دمشق تراهن على «الاكتفاء الذاتي» لتخطي أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها
أقر وزير الاقتصاد محمد نضال الشعار، أمس، أن سوريا تعاني من أسوأ أزمة اقتصادية مرت عليها منذ سنوات عدة، إلا أنها ستحاول تجاوزها عبر تحقيق تقدم في مجال الاكتفاء الذاتي.
وقال الشعار، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» في دمشق، «إنها ليست أزمة سهلة على الإطلاق. إني اعتقد أنها أسوأ أزمة نمر بها في تاريخنا لأنها تمس مباشرة المواطن ورجل الشارع والمصانع وبيئة الأعمال. إنها تصيب الجميع، وهذا ليس عادلا».
وتبنت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات اقتصادية شديدة على سوريا. وهددت جامعة الدول العربية بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية إذا لم توقع دمشق بروتوكول المراقبين.
وأضاف الشعار «إن استمر الوضع على هذه الحال، فان الأمر سيصبح تعيسا. إن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى أضرار جمة على سوريا، وسينسحب ذلك على الدول العربية الأخرى». وأعرب عن شكوكه في اتخاذ قرار العقوبات بالإجماع بين البلدان العربية. وقال «إني شبه متأكد من أن البعض لن يوافق على ذلك».
ولمواجهة هذه الأزمة، ينوي الشعار الالتفاف نحو الذات. وأوضح «يجب علينا الاعتماد أكثر على مواردنا الداخلية الذاتية، والتركيز على إبراز ثرواتنا». وقال «علينا أن نكون فاعلين أكثر في ما يتعلق بموضوع الاكتفاء الذاتي وبتوزيع مواردنا وفي إنتاجنا وإدارة معاملنا». وأشار بشكل خاص إلى «ضرورة الاهتمام بالزراعة والغذاء اللذين عانيا من الإهمال خلال السنوات الأخيرة وإنعاش المصانع التي أغلق عدد كبير منها اثر اتفاق التبادل الحر مع تركيا».
إلا أن وزير الاقتصاد استبعد بشكل مطلق العودة إلى فترة الثمانينيات عندما كان الاقتصاد السوري يعتمد على الاكتفاء الذاتي والتوجه الاشتراكي، موضحا «إننا لم نتخذ أي إجراء في هذا الاتجاه وليس لدينا أي نية في ذلك». وأضاف «سندع القطاع الخاص الذي يشكل 73 في المئة من اقتصادنا يعمل بمرونة وإدارة شؤونه بنفسه»، موضحا «لدينا ثقة ببيئة الأعمال، وعلى الحكومة أن تكتفي بدور الوسيط».
وعبر الشعار، الذي قضى حياته العملية في القطاع الخاص، عن عدم قلقه من انخفاض قيمة العملة المحلية حيث يتم صرف الدولار بنحو 55 ليرة سورية مقابل 50 ليرة الشهر الماضي، لكنه شدد على أن انخفاض قيمة العملة ليس مأساويا إذا «واكبته إعادة فتح المعامل وزيادة فرص العمل وتمكن السكان من الحصول على مشتريات بشكل جيد» بالإضافة إلى تحفيز الاقتصاد والتشغيل.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد