رحيل الباحث الدكتور عبد الكريم الأشتر
توفي أمس الأديب والكاتب والباحث والأكاديمي الدكتور عبد الكريم الأشتر عن عمر ناهز الثانية والثمانين عاماً قضاها في خدمة الأدب والثقافة وفي مد الأساتذة والمختصين بالمراجع العلمية والأكاديمية.
ويعتبر الأشتر علماً من أعلام النقد والبحث في مجال الأدب العربي في سورية والوطن العربي حيث تنطلق أهميته من الدور الأكاديمي والبحثي الذي لعبه في مجال الدراسات الأدبية والفكرية التي قدمها وخاصة أنه مثل جامعة دمشق في كبرى المؤتمرات العلمية الدولية خارج سورية وبرز كاسم مهم في مجال النقد الأدبي والدراسات اللغوية حيث سمي عضواً مراسلاً لمجمع اللغة العربية بدمشق وعضو جمعية النقد الأدبي وعضوا في اتحاد الكتاب العرب.
ولد الراحل في حلب سنة 1929 وتعلم في مدارسها حتى نال منها شهادة الدراسة الثانوية سنة 1948 وكان قد عمل في مجال التعليم بريف حلب بعد أن نال شهادة الدراسة الإعدادية وانتقل إلى دمشق حيث انتسب إلى كلية الآداب وإلى المعهد العالي للمعلمين ليتخرج فيه سنة 1952 حيث عين مدرساً في ثانويات حلب لمدة أربع سنوات سافر بعدها إلى القاهرة فنال شهادة الماجستير في الأدب العربي الحديث سنة 1960 من معهد الدراسات العربية العليا وشهادة الدكتوراة في الأدب العباسي من جامعة عين شمس سنة 1962.
عين مدرساً في جامعة دمشق سنة 1963 وارتقى فيها إلى درجة الأستاذية سنة 1979 فعمل في جامعة بدولة الإمارات العربية المتحدة لمدة سنتين عاد بعدها عام 1981 إلى جامعة دمشق فظل فيها إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1998.
تخرج على يد الأشتر وعلى كتبه الكثيرة التي أتحفت المكتبات العربية في جامعات دمشق وحلب والجزائر والإمارات عدد كبير من النقاد والأدباء حيث كانت له بصمة أكاديمية كبيرة ساهمت في رفع سوية البحث العلمي النقدي.
قدم الراحل الكثير من المؤلفات التي تعتبر مراجع بحثية في مجال الأدب العربي مثل التسهيل في دراسة الأدب الحديث بالاشتراك مع عاصم بيطار/النثر المهجري وفنونه جزءان القاهرة 1961/دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل البيت دمشق1964/نصوص مختارة من الأدب العباسي دمشق1965/غروب الأندلس وشجرة الدر دمشق1965/نصوص مختارة من الأدب العربي الحديث دمشق 1966/معالم في النقد العربي الحديث بيروت 1974/دراسات في أدب النكبة دمشق1974/التعريف بالنثر العربي/ نافذة مفتوحة .. مفردات من أدب المقالة والخاطرة والحديث/ العربية في مواجهة المخاطر وغيرها.
نشر الأشتر رسائله مع ميخائيل نعيمة والتي وقعت في أعوام 1958- 1961 حيث كان الراحل يعد رسالة الماجستير عن نثر المهجر وفنونه وأرسل رسالة لنعيمة يطلب فيها لقاءه وكان اللقاء وتوالت الرسائل الأخرى التي تعتبر من الأوراق المهمة التي برز فيها اهتمام نعيمة بالدراسة البحثية التي يجريها الأشتر.
وحصل الأديب الأشتر على جائزة ابن بطوطة للمخطوطات في عام 2007 من المركز العربي للأدب الجغرافي في أبو ظبي عن مخطوط لكتاب الاعتبار لـ أسامة بن منقذ حيث استحق الجائزة لكونه استند في دراسته عن هذا المخطوط إلى المخطوط اليتيم للكتاب وإلى أخباره في المدن العربية المختلفة موضحاً حقائق المرحلة التاريخية العاصفة التي عرضها المخطوط عبر السيرة الذاتية التي أملاها مؤلفه في أيامه الأخيرة.
واختير الراحل عضواً محكماًً في جوائز عربية كبيرة مثل جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي و جائزة سلطان العويس وجائزة الشيخة فاطمة آل نهيان للكتابة للأطفال كما زار مدناً عربية وأجنبية كثيرة ألقى فيها محاضرات على منابر عامة في الكثير من المناسبات ونشر في أهم الدوريات العربية التي تعنى بمواضيع النقد والأدب العربي.
برحيل الأشتر يكون المشهد الثقافي والأكاديمي في سوري قد فقد واحداً من أهم أعمدته ورجلاً من رجال الأدب الذين خدموا الثقافة العربية على مدى أكثر من ستين عاماً بحثاً وإبداعاً وكانت له إضافات مهمة في الأدب العربي الحديث والمعاصر.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد