ديختـر يلغـي زيـارة إلـى إسـبانيا خشـية اعتقالـه
بالرغم من كل ما مارسته إسرائيل والولايات المتحدة من ضغوط على الدول الأوروبية، لا يزال مبدأ العدالة الدولية يلاحق مجرمي الحرب بين كبار المسؤولين الإسرائيليين. وإضافة إلى تقيد عدد من كبار المسؤولين وضباط الجيش ممن كان لهم دخل، إما بجرائم حرب في غزة ولبنان أو بتعذيب الأسرى، بعدم زيارة دول تسري فيها مبادئ العدالة الدولية، هناك من يصطدم بهذا الواقع عند محاولته زيارة دول معينة.
وكان هذا نصيب عضو الكنيست من حزب كديما آفي ديختر، رئيس الشاباك السابق، الذي كان من المفترض أن يسافر في نهاية الأسبوع الحالي إلى اسبانيا، لحضور مؤتمر دولي بمشاركة ممثلين إسرائيليين وفلسطينيين وأوروبيين للبحث في عملية السلام، ولكنه اضطر إلى إلغاء مشاركته خشية الاعتقال أو السجن.
ومعروف أن ديختر قاد لسنوات طويلة جهاز الشاباك الإسرائيلي، الذي طبقت شهرته الآفاق جراء أساليب التعذيب التي مارسها ضد الفلسطينيين والعرب المعتقلين لديه. كما أن شهرته هذه قادت إلى تصديره هذه الخبرات للعديد من أجهزة الأمن القمعية في العالم.
وقد أبلغ ممثلو وزارة العدل في اسبانيا ديختر، عبر رسالة بعثوا بها إليه، أنهم لا يستطيعون توفير الحصانة له من الاعتقال في اسبانيا فقرر احتجاجاً على ذلك إلغاء مشاركته في المؤتمر.
ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فقد بدأت القصة قبل بضعة أيام بقيام منظمة اسبانية تدعى «تحالف مدريد» بدعوة ممثلين إسرائيليين وفلسطينيين للمشاركة في مؤتمر حول مسيرة السلام والمبادرة السعودية. ومن الجانب الفلسطيني كان من المتوقع أن يصل مسؤولون بارزون من السلطة الفلسطينية، من بينهم محمد دحلان. وعلى رأس الوفد الاسرائيلي كان رئيس الشاباك ووزير الأمن الداخلي السابق آفي ديختر.
وفي مطلع الأسبوع الحالي، طلب ديختر أن يفحص في إسرائيل وفي اسبانيا ما إذا كان من المتوقع أن يعتقل أو يحقق معه في اسبانيا في أعقاب شكاوى ضده في قضية اغتيال القيادي في حماس الشهيد صلاح شحادة، وجرائم أخرى أثناء عملية «الرصاص المسكوب» على غزة (حين شغل منصب وزير الأمن الداخلي).
وبعد فحص قانوني أبلغ الأسبان ديختر بأن ليس في نيتهم منحه حصانة ضد التحقيق أو الاعتقال، فقرر ديختر إلغاء مشاركته في المؤتمر. وقال ديختر انه اعتزم الوصول إلى المؤتمر كي يتحدث في صالح المسيرة السلمية، ولكنه تخوف من أن يكون بانتظاره أمر اعتقال أو استدعاء للتحقيق.
وليست هذه المرة الأولى التي يلغي فيها مسؤولون إسرائيليون سفرهم او يقومون بـ«التفافة حدوة حصان» بعد أن يكونوا هبطوا في مطارات مختلفة في أرجاء أوروبا في أعقاب صدور أوامر اعتقال ضدهم. فقد صدر أمر اعتقال ضد رئيسة كديما تسيبي ليفني في بريطــانيا بدعــوى أنها ارتكبت «جرائم حرب» كوزيرة للخارجية خلال الحرب الإسرائيلية الأخيـرة على غزة.
وقال ديختر: «هذه هي المرة الاولى التي أواجه فيها وضعاً خطراً كهذا، حين أدخل دولة ولا أكون واثقا من أنني سأخرج منها بسلام من دون اعتقال. ينبغي أن نتذكر بأن هذا ليس خطراً فقط على آفي ديختر، بل ثمة لمثل هذا الاعتقال آثار الخطر الرسمي. غريب أن أناساً من السلطة الفلسطينية بالذات عملوا في اطار أجهزة أمن هناك مع سجل حافل، يدخلون من دون مشكلة. الأسبان ملزمون بأن يأخذوا على أنفسهم المسؤولية عن الموضوع وأنا متفائل بأننا في النهاية سنخرج من هذا الأمر».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد