بدء الغزو في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2001.
-وفي واشنطن، جرى حفل تكريم رسمي للجنرال ستانلي ماكريستال، القائد السابق للقوات الأمريكية في أفغانستان، والذي قرر التقاعد بعد الفضيحة التي تسببت بها تصريحاته المنتقدة لأركان البيت الأبيض وسخريته من عدد من المسؤولين، والتي نقلتها عن لسانه مجلة "رولنغ ستونز" في مقابلة معه.
وألقى ماكريستال كلمة بالمناسبة، أعاد فيها التذكير بمواقفه عن طريق المزاح، قائلاً إن على كل من سيشكك فيه مستقبلاً أن يتذكر بأن لديه معلومات كثيرة وصوراً للجميع، كما انه يعرف صحفي في مجلة "رولنغ ستونز"، في إشارة إلى قدرته على فضح من ينتقده.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وافق نهاية يونيو/ حزيران الماضي على استقالة ماكريستال، على خلفية قضية "تهكم" أكبر مسؤول عسكري في الدولة الآسيوية المضطربة، من مسؤولين بالإدارة الأمريكية، من بينهم نائب الرئيس جو بايدن.
وفيما وجه أوباما الشكر للجنرال ماكريستال، فقد تضمن الخطاب انتقادات ضمنية للمسؤول العسكري السابق، حيث أشار إلى التعليقات الصادرة عن الأخير، واعتبرها تصرفاً لا يرقى لمستوى مسؤول رفيع بمثل منصبه.
وقدم ماكريستال اعتذاراً عن تعليقاته، كما أقال أحد مساعديه المسؤولين عن الإعلام بشأن المقابلة، واعتذر المسؤول العسكري في بيان صدر من البنتاغون، جاء فيه: "إنه خطأ يعكس سوء تقدير، وكان ينبغي ألا يحدث أبداً."
وقد تعكس سخرية ماكريستال من جو بايدن، انقسام الإدارة الأمريكية بشأن الحرب، التي تخوضها الولايات المتحدة في أفغانستان، وبعد رفض الأول إستراتيجية لمكافحة الإرهاب تقدم بها نائب الرئيس.
وبحسب المقابلة، لم ينتقد الجنرال الرئيس أوباما، غير أنه لفت إلى أنه يعتقد بأن الرئيس "يبدو غير مرتاح، ومرتعباً في غرفة مكتظة بكبار المسؤولين العسكريين"، وفق المقابلة.
وتقول مقالة "رولينغ ستون" إن ماكريستال شخصية نجحت في استفزاز كافة المشرفين على الحرب الأفغانية، من بينهم سفير أمريكا لدى كابول، كارل إيكنبري، والمندوب الأمريكي الخاص لأفغانستان، ريتشارد هولبروك، ومستشار الأمن القومي، جيم جونز، فيما لم يسم أوباما ضمن نطاق فريق خصومه.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد