تريدون أردوغان؟ خذوه
أيام قليلة مرّت على الافتتاحية التي كتبتها تحت عنوان «إلى الإخوة العرب: لا تترددوا في إعارتنا رئيس وزرائنا».. للأسف، ليس هناك من بلد عربي إلا واستحوذ مسبقاً على رئيس وزرائنا رجب طيب أردوغان. أما مؤخراً، فقد ظهر الوجه الكاريزماتي لرئيس حكومتنا على غلاف مجلة «التايم» تحت عنوان « الطريقة الأردوغانية».. لقد وسّع أردوغان حدوده، ولكن كان من الأدق لو كتبوا «الطريقة الأردوغانية، خذها أو دعها».
لم يكن الأميركيون وحدهم من اكتشفوا الصفات السياسية «المبهرة» التي يتمتع بها أردوغان، وإن كان عليه أن يجمع بين الدور الذي يقدمه كونه نموذجاً للفاعلين السياسيين العرب وبين الحقيقة التاريخية التي تفرض بألا يؤخذ الأتراك كنموذج للعرب. ففي اليونان، ها هو أردوغان يأخذ مكانا، إذ خرجت إحدى الصحف إلى الجمهور بعنوان عريض «اليونان بحاجة اليوم إلى حزم أردوغان!».
كما لو ان العالم أجمع راغب بالتكلّم بشاعرية. ولكن، إخوتي في اليونان هل أنتم على بيّنة حقاً مما تبحثون عنه؟
غني عن القول إن زعيماً من طراز أردوغان يوفر عليكم متاعب الإضراب المستمر، فالعاملون في القطاع العام ليس لديهم، ببساطة، الحق في الإقدام على مثل هذه الحركات. ولمصلحتكم الخاصة يجب أن تحرصوا على أن يغطّ «المتمرد» في داخلكم في سبات عميق، وإلا ألصقت بكم تهمة «المنشق»، ورميتم في السجن، هناك حيث لا يصبح أمامكم سوى أن تعدوا الأيام الطويلة جداً التي تفصلكم عن أول مثول أمام المحكمة. أما الطلاب الذين يتظاهرون فعليهم أن يتخلوا عن هذه العادة «المزعجة» إن أرادوا النجاة من الضرب المبرح وقضبان السجن. وحتى «الأسلحة» الصغيرة التي قد تحملونها في جعبتكم، كالبيض مثلاً، تكلفكم زيارة إلى مركز الشرطة، حيث تعاملون كـ«إرهابي» قبض عليه وبحوزته سلاح كلاشينكوف.
أردوغان في أي بلد لا يمكن ان يكون خبراً ساراً للزملاء الصحافيين، إذا لم يريدوا ان يعتقلوا بتهمة لقاء مصدر معلومات موضوع على اللائحة السوداء للحكومة أو اقتناء كتب لم تصدر بعد. وفي المقابل، يشكّل أردوغان نبأً ساراً لأولئك الذين يودون أن يبقوا في منازلهم من أجل إنجاب ثلاثة اولاد على الأقل.
آه، ولكن حاذروا بموجب عقد الحصول على أردوغان، لا بد من التنبه إلى بند «الزنا» الذي يكلفكم بلا شك عقوبة بالسجن لأمد طويل.
ومهما يكن، أيها الإخوة، فإن عرضي سار دائماً، وأضيف إليه هدية مغرية: مع كل أردوغان تحصلون عليه، نقدّم لكم بكل سرور وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو!
براق بكديل- Le courier international
ترجمة: هيفاء زعيتر- السفير
إضافة تعليق جديد