قمة أوروبية صعبة لمعالجة أزمة الديون
بدأ القادة الأوروبيون في بروكسيل أمس احدى القمم الأكثر صعوبة في تاريخهم في مسعى لإنقاذ اليورو من أزمة الديون وكانوا يعتزمون في هذه المناسبة مطالبة سيلفيو بيرلوسكوني بضمانات لخفض العجز في إيطاليا. وتواجه أوروبا على الصعيد الاقتصادي «تحديات خطيرة جداً» كما اعلن رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي لدى افتتاح الاجتماع. واعتبر أن القرارات التي ستتخذها أوروبا لمواجهة هذه التحديات «ربما ستكون اهم» قرارات تتخذها على الإطلاق في مواجهة أزمة مالية.
وكان يتوقع أن يكون الاجتماع محتدماً في وقت يبدو فيه القادة الأوروبيون خصوصاً الثنائي الفرنسي - الألماني، اكثر انقساماً من أي وقت مضى حول سبل مواجهة أزمه الديون. ونظراً إلى حجم الخلافات ستعقد قمة ثانية الأربعاء على أمل الإعلان عن تدابير حاسمة قبل اجتماع مجموعة العشرين للدول الصناعية الكبرى مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) في كان. ويطالب العالم اجمع وعلى رأسه الولايات المتحدة برد.
والرد الأوروبي المطروح ينطوي على ثلاث مراحل: أولاً استقرار اليونان المثقلة بالديون وتجنيبها الإفلاس التام عبر قروض دولية إضافية وتخلي المصارف الدائنة للبلاد عن نصف الديون على الأقل، وثانياً، إعادة رسملة المصارف بأكثر من مئة بليون يورو، وثالثاً، تعزيز صندوق الإغاثة المالي لمنطقة اليورو من اجل مساعدة البلدان التي تمر بصعوبات مالية للوقاية من انتقال عدوى الأزمة إلى إيطاليا وإسبانيا.
لكن لا تزال ثمة خلافات حول سبل التوصل إلى ذلك خصوصاً بين فرنسا وألمانيا. وفور وصولها إلى بروكسيل خيبت المستشارة الألمانية انغيلا مركل الآمال لجهة خروج قمة الأحد بنتيجة، مؤكدة انه لا يمكن اتخاذ قرارات قبل الأسبوع المقبل. وقالت: «بالنسبة لي مهم أن نكرر اليوم إننا نحضر لقرارات الأربعاء» لأن المفاوضات تتناول «مواضيع معقدة جداً مثل عمل صندوق إغاثة منطقة اليورو». لكن رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوتيرم اعتبر أن من الصعب عدم إعلان شيء نظراً إلى ضغط الأسواق. وقال: «مع افتتاح الأسواق صباح غد من الضروري تحقيق تقدم لعدم تعريض صدقية منطقة اليورو للخطر».
واعتبر رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو أن الوقت حان لاتخاذ «قرارات حاسمة وفاعلة». وعبّر الشركاء الأوروبيون الذين لم يعتمدوا العملة الموحدة اللهجة ذاتها مبدين قلقهم من انعكاسات أزمة الديون. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «إن أزمة منطقة اليورو في صدد الامتداد إلى كل اقتصاداتنا بما في ذلك اقتصاد بريطانيا».
ويبدو ألا خيار آخر أمام الأوروبيين الغارقين في أزمة مستمرة منذ سنتين سوى إيجاد حل، فيما يتعرض القطاع المصرفي لضغوط وتهدد عدوى انتقال الأزمة إلى دول مثل إسبانيا أو إيطاليا. واجتمع رئيس بيرلوسكوني على انفراد مع رئيس الاتحاد الأوروبي قبل بدء اجتماع القمة. وتثير بلاده غضب شركائها الذين يخشون من أزمة واسعة النطاق في منطقة اليورو إن لم تضبط حساباتها العامة. ولاحتواء عدوى الانتقال يفكر قادة منطقة اليورو خصوصاً في سبل تعزيز صندوق الدعم الذي يعد أداة مالية ضرورية في إدارة أزمة الديون.
وتدفع فرنسا لتحويل هذا الصندوق إلى مصرف حتى يتزود بالسيولة من البنك المركزي الأوروبي بينما ترفض برلين هذا الاقتراح بشدة لأنه يتعارض مع المعاهدات الأوروبية.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد