مبعـوث الأمـم المتحـدة يحـطّ فـي صنعـاء ولندن تلوّح بالعقوبات على اليمن
عاد مبعوث الامم المتحدة لليمن جمال بن عمر الى صنعاء امس، في محاولة جديدة لحل الازمة المتواصلة في البلاد منذ 9 اشهر، وذلك وسط استمرار تحفظات معسكر الرئيس علي عبد الله صالح على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية من اجل انتقال سلمي للسلطة.
وفيما ذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان بن عمر سيلتقي خلال زيارته الجديدة ممثلي الحكومة والمعارضة في محاولة جديدة لحل الخلافات المتبقية حول الآلية التنفيذية، قال السفير البريطاني في اليمن جون ويلكس ان الوقت حان لتنفيذ صالح تعهده بترك السلطة، مضيفا في مقابلة نشرت على موقع «الصحوة» التابع للمعارضة اليمنية، «نحتاج إلى أفعال أكثر من الأقوال من أجل إكمال العملية... كما ان اكثر من 90 بالمئة من الخلافات بين المعارضة والحزب الحاكم بزعامة صالح حلت». واردف ويلكس «إذا لم ننجح في إكمال المفاوضات حول المبادرة ودخول الفترة الانتقالية... فالنقاش سيبدأ حول خطوات تالية بما في ذلك العقوبات».
وكان صالح رددّ مرارا انه قبل بالمبادرة الخليجية وانما لم يوقعها بعد اذ يشترط الاتفاق اولا مع المعارضة على آلية التنفيذ، وذلك في وقت تصرّ المعارضة على التمسك بصيغة للآلية كان قد تم الاتفاق عليها مع الحزب الحاكم ونائب الرئيس عبد ربه منصور هادي برعاية بن عمر، قد رفضها صالح. وقال بن عمر للوكالة اليمنية ان زيارته «تأتي في اطار متابعة جهود الامم المتحدة من اجل التسوية السياسية»، مضيفا «اتمنى ان تكون فرصة لحل القضايا العالقة بين الأطراف السياسية في اليمن». وفي وقت لاحق، اكد بن عمر للصحافيين ان زيارته «جاءت للتوافق السياسي والتوقيع على المبادرة الخليجية».
وتنص المبادرة خصوصا على تسليم صالح السلطة لنائبه وتشكيل حكومة وحدة واجراء انتخابات رئاسية، مع منح صالح حصانة من الملاحقة، الامر الذي يرفضه الشباب الذين يقودون الحركة الاحتجاجية في الشارع منذ مطلع العام. اما ابرز نقاط الخلاف في الالية التنفيذية، فتتعلق بحسب مصادر سياسية بمسالة اعادة هيكلة الجيش والمؤسسات الامنية التي يسيطر اقرباء صالح على المناصب الحساسة فيها، فضلا عن تحفظ صالح على ترك كامل صلاحياته لنائبه وميله الى البقاء في منصبه ولو فخريا حتى انتخاب رئيس جديد.
الى ذلك، ذكرت مصادر من المعارضة انه في حال حسمت النقاط الخلافية، فمن المفترض ان يوقع صالح او نائبه المبادرة في صنعاء ثم يتم التوقيع على الآلية التنفيذية في الرياض. وافادت المصادر بان وفدا من المعارضة سيزور العاصمة السعودية الاحد المقبل، بدعوة من وزير الخارجية سعود الفيصل للبحث في تطورات الازمة ومساعي الحلول.
وقال القيادي في المعارضة ياسين سعيد نعمان ان المعارضة تنتظر توقيع الرئيس او نائبه على المبادرة «للانتقال بعد ذلك الى التوقيع على الآلية في الرياض... نحن مستعدون للتوقيع على الالية وعلى الرئيس ان يقرر التوقيع على المبادرة الخليجية» التي سبق ان وقعت عليها المعارضة، معربا في الوقت ذاته عن خشيته من «مناورات» صالح الذي سبق ان تهرب من التوقيع عدة مرات. الا ان نعمان قال «لا استبعد ان يوقع هذه المرة» لان المبادرة اصبحت «استحقاقا اقليميا ودوليا».
في هذه الاثناء، قتل شخص واصيب آخرون في قصف نفذته القوات اليمنية الموالية على مدينة تعز، جنوب العاصمة. وذكرت صفحة «عين اليمن» الإخبارية أن قوات الحرس الجمهوري شنت قصفا مباشرا على ساحة الحرية والمنازل المجاورة لها بالرصاص الحي ومضادات الطيران والمدفعية.
من جهة اخرى، تظاهر الالاف في صنعاء وتعز للمطالبة بمحاكمة صالح وعدم منحه حصانة. وقال مصدر طبي ان «شخصا قتل واصيب تسعة آخرون على الاقل» في القصف المدفعي الذي نفذته بحسب قوات الحرس الجمهوري وسط صنعاء. وهتف المتظاهرون «لا حصانة لا ضمانة يحاكم صالح واعوانه» و«الشعب يريد بناء يمن جديد». ودعا الشباب المحتجون الى التظاهر بكثافة اليوم في العاصمة وباقي المدن تحت شعار «جمعة لا حصانة للقتلة».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد