«درب التصميم» بعد عمّان يحط في دمشق: البحث عن المبدعين
يستضيف المركز الثقافي الإسباني ثربانتس بدمشق مشروع «درب التصميم» الذي بدأ من عمّان وينتهي بالمنامة بعد دمشق. والمشروع هو معرض وورشات عمل تضم فنانين سوريين. الورشات بإشراف مبدعين ومصممين أوروبيين في مجالات تصميم الديكور والمطبوعات والمعارض الفنية والغرافيك وتصميم واجهات المحال التجارية.
وقال الفنان سامر يماني، رئيس جمعية الحوار الخلاق، ومقرها برشلونة، إن «الفكرة هي دعم مصممين محليين بما يطور عملهم ويؤثر في الاقتصاد في البلد»، وضرب يماني مثلاً على ذلك مجال تصميم واجهات المحال التجارية، الذي من شأنه أن يفتح باب عمل جديدا للمصممين، ولكن من جهة أخرى سيكون له أثره الواضح في اقتصاد البلد وفي شكل المدينة وذائقتها.
ورشات عمل
وأكد يماني أن الجهات المشرفة على المعرض، «جمعية الحوار الخلاق»، و«فضاء التصميم الحر» تعمل في «درب التصميم» على محاور عديدة، من بينها علاقة المبدع بالمبدع عبر ورشات العمل والحوار والعمل المشترك لخلق إبداع محلي الطابع. ومن ثم علاقة المبدع بالمتلقي، وهنا يعتبر يماني أن المشكلة الأساسية في مشروع كهذا هي المتلقي، فنظرة هذا الأخير وقربه من العمل الإبداعي وطريقة قبوله هي ما سيحدد مسيرة المنجز الإبداعي. والمتلقي غالباً ما يطالب بشيء موجود ومكرر.
ومن بين المشكلات الأخرى التي يتحدث عنها يماني «أن ليس لدينا صناعة حديثة تتبع التصميم الحديث»، هذا إلى جانب «مشكلة مناهجنا التعليمية»، و«نقص الدعم للمبدع».
أما المعرض فقد ضم أعمالاً لستة مصممين أوروبيين من اختصاصات مختلفة، وحسب البيان الصحافي المرفق فإن على المعرض أن «يساهم في التحفيز على التقرب من التصميم واتباعه كأسلوب حياة ووسيلة للتعبير عن الحاجات والضرورات الاجتماعية إضافة إلى توسيع رقعة المعرفة للمتتبع للتصميم في إسبانيا. فلكل مصمم مساحته الخاصة لطرح أعماله وأسلوب تفكيره من خلال صور ومجسمات وفيديو عن أعماله».
المعرض، وهو حسب يماني ينمو من مدينة إلى مدينة، حيث تضاف إنجازات ورشات العمل إلى المعرض المتنقل، ضم صوراً عن مشاريع متنوعة للديكور والمفروشات أو الإعلان أو تنسيق الزهور واستخدامها كإكسسوارات أو منحوتات وفي تصميم المطبوعات وسواها. كما ضم فيديو لأعمال مختلفة مقدماً أمثلة على الفهم الجديد للإبداع, يقول سامر يماني «لقد تغير مفهوم الفخامة في مجال العمارة في الخارج، حيث بدأت تدخل اعتبارات العلاقة مع البيئة، والتعامل مع الفراغ. وإذا كانت الفخامة من قبل تعني المادة فإنها اليوم تتعلق بالفكرة والتصميم».
ابتكارات إعلانية
الفيديو في المعرض قدم أيضاً لابتكارات إعلانية تعتمد على العرض في الشارع، حيث ترى مجموعة من الموديلات يقدمون عرضاً لسلعة ما في الميترو، والذي سرعان ما يتحول إلى ظاهرة تحت أضواء الكاميرات والإعلام، وباعتبارها عملاً غير قانوني سيفرض على المجموعة المعلنة غرامة مالية ستكون في النتيجة أقل بكثير من الكلفة الاعتيادية للإعلان. الطريف أيضاً أن الأخبار ستتناول الظاهرة وفرض الغرامة والمنع بحقها ما يعني إعلاناً جديداً مبتكراً للسلعة. لا ندري كم مرة يمكن أن ينجح هذا الأسلوب الإعلاني المبتكر، ولكننا نرجو أن لا يكون هذا هو ما يتعلمه المبدعون السوريون في ورشات العمل تلك.
يذكر أن «فضاء التصميم الحر في دمشق»، إحدى الجهات المشرفة على «درب التصميم» هي المنظمة أيضاً لما يسمى «بيتشا كوتشا دمشق»، الذي انعقد في دمشق للمرة الثانية أخيراً، ويعقد كل ثلاثة أشهر. وهو نوع من البحث والتواصل مع المبدعين. فكرة نشأت في طوكيو، وسرعان ما انتقلت إلى حوالى ثلاثمئة مدينة حول العالم، وفيها يقدم المبدعون والمصممون أعمالهم وابتكاراتهم أمام الفعاليات الاقتصادية المعنية، ما يمكن أن يضع المصمم والمبدع أمام فرصة تبني وتنفذ فكرته على الفور، كذلك فإن الفكرة ستكون على موقع «بيتشا كوتشا» العالمي على الانترنت، ما يجعل الفكرة والتصميم أمام السوق العالمية لا المحلية وحسب.
راشد عيسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد