العقوبات الأميركية وصلت للمواقع الإلكترونية
تتكشف يوماً بعد يوم تفاصيل العقوبات الأميركية التي فرضتها ضد سورية في 18 آب الماضي، وينشر موقع الاقتصادي المعلومات التفصيلية التي ترجمها القسم المختص في موقع الاقتصادي من النسخة الأصلية للعقوبات كما أصدرتها السلطات الأميركية.
وفي المعلومات الجديدة أن العقوبات بنصها الأصلي الصادر في 18 آب أغسطس سمحت للشركات الأميركية أن تقدّم خدمات الإنترنت لسورية بطرق "التواصل الشخصي على الإنترنت، والرسائل الفورية (Instant Messaging)، الدردشة والبريد الإلكتروني، الشبكات الاجتماعية، مشاركة الصور والأفلام، تصفح الإنترنت، والتدوين، طالما أن هذه الخدمات هي متاحة للعامة بشكل مجاني".
ولم تسمح العقوبات للمؤسسات والشركات الأميركية بـ: "التزويد المباشر أو غير المباشر، لخدمات الاستضافة لأغراض تجارية، أو خدمات حجز النطاقات (Domain name registration)" لأي شخص أو شركة في سورية.
غير أنّ القرار حظر تزويد الحكومة السورية والشخصيات المشمولة بالعقوبات، بأية خدمة انترنت سواءً كانت مجانية أو تجارية.
وبحسب محلل اقتصادي فإنّ العقوبات تعني أن أي موقع إلكتروني سوري يعمل لأغراض تجارية أو يتبع للحكومة السورية، حجز نطاقاً مع شركة أجنبية أوأميركية بالتحديد، وأدخل عنوانه على أنه مقيم في سورية، قابل لإيقاف موقعه في أي لحظة وتعرّضه لتوقّف عمله ريثما يبحث عن بديل.
ومن خلال دراسة أجريناها، تبيّن أن موقع الحوار السوري معرّض لإلغائه بسبب المقاطعة المذكورة، كذلك موقع غرفة صناعة حمص.
بينما هناك خطر غير مؤكد على موقع المكتب المركزي للإحصاء والمؤسسة العامة للنفط وموقع مجلس مدينة جبلة، الذي حجز موقعه عن طريق مزود خدمة الإنترنت في الجمعية المعلوماتية السورية، ويظهر عنوانها على الإنترنت كما يلي: المدينة دمشق، الدولة: لبنان. أما غالبية المواقع السورية، فقد اختارت عنوان إقامتها في لبنان أو الإمارات أو الأردن، أو أدخلت عنواناً وهمياً في دولة أجنبية.
النطاق الوطني
ويؤكد المحلل الاقتصادي أنّ هذه المشكلة التي يفرضها قرار العقوبات الأميركية، ينبغي أن تدفع السوريين لتحويلها إلى فرصة تهدف لتفعيل استخدام النطاق الوطني (.sy و.سورية) بشكل مكثّف أكثر، نظراً لأنه سيبقى النطاق الأكثر حماية، حيث قامت معظم المواقع الحكومية، والكثير من الشركات والمواقع الإعلامية بالانتقال إلى النطاق الوطني.
لكنّ تساؤلات كبرى تظهر مع عدم استخدام النطاق الوطني بشكل أكبر من قبل شركات الاستضافة وتصميم مواقع الإنترنت في سورية.
مصدر في الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة أكد أنّ السبب الذي يقف وراء تخفيض أسعار حجز النطاق /sy./ لـ 3 آلاف ليرة هو عدم ملائمة السعر السابق باعتباره مرتفعاً، ويعد الأعلى عالمياً، لذا جرى تخفيضه أملاً بعدد أكبر من المسجّلين". وأوضح المصدر "أنّ الهيئة ستبدأ بتلقي طلبات الحجز على الأسعار الجديدة بدءً من 28 أيلول الجاري".
وأفاد المصدر بأن خدمة الحجز على النطاق /sy./ انطلقت منذ عام وبلغ عدد المسجلين السوريين على هذا النطاق نحو 2000 شركة خاصة ومؤسسة وفرد حتى تاريخه.
مدير عام شركة "كرييتف لينك" مازن عرفات ردّ السبب في عدم الإقبال الكبير على التسجيل في النطاق العلوي /sy./ لارتفاع سعر الحجز، وأشار في حديثه إلى أنّ السعر الحالي بد التخفيض والذي قدره 3 آلاف ليرة مرتفع أيضاً، وكذلك يرغب الناس بالحجز على النطاق .com لأنه عالمي وله سمعة أقوى. لكن عرفات عاد وأكد بأن النطاق الأول /sy./ المحلي محمي مئة بالمئة ومن المستحيل قرصنته على عكس النطاق العالمي .com الذي تكون درجه حمايته من القرصنه خارج سورية أقل بدرجة بسيطة.
وكانت الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة قامت خلال شهر أيلول (سبتمبر) بتخفيض سعر حجز النطاق من المستوى الثاني تحت /sy./ من /8000 / ليرة سورية إلى / 3000/ ليرة سنوياً وسعر حجز النطاق من المستوى الثالث إلى 1500 ليرة بدلاً من2000 ليرة، وبقي سعر حجز النطاقات باللغة العربية تحت النطاق /.سورية/ 2000 ليرة سنوياً و400 ليرة سنوياً.
بينما يتراوح سعر حجز نطاقات .com مثلاً ما بين خمسة دولارات (حوالي 250 ليرة) حتى 20 دولار (ألف ليرة) سنوياً، مع إمكانية الحسم في حال الحجز لأكثر من عام.
ويهدف النطاق العلوي العربي السوري (.سورية) بحسب مدير عام الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة ماهر سليمان في تصريحه للاقتصادي "إلى تشجيع المستخدم العربي على استخدام الإنترنت، حيث تكسر حاجز اللغة وتسّهل استخدام اللغة العربية في أسماء المواقع ومحتوياتها. حيث أنه من المفيد لأصحاب المواقع الحكومية والتجارية مخاطبة عملائها العرب بلغتهم الأم دون الحاجة لتعلم الانكليزية.
بالإضافة إلى استعمال اللغة الأم في كافة التطبيقات والخدمات ومنها أسماء النطاقات على الانترنت وخدمات البريد الالكتروني. مما يساهم بتعريب الإنترنت وزيادة المحتوى العربي فيها.والمحافظة على اللغة العربية وعراقتها وأصالتها وعدم التخلي عنها بل تغيير وتطوير التقنية والوسائل الفنية المستخدمة لتخدم اللغة العربية".
أرقام ومعلومات
والهيئة مسجلة عالمياً لتقديم النطاقات: .edu.sy (للمؤسسات التعليمية), .gov.sy (للمؤسسات والهيئات الحكومية), .net.sy (لكافة المؤسسات) , .mil.sy (للمؤسسات العسكرية) , .com.sy (للشركات), .org.sy (للمنظمات) , .news.sy (للمواقع الإخبارية).
وفي المرحلة الأولى والتي استمرت شهرين اعتباراً من 15/3/2011 وحتى 15/5/2011، بلغ عدد الأشخاص والجهات الذين سجلوا أسماء مواقعهم الإلكترونية باللغة العربية تحت النطاق السوري (.سورية) أكثر من 170 شخصاً ومؤسسة.
وبلغ عدد عناوين الإنترنت الموجودة حول العالم (النطاقات المحجوزة) وفق بيانات يوم 14 أيلول (سبتمبر) 132,606,947 موقع.
المصدر: الاقتصادي
إضافة تعليق جديد