توتر في صنعاء بعد دعوة المعارضة للتصعيد
انتشرت القوات اليمنية بكثافة في صنعاء امس حيث دعت المعارضة الى تظاهرات لتسريع سقوط الرئيس على عبد الله صالح الغائب منذ اربعة اشهر عن البلاد، في وقت تحدثت مصادر صحافية عن خلاف بين نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم على خلفية «احباط» هادي من رفض الاحزاب المصادقة على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية.
ومن المقرر أن تعقد اللجنة العامة للحزب الحاكم اجتماعا خلال الأيام المقبلة لدراسة نسخة معدلة من المبادرة لإنهاء الأزمة والتي تتضمن قيام صالح بنقل صلاحياته الى نائبه الذي يتولى بدوره الإشراف على إجراء الانتخابات الرئاسية في غضون 3 شهور وتشكيل حكومة وحدة وطنية ترأسها المعارضة، وإعادة هيكلة الجيش من خلال لجنة عسكرية برئاسة هادي.
وعززت قوات الامن والجيش وجودها في العاصمة التي اغلقت كل مداخلها منذ بعد ظهر امس الاول امام حركة السير بينما ظهر مدنيون مسلحون من انصار النظام في الشوارع. وكان التيار الكهربائي مقطوعا عن صنعاء في وقت اغلقت معظم محطات البنزين فجأة وشوهدت طوابير طويلة من السيارات في تلك التي كانت ما زالت في الخدمة.
وكانت المعارضة دعت الى تكثيف الاحتجاجات ضد النظام بسبب الجمود السياسي الناجم عن غياب صالح الذي نقل الى السعودية للمعالجة اثر اصابته بجروح في اعتداء في 3 حزيران الماضي.
وقالت الناطقة باسم المجلس الوطني لقوى الثورة حورية مشهور «دعونا الى تكثيف الاحتجاج على ما تبقى من النظام لنتمكن من السير قدما على طريق تسوية سلمية للأزمة». وأضافت ان «العملية السياسية في مأزق بسبب رفض الرئيس صالح توقيع الخطة الخليجية» لانهاء الازمة. وأكدت مشهور ان الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في كانون الثاني الماضي ستستمر «حتى نهاية النظام»، معربة عن خشيتها من وقوع صدامات في صنعاء وفي محافظات اخرى في البلاد.
في المقابل، اتهم حزب المؤتمر الشعبي العام احزاب «اللقاء المشترك» (المعارضة البرلمانية) «باستخدام الشباب وقودا ومادة للترويج الإعلامي لمشروعهم الانقلابي والوصول إلى السلطة على حساب الدم اليمني». وحمل «المؤتمر» في بيان المعارضة «مسؤولية نتائج مخططاتهم الاجرامية»، داعيا «الشباب والعقلاء من المشترك إلى عدم الانجرار خلف تلك المخططات الإجرامية، اذ لا مجال لتجاوز الأزمة إلا من خلال الحوار الجاد».
وقالت مصادر سياسية يمنية لـ«البيان» الاماراتية ان خلافا بين نائب الرئيس اليمني وأعضاء في الحزب الحاكم على خلفية ما وصفته المصادر بـ«احباط» هادي الذي أنجز آلية تنفيذ المبادرة مع رئيس «اللقاء المشترك» ياسين سعيد نعمان، «من مواقف مجموعة المتطرفين في المكتب السياسي للحزب الذين يصرون على رفض تلك الآلية رغم إعلان الرئيس صالح تفويضه للحزب الاتفاق على تلك الآلية، وهو ما دفعه الى تأجيل دعوة المكتب السياسي للانعقاد».
وأضافت المصادر، ان هادي «يشعر بالإحباط من هذا الموقف، خصوصا أن المفاوضات التي أجراها مع المعارضة تمت برعاية ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي»، معتبرة ان رفضها «سيرفع الغطاء السياسي عن الحزب الحاكم ويجعله في موقف الطرف الذي يدفع باتجاه التصعيد».
وزعمت المصادر ذاتها ان «أقارب صالح شكلوا ثلاث لجان لدراسة خيارات المواجهة مع القوات المنشقة عن النظام بقيادة اللواء علي محسن الأحمر»، موضحة ان هذه اللجان «تشمل الجانب العسكري والسياسي والاقتصادي». كما ذكرت ان مهمة اللجان هي وضع خطط للمواجهة في مختلف الجوانب من حيث دراسة قدرة القوات المنشقة ومناطق المواجهة وساحاتها والنتائج المترتبة على تلك المواجهات، فضلا عن دراسة الموقف السياسي الداخلي والخارجي في حال اندلاع الحرب.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد