مسيحيو العراق يختصرون صلواتهم تحسباً من الهجمات

اقامت كنائيس بغداد الصلوات الخاصة بعيد القيامة أمس التي شارك فيها آلاف المسيحيين وسط أجواء الخوف والعنف الطائفي، فيما انصبت دعوات المصلين علي الاسراع في تشكيل حكومة عراقية جديدة تساعد علي إقرار الأمن. وحسب الطقس الكنسي، فانه من المعتاد إقامة قداس العيد في ساعات الفجر الاولي، ويسبقه عادة صلاة السهرانة، وهي صلاة تقام عند منتصف الليل وتستمر حتي صباح يوم العيد لكن هذه الطقوس جري إختزالها أمس الي قداس لا يتجاوز الساعات. كما منع المصلون من التجمهر في ساحات الكنائيس لتبادل التهاني بمناسبة العيد ومنعت السيارات من الوقوف قرب الكنائس. وألغيت إقامة الحفلات والسفرات واحياء السهرات. وقد تخللت الاحتفالات كلمات وتراتيل وابتهال لله لنشر السلام بين العراقيين. واقيمت الصلوات الخاصة بالعيد في معظم كنائس بغداد وسط اجراءات أمنية مشدد وخوف من هجمات محتملة. وكانت كنائيس بغداد والمحافظات هدفاً للهجمات في السنوات الثلاث الماضية فضلاً عن تهديدات الي السكان المسيحيين بالخطف والإغتيال أجبرتهم علي الهجرة الجماعية لاسيما الي سوريا والأردن. وفي كنيسة القديس جورج الانغليكانية في منطقة الصالحية وسط بغداد اعرب راعي الكنيسة رعد سليم (55 عاما) عن الامل في ان "تعود الامور في بغداد الي ما كانت عليه في السابق وتستقر اوضاع البلاد، ويسرع القادة العراقيون الخطي نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية". واضاف "نحن نريد حكومة تخدم البلاد ومواطنيها وتلبي احتياجاتهم وتوفر لهم الامن والامان والطمأنينة التي لطالما حلموا بها لا حكومة تعمل لنفسها ومصالحها". وتابع "نحن نريد وزارات تخدم العراقيين جميعا وتوفر لهم الخدمات والعمل والامن والنظام والاستقرار لا وزرات تعمل علي اسس طائفية ضيقة". واوضح سليم الذي ادي الصلاة مع عشرات المسيحيين من ابناء طائفته ان "البلد يدمر ويحتاج الي من يعيده الي ما كان عليه لذلك علينا ان نعمل كلنا كيد واحدة من اجل اعادة اعماره". وتابع "علينا في هذه المناسبة ان ننسي الاحقاد والطائفية لانها لن تؤدي الا الي الفشل" ، مؤكدا ان "المسيحيين يريدون التعايش السلمي مع كل الاديان والطوائف في هذا البلد".

أ ف ب