اليمن: قتلى وجرحى في اشتباكات بصنعاء وتعز
أكدت مصادر طبية ارتفاع عدد القتلى في اشتباكات يوم الثلاثاء بين أنصار الحزب الحاكم وجنود الفرقة المدرعة الأولى في صنعاء الى ستة قتلى بعد وفاة أحد الجرحى في المستشفى متاثرا بجراحه.
وتقول المصادر إن القتلى أربعة من وفد قبلي كان يقود وساطة بين الرئيس واللواء علي محسن الأحمر واثنان من جنود الفرقة المدرعة.
كما أن قوات الجيش الحكومية أطلقت النار على مظاهرة بالقرب من ساحة التغيير مما أدى إلى سقوط قتل وعدة جرحى، بينما تدخلت قوات الفرقة الأولى لحماية المحتجين.
وتقول الرواية الرسمية للحادث إن وفدا قبليا يضم مشائخ من قبيلة سنحان التي ينتمي اليها الرئيس واللواء علي محسن الأحمر قابل الرئيس صباح اليوم في (دار الرئاسة) في اطار وساطة قبلية للتوفيق بين الرئيس واللواء علي محسن.
وقال بيان صادر عن مكتب الأحمر ان "الأمر يبدو محاولة لاغتيال محسن ومجموعة من شيوخ القبائل".
وتوجه الوفد مباشرة لمقابلة الأخير في المعسكر الذي يقع على مسافة عشرات الامتار من ساحة التغيير، وبمجرد وصول الوفد الى مدخل الساحة والمعسكر حصل تبادل لإطلاق النار بين الطرفين.
وقد اعترضت قوات الأمن المركزي ومكافحة الشغب مسيرة حاشدة لعشرات الالاف من الشبان في صنعاء ومنعتها من التقدم باتجاه المستشفى الجمهوري لتعود الى ساحة التغيير.
وتقول مصادر من داخل المسيرة إن جدارا بشريا ضخما من قوات مكافحة الشغب معززا بآليات رش المياه وعربات مدرعة أوقفت المسيرة في تقاطع شارع بغداد مع شارع الزبيري ومنعت تقدمها بينما وقف مسلحون يرتدون ملابس مدنية خلف قوات الأمن المركزي في جسر الزبيري وسط أنباء عن مضايقات يتعرض لها المتظاهرون من قبل أنصار الحزب الحاكم.
واكتفى المتظاهرون برمي الورود على قوات الأمن المركزي، وقال عبد الملك اليوسفي أحد قيادات ما تعرف بثورة التغيير السلمي تعليقا على ذلك إن قوات الأمن المركزي هم اخوان للمعتصمين وجزء من الشعب ودعاهم للانحياز الى الشعب.
ومنعت قوات الأمن مسيرة حاشدة للمعلمين من التوجه الى مجلس الوزراء احتجاجا على عدم تجاوب الحكومة مع مطالبهم بمستحقات مالية مؤجلة.
وأوقفت قوات الأمن مسيرة المعلمين بحاجز بشري كبير من قوات مكافحة الشغب والاليات العسكرية على بعد مئات الأمتار من ساحة التغيير بصنعاء بعد انطلاقهم منها.
وقد اعتلى مسلحون يرتدون ملابس مدنية اسطح بعض البنايات المجاورة لساحة الحرية بمدينة تعز وقاموا باطلاق نار كثيف باتجاه المعتصمين في الساحة.
و أصيب عشرات المحتجين بالرصاص اليوم الثلاثاء مع تجدد اعمال العنف في تعز.
وأفاد شهود أن مروحية طافت فوق المدينة والقت قنابل مسيلة للدموع.وأضاف الشهود أن قوات الأمن اليمنية وأشخاصا بملابس مدنية أطلقوا النار على المحتجين.
وقالوا إن المئات من قوات الأمن هاجموا عشرات آلاف المحتجين، وان أشخاصا بملابس مدنية يعتقد أنهم من رجال الأمن استخدموا العصي والخناجر، ورد المحتجون برشق المهاجمين بالحجارة.
وأكد مدير المستشفى الميداني في تعز الدكتور صادق الشجاع لبي بي سي وصول 350 حالة تسمم بالغاز وعشر حالات أصيبت بالرصاص الحي الى المستشفى الميداني خلال نصف الساعة الماضية.
يذكر أن قوات من الجيش انتشرت منذ الامس في مدينة تعز بعد انسحاب قوات الأمن.
وكان 15 شخصا قد قتلوا وجرح 13 في المدينة الاثنين.
وفي مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر هاجم مدنيون يعتقد السكان أنهم من البلطجية المكلفين من قوات الأمن ، هاجموا آلاف المحتجين الذي كانوا متوجهين الى القصر الرئاسي.
وقد قتل ستة أشخاص بالرصاص وأصيب 30 شخصا بطعنات من آلات حادة بينما أصيب 270 آخرون بفعل الغاز المسيل للدموع.
وبلغ مجموع القتلى في الاحتجاجات حتى الآن مئة شخص ودعت منظمة هيومات رايتس ووتش الثلاثاء الولايات المتحدة وحكومات أخرى الى تعليق إمداداتها العسكرية لليمن.
من ناحية أخرى أبدى الشبان المعتصمون بساحة التغيير تحفظهم على مبادرة المعارضة اليمنية لعدم تضمنها اشارة الى رحيل فوري للنظام ورفض اي مبادرات لا تنص على رحيل فوري للرئيس وأقاربه.
وتحدت شباب ما تسمى بثورة التغيير السلمي عن ثغرات في المبادرة قد تتيح لأنصار النظام الالتفاف على أهداف الثورة وتخريب اي مكونات مستقبلية لمرحلة ما بعد تسليم السلطة.
وكانت مبادرة المعارضة الأخيرة تجاهلت الاشارة الى مصير الرئيس وأقاربه بعد نقله سلطاته الى نائبه كما تنص المبادرة.
وفي نفس السياق أبدت المعارضة اليمنية استعدادها لإجراء محادثات في السعودية حول نقل السلطةن حسب ما صرح به المتحدث باسمها محمد قحطان.
وقال قحطان لوكالة فرانس برس ردا على سؤال حول الوساطة التي اطلقها مجلس التعاون الخليجي والدعوة لعقد محادثات في الرياض, "نحن مع التفاهمات لنقل السلطة, رحبنا وقلنا سنحضر, ولكن لبحث نقل السلطة فقط".
واضاف "ان البلد لا يحتمل تأخير نقل السلطة, كل يوم يمر تهرق دماء كثيرة".
وشدد قحطان على ان المحادثات مع النظام اليمني لا تعني الحوار معه.
وقال "نحن مع اي خيارات او تفاهمات لنقل السلطة من الرئيس صالح بشكل آمن
وسريع, اما بالنسبة للحوار الوطني, فهو لا يمكن ان يتم الا في ظل الوضع الجديد, اي مع رئيس جديد".
واضاف "يجب ان يرحل الرئيس ويسلم السلطة لنائب من غير عائلته ونحن سنجلس ونتحاور مع هذا النائب", مشيرا بذلك الى مبادرة المعارضة التي نصت على اطلاق حوار حول مرحلة انتقالية بعد تسليم صالح السلطة الى نائبه.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد