غول يحث الأسد على «الإسراع في قيادة التغيير» والمعارضة تهاجم سياسة أردوغان السورية
في الوقت الذي كانت وكالات الأنباء تشير الى تراجع أعداد المتظاهرين والقتلى، الذين سقط منهم 16 امس، واصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حملتها على النظام السوري، مجددة دعواتها الى دول العالم، خصوصا الى روسيا والصين، لقطع علاقاتها التجارية، وخاصة النفطية، مع دمشق.
في هذا الوقت، كشف الرئيس التركي عبد الله غول انه دعا، في رسالة تسلمها الرئيس السوري بشار الأسد من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الثلاثاء الماضي، الاسد إلى إجراء إصلاحات «قبل فوات الأوان». وذكرت وكالة «الأناضول» أن غول قال في الرسالة «يجب تطبيق مطالب الناس بالديموقراطية بشكل سريع ومخلص، وهو أمر أعتقد انه سيحسن الظروف السلبية في سوريا». وأضاف «لا اريد ان يأتي يوم تشعرون فيه بالأسف وأنتم تنظرون وراءكم لانكم تأخرتم كثيرا في التحرك او لأن تحرككم كان قليلا جدا». وتابع ان «توليكم قيادة التغيير سيجعلكم في موقع تاريخي بدلا من أن تجرفكم رياح التغيير».
إلى ذلك، أطلقت المعارضة التركية أوسع حملة انتقاد لسياسة تركيا الخارجية تجاه سوريا. وكان كلام رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان في إفطار السبت الماضي، الذي شن فيه حملة قاسية على النظام في سوريا وأعلن خلاله أن صبر تركيا شارف لحظاته الأخيرة، المنطلق لحملة المعارضة.
وقد كانت ردة فعل زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو بمثابة مطالعة شاملة فنّد فيها أخطاء السياسة الخارجية التركية تجاه سوريا على وجه التحديد. وقال «السياسة الخارجية تتطلب ألا تكون تركيا دمية للقوى المهيمنة. لكن مع الأسف وصلنا إلى مرحلة أصبحنا في وضع الناطق الرسمي في الشرق الأوسط للقوى المهيمنة». وأعلن انه ضد ان يذهب داود اوغلو الى دمشق لحمل رسائل الولايات المتحدة.
كلينتون
وقالت كلينتون، في مؤتمر صحافي مع نظيرها النروجي يوناس غار ستور في واشنطن، «ندعو الدول التي لا تزال تشتري النفط والغاز السوري والدول التي لا تزال ترسل الأسلحة إلى الأسد، والدول التي يوفر دعمها السياسي والاقتصادي للأسد الراحة له لارتكاب أعماله الوحشية، إلى اتخاذ القرارات التي ستدخلها التاريخ من الباب الصحيح».
وقالت كلينتون، ردا على سؤال عن التقدم الذي أحرزته واشنطن في إقناع أوروبا أو الهند أو الصين بالحد من علاقاتها في مجال الطاقة مع
سوريا، «تابعونا» وستعرفون التطورات. وتأتي معظم إيرادات سوريا من العملة الصعبة من صناعة النفط، التي يبلغ إنتاجها 380 ألف برميل يوميا.
وكررت أن «الرئيس الأسد فقد شرعيته لقيادة (البلاد)، ومن الواضح أن سوريا ستكون أفضل من دونه»، إلا أنها لم تدع الرئيس السوري صراحة إلى التنحي. وأكدت أن الولايات المتحدة تحرص على الحصول على رد فعل عالمــي «حتى لا يزعم اي شخص داخل النظام الســوري ان الولايات المتحدة وحدها، او الغــرب هو الذي يقود الحملة ضد دمشق»، مضيــفة «بل يجب ان يكون العالم كله» هو الذي يقود الحملة.
وقالت كلينتون ان السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد ابلغ الحكومة السورية «رسالة واضحة»، في اشارة الى اجتماعه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم أول من امس. وقرأت الرسالة التي جاء فيها «اوقفوا العنف فورا واسحبوا قواتكم الامنية، واستجيبوا للتطلعات المشروعة للشعب السوري بالانتقال الى الديموقراطية بطرق ملموسة وجدية».
وكانت مصادر تجارية، في لندن، قالت لوكالة «رويترز» إن شركتي «فيتول» و«ترافيغورا» السويسريتين لتجارة النفط تزودان سوريا بالوقود. وقالت بضعة مصادر تجارية على علم بهذه الصفقات إن مؤسسة تسويق النفط السورية (سيترول) وافقت على شراء شحنتين من البنزين، كل منهما 30 ألف طن، إحداهما من «فيتول» والأخرى من «ترافيغورا» في مناقصة في سوق النفط أغلقت هذا الأسبوع.
وأعلنت هولندا أنها تسعى لدى الاتحاد الأوروبي لتشديد العقوبات التي يفرضها على سوريا من خلال إضافة أسماء أشخاص آخرين على لائحة العقوبات وفرض قيود على الشركات المملوكة من الدولة. وقال وزير الخارجية الهولندي أوري روسينثال، في بيان، «يجب أن نقطع الأوكسجين عن النظام عبر ملاحقة شركات مربحة تملكها الدولة في قطاعي المصارف والاتصالات». واعتبر ان «الأسد فقد شرعيته».
مصر وألمانيا
وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في برلين، «ألمانيا واحدة من الدول ذات الاهتمامات الدولية التي تؤيد فرض عقوبات وتضغط على الآخرين في اتجاه فرض عقوبات، لأن التوصل إلى حل سياسي يعني أيضا أن الضغط على الحكومة لا ينحسر، ولكنه يزداد ولذا فإننا سننظر عن كثب في مقترحات كلينتون». وكرر أن سوريا «ستكون مكانا أفضل من دون الأسد».
وقال عمرو، من جهته، «نحن نعتقد ان لا حل عسكريا أو امنيا للوضع في سوريا. الحل يجب أن يكون من خلال المفاوضات ومن خلال الحوار مع جميع الأطراف. القيادة السورية في الحقيقة في البداية وضعت شروطا معقولة جدا للتفاوض مثل إلغاء قانون الطوارئ والبدء في كتابة دستور جديد وفتح حوار وطني، ولكن للأسف تصاحبت هذه المبادئ الجيدة مع زيادة في العنف. سفك الدماء غير مقبول. نرجو أن يوضع حد فوري لسفك الدماء، ونرجو أن تبدأ عملية حوار وطني سليمة بتواريخ محددة لتلبية رغبات الشعوب في الحرية والكرامة».
ميدانيات
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد