كارلوس: أفتخر بما فعلته لفلسطين
لم يكن كارلوس يوماً مناضلاً عادياً. انخراطه في «الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين» جعلا من «ابن آوى» كارلوس، بطلاً عربياً، تبنّى القضية الفلسطينية ونجح في توجيه ضربات موجعة إلى العدو الإسرائيلي. ثم أكسبه تعاونه مع مجموعات ثورية، بدءاً من الجيش الأحمر الياباني ومنظمة بادرماينهوف الألمانية وجيش تحرير الشعب التركي والألوية الحمراء والخلايا الثورية ومنظمة العمل المباشر الفرنسية، بالإضافة إلى أعضاء من الجيش الجمهوري الإيرلندي ومنظمة إيتا والباسك الانفصالية، بُعداً ثورياً عالمياً.
ترك كارلوس، المولود عام 1949، فنزويلا متجهاً إلى لندن لدراسة اللغة الإنكليزية، لكنه عاد فانتقل إلى جامعة «باتريس لومومبا» في موسكو، وهناك ربطته علاقة صداقة حميمة بالشاب الثوري الجزائري محمد بودية الذي كان عضواً في «الجبهة الشعبية»، وهكذا وجد نفسه متأثراً بمسار صديقه، الذي يتشارك وإياه الأفكار نفسها، فأصبح عضواً منظماً في قطاع العمليات الخارجية.
أشرف على تدريب كارلوس كلٌ من الدكتور جورج حبش والدكتور وديع حداد، وهو كان تلقى تدريبات عدة قبل انخراطه في الجبهة في فنزويلا وكوبا. وبعد انضمامه للجبهة تدرب في مخيمات الأردن وقاتل مع الفصائل الفلسطينية آنذاك في مواجهة جيش وقبائل الأردن، ومن ثم انتقل إلى مخيمات الجبهة في لبنان.. وقد سطع نجم كارلوس بسبب قدرته اللافتة على التخطيط وتغيير ملامحه.
انتقل للعمل في أوروبا ضد الأهداف الصهيونية والمنظمات الداعمة لها لنصرة القضية الفلسطينية، وجند كل إمكانياته لضرب القوى الصهيونية وللضغط على بعض الأنظمة العربية التي تُطبّع مع اسرائيل. بعد استشهاد كل من الدكتور حداد وصديقه بودية على يد مجموعة من الموساد الإسرائيلي، شُكّلت للانتقام من جميع القياديين الثوريين بعد عملية أيلول الأسود في ميونيخ (كان كارلوس أحد المخططين لها)، أمسك كارلوس بقبضة من حديد وأدخل أسلوبا جديداً وعناصر جديدة في العمليات، حيث اشترك معه العديد من المجموعات الثورية العالمية.
نفذ كارلوس عملياته في أكثر من دولة أوروبية. خطّط في ميونخ لاغتيال 11 لاعباً إسرائيلياً في الدورة الاولمبية المقامة هناك عام 1972، وفي فيينا خطط وشارك في الهجوم على مقر اجتماع الأوبك لوزراء البترول عام 1975، حيث أذاع بيان «درع الثورة العربية» فيما وُصف بأغرب العمليات وأدقها. كما سيطر كارلوس على السفارة الفرنسية في لاهاي في هولندا، وكان له دور في عملية خطف طائرة فرنسية كان على متنها سياح إسرائيليون إلى مطار «عنتيبي» الأوغندي، وقام باستهداف طائرة «العال» الإسرائيلية في فرنسا بواسطة قاذف «أر.بي.جي». وبعد أسبوع واحد، اقتحم المطار مع مجموعته لاستهداف طائرة العال الإسرائيلية، وقد نجح باحتجاز رهائن مجبراً فرنسا على الرضوخ لمطالبه. وحاول كارلوس بعد ذلك اغتيال نائب رئيس الاتحاد الصهيوني البريطاني في لندن، ورئيس شركة محلات «ماركس أند سبنسر» جوزيف ستيف الداعم للحركات الصهيونية، علماً أنه يعتقد انه قام بتفجيرعدد كبير من المصارف الصهيونية والمصارف المموّلة للحملة الصهيونية ومحطاتها الإذاعية.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد