50 % من بذور العالم بيد الشركات الكبرى
تملك شركات تجارية عملاقة حالياً «براءات اختراع» أكثر من 50 في المئة من بذور العالم، في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة معركة ضارية بين كبرى الصناعات الزراعية والحركات الناشطة من أجل العدالة والأمن الغذائيين.
وأصبحت الإيديولوجيات المتصارعة حول الزراعة أرضاً مؤاتية لهذه المعركة على إنتاج وتوزيع واستهلاك المواد الغذائية في العالم، فمن ناحية، تصطف الشركات التجارية الكبرى في معسكر بقيادة العملاقين «مونسانتو» و«دوبونت سينجنتا» لتشدد على تعريف حل قضية الزراعة وتخفيف وطأة الجوع باستخدام تكنولوجيات متقدمة لحفز غلات المحاصيل الأحادية - وهي المحاصيل المزروعة بأنماط النمو نفسها نتيجة التشابه الجيني -. وفي المعسكر الآخر، يتجمع الناشطون الذين يشددون على أن الزراعة الصناعية تلوث وتدمر وتقطع دورة الطبيعة بتقليصها أهمية التفاعلات الضرورية لازدهار النظام الإيكولوجي.
وتقف قضية تعديل المواد الوراثية في قلب هذه المعركة المتصاعدة في الولايات المتحدة، التي انطلقت عام 1990 عندما أعطت السلطات الأميركية الضوء الأخضر لها، نظراً لأنه لم يثبت اختلافها عن غيرها من الأطعمة.
ومع ذلك، فقد جاء تقرير أخير لمنظمة «فوود آند ووتر واتش» الأميركية ليلقي مزيدا من الوقود على نار معركة الكائنات المعدلة وراثياً المتأججة بالفعل منذ عقدين من جانب خبراء الاقتصاد والمزارعين والمتخصصين ضد مثل هذا الاستنتاج الذي توصلت إليه السلطات الأميركية المعنية. ويورد هذا التقرير المعنون «الأغذية المعدلة وراثياً: نظرة عامة»، تفاصيل كيف أن التعديل الوراثي للمحاصيل والبذور والحيوانات المخصصة للاستهلاك البشري ليس هو الحل المضمون الذي جرى الدفاع عنه طويلا، أي استخدام التكنولوجيا الحيوية والصناعات الزراعية لإطعام العالم.
وعلى العكس من ذلك، وجدت الدراسة أن انتشار الكائنات المعدلة وراثياً في مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية قد تتسبب في عدد كبير من الأزمات البيئية والصحية وزيادة الفقر من خلال إجبار الملايين من المزارعين على «شراء» البذور المسجلة ببراءات اختراع البذور وبأسعار باهظة.
ويقول التقرير أيضا إن الوكالات الفدرالية الأميركية الثلاث «ادارة الاغذية والعقاقير ووزارة الزراعة ووكالة حماية البيئة» متواطئة في هذه الأزمات بسبب الرقابة الرديئة وضعف إنفاذ اللوائح والغياب الكامل للتنسيق. وتبين أن «Big Agro» قد أنفقت نصف مليار دولار بين عامي 1999 و2009 لتخفيف الضغط والرقابة على عمليات التعديل الوراثي للشركة، وتشجيع منح التراخيص ومنع فرض التوسيم.
وقالت نائبة مدير منظمة «فوود آند ووتر» باتي لوفيرا إنه تم بالفعل زراعة أكثر من 365 مليون فدان من المحاصيل المعدلة وراثياً في 29 دولة عام 2010 وحده، وهو ما يمثل 10 في المئة من الأراضي الزراعية العالمية. وأضافت أن «الولايات المتحدة تحتل مركز الصدارة في العالم في إنتاج المحاصيل المعدلة جينياً، بمجموع 165 مليون فدان، أو ما يقرب من نصف الإنتاج العالمي».
المصدر: آي بي إس
إضافة تعليق جديد