قوات العدو أتلفت محاصيل البقاع
لم يحدث أن تعرّضت المواسم الزراعية في سهل البقاع لخسائر فادحة كتلك التي تعرضت لها خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان. فالمزارعون في البقاع اعتادوا على خسائر موسمية، وهي أصبحت «عادة» يحسب لها المزارعون ألف حساب.
لكنّ العدوان الإسرائيلي الأخير لم يكن هذه المرة «عابراً». طال البشر والحجر والمواسم الزراعية، وارتفعت قياسياً حجم الخسائر التي أصابت المزارعين والقطاع الزراعي عامة، ولا سيّما أنّ مسلسل العدوان استهدف مواسم المزارعين مباشرة من خلال إلقاء الصواريخ على الحقول، إضافة إلى استهداف وسائل النقل الزراعية مباشرة، و«نزوح» اليد العاملة مع بدء أعمال العدوان.
يقول المزارع حسين العرا إنّه لم يستطع جني موسم البطيخ من حقله في سهل البقاع الغربي، وإن المساحة التي كان قد زرعها بالبطيخ الأحمر والأصفر أصيبت مباشرة بالقصف الجوي: «كلّفتني صحرة البطيخ عشرين مليون ليرة، إجت الحرب وضل الرزق بالأرض. عمّال ما في، وبيك آبات ما بتقدر تنقل».
ويتحدث المزارع خالد هيفا بأسى وحزن عمّا حلّ ببستان الإجاص الذي كان قد «استوى» وفرقت بيننا وبينه الحرب عشرة أيام. وللأسف، وقعت الكارثة وظل الإجاص على الشجر».
اضطر هيفا إلى النزول مع أفراد أسرته لقطاف الموسم، لكن الموسم تكدس في الصناديق التي بقيت في الكرم، بعد أن عجز عن إقناع أكثر من سائق شاحنة صغيرة أو كبيرة في نقل الإجاص إلى السوق.
حال مواسم الفاكهة لا تختلف عن مواسم الخضر المتنوعة. فموسم البطاطا كان قاب قوسين أو أدنى من «قلعه» مع بدايات العدوان. ويقول قاسم حسين: «اختربت بيوتنا، لم نقدر على قلع الموسم من الأرض».
ويشير جاره أحمد إلى أن حقلاً كبيراً من الخس قد تلف ولم يعد صالحاً للاستهلاك البشري. و«لم نقدر على القلع أو حتى السقاية. كلّفني الأمر سبعة ملايين ليرة لبنانية، وما قدرت شيل خسّة واحدة حتى للبيت».
المشهد «المأسوي» في سهل البقاع الغربي لا يختلف عن حال كل المزارعين في البقاع الأوسط. ففي سهل بلدة جديتا، على سبيل المثال، أكثر من ثلاثمئة دونم من الدرّاق أتلف بالكامل. ويقول المزارع ناجي مسعود الذي يتابع «ملف» الكارثة الزراعية التي حلت بمواسم جديتا: «إنّها أكبر خسارة زراعية تعرض لها سهل جديتا في تاريخه».
ويقدر حجم الخسائر التي حلت بمواسم جديتا لوحدها بنحو مليار ليرة لبنانية. ويقول إن اكثر من ثمانمئة دونم من مختلف أنواع الخضر قد أتلفت نهائياً جراء العدوان الإسرائيلي على منطقة البقاع الأوسط.
أسامة القادري
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد