صنعاء: المعارضة تشكّل مجلساً انتقالياً ومحاولة اغتيال زعيم «الإصلاح»
قررت المعارضة اليمنية تشكيل مجلس وطني ائتلافي يضم القوى السياسية والشبابية لتجاوز الانقسامات الكبيرة التي بدأت تفكك ساحات الاحتجاج، وبالتالي مواجهة الرئيس علي عبد الله صالح «العازم على العودة» وفقا لمعاونيه، فيما خيّم التوتر الامني الكبير على صنعاء امس اثر تعرّض رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح، ابرز اعضاء «اللقاء المشترك» (المعارضة البرلمانية) محمد عبد الله اليدومي لمحاولة اغتيال.
وفيما وُجهت اصابع الاتهام الى النظام بشكل تلقائي، صرح مسؤولون اميركيون ان الحوار اساسي لحل الازمة السياسية في اليمن، في تصريح لم يبارك خطوة قيام المجلس الانتقالي المعارض.
واتهمت المعارضة اليمنية الحكومة بمحاولة اغتيال اليدومي الذي تعرضت سيارته لاطلاق النار في العاصمة، وفق بيان نشر على موقع الحزب الالكتروني. وأدانت أحزاب «اللقاء المشترك» بشدة «ما أقدمت علية بقــايا النظام العائلي من محـــاولة استهــداف إجرامية
لرئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح». وحمّلت في بيان نشره موقع «الصحوة نت»، «قيادة الأمن القومي وقائد الحرس الجمهوري وقائد الحرس الخاص وقائد الأمن المركزي مسؤولية هذا الحادث الإجرامي» محذرة «من مغبة اللعب بالنار لان الشعب لهم بالمرصاد». ولم يحدد البيان ان كان اليدومي في السيارة عند تعرضها لاطلاق النار.
وكانت «اللجنة التحضيرية الصغرى» اقرت مساء امس الاول برئاسة المعارض محمد سالم باسندوة «مشروع المجلس الوطني الائتلافي للثورة»، على ان يضم الاحزاب السياسية المعارضة المنضوية تحت لواء «اللقاء المشترك» والشباب المحتجين في ساحات الاعتصام ومنظمات المجتمع المدني والحراك الجنوبي والحوثيين والمعارضين في الخارج والمستقلين.
وأوضح الناطق باسم اللجنة التحضيرية احمد الصبري انه «تم تشكيل لجان للتواصل والحوار مع جميع هذه المكونات ليتم الاعلان عن المجلس الوطني مطلع آب المقبل». وأضاف الصبري ان من مهام المجلس «انتخاب هيئة رئاسية له ووضع برنامج لتصعيد العمل الثوري السلمي الشعبي وتنشيط وتفعيل الساحات والتنسيق في ما بينها وذلك لاستكمال نجاحات وتحقيق أهداف الثورة».
في المقابل، صرح مسؤولون اميركيون ان الحوار اساسي لحل الازمة السياسية مقللين من اهمية اعلان «مجلس انتقالي»، فيما قالت نائبة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جانيت ساندرسن انه سيكون لصالح «دور حاسم يلعبه» في هذا الحوار. وأضافت «يبدو لنا في هذه المرحلة ان المجلس ليس له اي تأثير لكن الجو السياسي في صنعاء لم يستقر بعد».
وذكر موقع «الصحوة نت» ان أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركى دعوا الى الاستعداد للتعاطي مع مرحلة ما بعد صالح، معربين عن قلقهم من تردي الأوضاع في اليمن واحتمال تزايد نفوذ تنظيم «القاعدة». وجاء ذلك خلال جلسة استماع عقدتها لجنة آسيا الفرعية التابعة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لمناقشة الوضع في اليمن، حيث قال السيناتور الديموقراطي روبرت كيسي «خلال الأيام الماضية أعلن أعضاء من المعارضة تشكيل حكومة ظل، وعلى الرغم من أن تركيب هذه المجموعة وطبيعتها غير واضحين، إلا أنه من الواضح أن المرحلة الانتقالية ستحدث عاجلا أم آجلا، والرئيس اليمني تعهد بالتنحي، ما يعنى قيادة جديدة في اليمن لأول مرة منذ 33 عاما».
وأكد مراقبون ومصادر معارضة ان المعارضة اليمنية تسعى الى استجماع القوى للتوحيد بين مكوناتها بعد الانقسامات في ساحات الاعتصام والتعثر الواضح في فرض ارادتها بالرغم من غياب صالح الذي ينوي العودة الى البلاد بحسب القريبين منه. وقال مصدر معارض ان «الساحات مقسومة ومتفككة، وليس هناك اي آلية للتنسيق بين الساحات» مشيرا الى ان «الانقسامات الاكبر في صنعاء خصوصا بين الحوثيين والإصلاحيين» (التجمع الوطني للاصلاح اي الاخوان المسلمين). وذكر المصدر ان «الشكوك تتعاظم لدى الشباب ايضا من الدور الذي تلعبه قوات اللواء المنشق علي محسن الاحمر، الذي بات يُنظر اليه سلبا من قبل الشباب».
من جانبه، يقول المحلل اليمني فارس السقاف ان تشكيل المجلس الوطني للمعارضة اليمنية «يستحضر تجربة ليبيا، ولكن هذا له مخاطر لا سيما ازاء امكان تحول النزاع من السياسة الى الشارع». ويعتبر السقاف الذي يرأس مركز «دراسات المستقبل» في صنعاء ان الرئيس اليمني نجح في «الاستمرار والبقاء في المعادلة» بينما المعارضة فوتت عليها فرصا متتالية لفرض ارادتها السياسية. ويؤكد السقاف بأن صالح لن يعود قريبا الى بلاده، اذ «ما توصل اليه السعوديون والاميركيون هو ان يغيب الرئيس بدعوى العلاج ولا يحضر على ان تكون هناك صيغة جديدة لنظامه بغياب الرأس حتى عام 2013 (تاريخ انتهاء ولاية صالح)، وتتم في هذه الاثناء التسوية بمشاركة الحزب الحاكم والمعارضة ونائب الرئيس» معتبرا ان هذا الامر يشكل «المعقول» في ظل الظروف الحالية.
الى ذلك، قال مسؤولون محليون ومصادر شحن إن عامل شحن بريطانياً لقي حتفه عندما انفجرت سيارة ملغومة في ميناء عدن، جنوب البلاد. وقال مصدر غربي في مجال الشحن إن الرجل كان عائداً لتوه إلى الميناء بعد أن تفقد ناقلة هاجمها قراصنة قبالة الساحل اليمني في أوائل تموز الماضي، فيما قال مصدر أمني إنه يعتقد أن الانفجار الذي قتل البريطاني المعروف جيدا في عدن هو هجوم للمتشددين. ومضى يقول «نميل إلى الاعتقاد بأنه كان هجوما إرهابيا ما لأنه كان معروفا جدا».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد