واشنطن تعيد التسوية إلى نقطة الصفر
دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، الليلة قبل الماضية، إلى بداية جديدة لمفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل”، مطالبة الجانبين بمعالجة القضايا الأساسية “من دون تأخير” . ودعتهما إلى معالجة القضايا الأساسية حتى إذا لم يوافقوا على عقد لقاءات وجهاً لوجه . وقالت أمام العديد من المسؤولين السياسيين “الإسرائيليين” والفلسطينيين والأمريكيين، “في الأيام المقبلة ستكون محادثاتنا
مع كل من الجانبين جوهرية، وستكون حوارات في اتجاهين، على أمل تحقيق تقدم حقيقي في الأشهر المقبلة بشأن القضايا الأساسية لإطار اتفاق محتمل” . وقالت في خطاب في اجتماع رعته مؤسسة بروكنيغز في “مركز صبان لسياسة الشرق الأوسط” إن “الولايات المتحدة لن تكون شريكاً متفرجاً” . وتابعت “سنعمل على الحد من الخلافات عبر طرح أسئلة صعبة وانتظار أجوبة حقيقية . وكذلك في حواراتنا الخاصة مع الأطراف سنقدم أفكارنا ومقترحات لردم الهوة إذا احتاج الأمر” .
وشددت هيلاري على الموقف الأمريكي الرافض للاستيطان “من دون طلب تجميده”، وعلى المساعدات المالية والعسكرية الأمريكية و”الدعم الأمريكي غير المحدود ل “إسرائيل””، إلا أنها أعادت تكرار استمرار الولايات المتحدة في دعم حل الدولتين . وقالت: “غياب السلام، والاحتلال الذي بدأ عام 1967 يحرم الفلسطينيين من الكرامة وتقرير المصير، وهذا غير مقبول، وفي النهاية هو أمر غير قابل للاحتمال، لذا فإنه من مصلحة الفلسطينيين و”الإسرائيليين” وكل شعوب المنطقة إنهاء الصراع، وإحلال سلام دائم وشامل في المنطقة يعتمد على حل الدولتين لشعبين” .
وأشارت إلى مطالبات أمريكا من دول المنطقة، في إشارة للدول العربية المعنية والكبرى، بتطوير مضمون مبادرة السلام العربية، والعمل على تنفيذ رؤية هذه المبادرة، وذلك أيضاً في إشارة غير مباشرة إلى مطالبات واشنطن للعرب بالانفتاح والتطبيع مع “إسرائيل” .
وحذرت هيلاري من وضع يفرضه استمرار الأزمة في منطقة الشرق الأوسط، ما يدعم الرافضين لعملية السلام والمتشددين بالمنطقة .
وأدى تركيز كلينتون على قضايا الحل النهائي في كلمتها إلى قيام وزير الحرب “الإسرائيلي” بالتطرق إلى ما وصفها ب “الموضوعات الحرجة” بالنسبة ل “إسرائيل”، سواء الخطر الديمغرافي أو “ديمقراطية الدولة اليهودية”، فركز باراك أوباما على الحلم الصهيوني في بناء وبقاء “إسرائيل”، مشيراً إلى صعوبة تحقق ذلك في ظل غياب السلام مع الفلسطينيين .
حنان البدري
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد