مجلس الأمن يخفق في إصدار قرار ضد سوريا
فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق لإصدار قرار يدين سوريا، في حين استبعدت كل من بريطانيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) أي تدخل عسكري على غرار الحملة العسكرية التي تشن على ليبيا.
وقال دبلوماسيون إن قوى أوروبية أحيت مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي يدين سوريا بخصوص القمع الدموي للمحتجين، وقامت بتوزيع نص معدل أثناء اجتماع للمجلس الاثنين.
وعقب الاجتماع المغلق الذي استمر زهاء ساعة أوضح الدبلوماسيون أنه بعد مأزق استمر أشهرا بشأن سوريا في المجلس، فإن أحداث العنف الجديدة يبدو أنها تدفع أعضاء المجلس المنقسمين نحو شكل ما لرد الفعل.
وسعى الأميركيون والأوروبيون خلال الاجتماع لإقناع الدول المترددة في إصدار القرار لكنه انتهى دون نتائج ملموسة، وتريد بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال بدعم من الولايات المتحدة دفع مجلس الأمن لاستصدار قرار يندد بالقمع الذي قد يناقش مجددا الثلاثاء.
ولفت دبلوماسيون مع ذلك إلى أن الأمر الأكثر ترجيحا هو اتفاق مجلس الأمن على إصدار بيان إدانة عادي من دون صفة ملزمة.
وأوضح دبلوماسي غربي أن البلدان الأوروبية عدلت مشروع قرارها المقدم للمرة الأولى قبل شهرين، والذي يدعو النظام السوري لإنهاء أعمال العنف، ويطالب بتمكن الأمم المتحدة من الوصول للمدن التي تشهد مظاهرات وبفتح تحقيق حول الانتهاكات لحقوق الإنسان.
وأضاف أن المسودة المعدلة شأنها شأن سابقتها لا تدعو لفرض عقوبات على سوريا ولا إحالة زعماء سوريين للمحكمة الجنائية الدولية، وهي مطالب دعت إليها اليوم منظمة العفو لدولية المعنية بحقوق الإنسان.
من جهتها، أشارت السفيرة الأميركية سوزان رايس إلى تقارير "مقلقة" عرضت أمام مجلس الأمن من جانب الأمين العام المساعد أوسكار فرناندير تارانكو، وقالت للصحفيين عقب الاجتماع "ثمة تعبير واسع عن القلق حتى الإدانة".
هذا وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دعت أعضاء مجلس الأمن الرافضين لأي تحرك دولي يدعو الرئيس بشار الأسد "لوقف عمليات القتل" لإعادة النظر في مواقفها.
أما السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي هدد باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار السابق، فقد اعتبر أنه "يجب التخلص من الطريقة القديمة في التفكير والمبنية على المواجهة".
ورأى أن اقتراح القرار في مجلس الأمن "مضخم بعض الشيء" إلا أنه أشار إلى أن إصدار بيان عن المجلس قد ينال إجماعا. وقال للصحفيين "إذا كانت ثمة إمكانية في الوصول إلى نص فلن نقف حائلا دون ذلك".
ويربط بعض الدبلوماسيين بين هذا التعثر بالملف السوري وبين ما حصل بشأن ليبيا داخل مجلس الأمن قبل أشهر عدة. فقد أعربت روسيا والصين ومعهما البرازيل والهند وجنوب افريقيا عن الغضب الشديد إزاء تفسير دول الغرب لقرار مجلس الأمن الذي أتاح لقوات الحلف الأطلسي قصف ليبيا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد