تركيا ستستضيف مفاوضات إيرانية مع الـ«5 + 1»
توّجت لقاءات وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو التي استمرت ساعات طويلة منذ مساء أمس الاول، مع المسؤولين الايرانيين في طهران، بالإعلان عن استضافة تركيا للمفاوضات المقبلة بين ايران ومجموعة دول الـ«5+1» حول الملف النووي، فيما كان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي يصل الأحد المقبل إلى فنزويلا، يعرب لنظيره الروسي عن تثمينه للمبادرة الروسية في المفاوضات النووية، ليتفق الطرفان على متابعة المشاورات في هذا الشأن. وأكدت طهران أنها متفقة مع أنقرة على دعم «الحركة الشعبية في جميع الدول»، ورفض «التدخل الخارجي» في شؤونها الداخلية.
وأوضح داود اوغلو خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي في طهران ان «استئناف المفاوضات في تركيا موضوع متفق عليه من الجانبين»، وقال «ان استئناف المفاوضات يعتبر من منظار تركيا خطوة ايجابية ينبغي ان تتحقق على وجه السرعة».
وصرح وزير الخارجية التركي بأنه نقل رسالة وزيرة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الى صالحي وامين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي حول استئناف المفاوضات بين ايران ومجموعة الـ«5+1». واكد داود اوغلو ان بلاده ستقدم كل مساعدة ممكنة في مجال استئناف المفاوضات بين ايران ومجموعة الـ«5+1».
وقال صالحي ان «اشتون تحدثت هاتفيا مع داود اوغلو لترى ما اذا كانت تركيا تستطيع استضافة اللقاء المقبل مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين والمانيا)، وقد رد بالايجاب». واضاف «اعتقد ان تركيا هي المكان الافضل لاجراء المفاوضات، لكن على الطرفين ان يتفقا». وكرر صالحي القول «نحن مستعدون لاستئناف المفاوضات» النووية.
وأكد صالحي أن «التعاون والتضامن بين طهران وانقرة ضامن وعامل هام لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة»، واصفا ايران وتركيا بانهما «بلدان هامان ومؤثران في المنطقة». ولفت صالحي الى ان محادثاته مع نظيره التركي، تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية، وقال: «ان المحادثات في جلسة مساء امس (الاول) استغرقت حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، كما استغرقت الجلسات اليوم ساعات طويلة، تناولت تطورات المنطقة وخاصة الصحوة الشعبية في المنطقة والتي تعتبر قضية هامة بالنسبة للبلدين».
واكد وزير الخارجية الايراني ان «لدى ايران وتركيا نقاطا مشتركة عديدة بشأن التطورات في المنطقة»، لافتا الى ان «طهران وانقرة تدعمان الحركات الشعبية في جميع الدول، كما ان البلدين يخالفان تدخلات الآخرين في الشؤون الداخلية للدول». وصرح صالحي «نعتقد ان امن المنطقة هو عمل جماعي، غير قابل للتجزئة».
وبشأن العقوبات الجديدة ضد ايران، شدد صالحي على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية «ليست قلقة من العقوبات الجديدة التي فرضتها اميركا والاتحاد الاوروبي لإجبارها على وقف أنشطتها النووية السلمية»، مُتعهدا بأن «ايران ستصمد في وجه العاصفة».
واضاف صالحي «لقد تقرر في هذه اللقاءات رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين الى 15 مليار دولار في العام الحالي». واعلن وزير الخارجية الايراني انه سيزور انقرة في غضون الاسبوعين المقبلين، وقال «سيتم خلال الزيارة التي تجري بحضور اعضاء اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، التوقيع على اتفاقيات في مختلف المجالات الاقتصادية».
وافادت وكالة «مهر» للانباء بان سعيد جليلي قال لدى استقباله داود اوغلو «ان اميركا تبذل قصارى مساعيها من اجل التعويض عن الخسائر الاستراتيجية للكيان الصهيوني إثر التطورات في المنطقة، وتسعى لتغيير المعادلة لصالح الكيان الصهيوني». وشدد جليلي على «اهمية التعاضد في الطاقات المتاحة لدى ايران وتركيا من اجل ضمان مصالح العالم الاسلامي»، مؤكدا ان «على الدول الاسلامية ان تكون يقظة حيال دسائس العدو، وان تستخدم طاقاتها الفاعلة ضد اميركا والكيان الصهيوني». وفي هذا اللقاء، اكد وزير الخارجية التركي على «الدور المحوري للجمهورية الاسلامية الايرانية في القضايا الاقليمية والدولية»، داعيا الى «زيادة التعامل بين طهران وانقرة وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين».
كما جرى لقاء مغلق بين داود اوغلو ونجاد بحضور صالحي، تم فيه التباحث في العلاقات بين البلدين والقضايا الإقليمية بحسب وكالة الاناضول التركية للأنباء.
في المقابل، اعلن الكرملين ان نجاد اعرب في محادثات هاتفية مع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، عن «تثمينه للمبادرة الروسية الرامية لحل الموضوع النووي الايراني». وأضاف الكرملين في بيان له أن الرئيسين الروسي والإيراني بحثا خلال حديثهما سير العمل على صياغة اتفاقية حول الوضع القانوني لبحر قزوين، والموضوع النووي الإيراني، والوضع في الشرق الأوسط ولا سيما في سوريا.
وأشار الرئيس الروسي بـ«ارتياح إلى التقييم الإيجابي الذي أعطاه نظيره الإيراني للمبادرة الروسية المتضمنة خطة استعادة بناء الثقة تدريجيا بالبرنامج النووي الإيراني. واتفق الطرفان على متابعة المشاورات بهذا الشأن».
وفيما تواصلت حملة التصريحات الأوروبية المناهضة لايران تمهيدا لفرض الحظر على نفطها بحلول نهاية كانون الثاني الحالي، اعلن مصدر سعودي أن بلاده ستعوض الأسواق في حالة فرض هذا الحظر. وقال المصدر «السعودية تظل مستعدة لسد أي فجوات في الامدادات لدى وقوعها وانتاجنا يتحدد بناء على الطلب».
وقال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند ان اي محاولة من ايران لاغلاق مضيق هرمز ستكون غير مشروعة ولن تنجح. واضاف ان قوات البحرية البريطانية ستواصل لعب دور في حفظ الامن في الخليج. وقال هاموند في كلمة امام مجلس الاطلسي وهو مركز ابحاث اميركي اثناء زيارة الى واشنطن «تعطيل تدفق النفط عبر مضيق هرمز سيهدد النمو الاقتصادي الاقليمي والعالمي». واضاف حسب نص لكلمته نشر في لندن «اي محاولة من ايران لاغلاق المضيق ستكون غير مشروعة وفاشلة». وقال هاموند ان البحرية البريطانية ستواصل لعب دور مهم ضمن القوة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة وتشارك بها 22 دولة وتتخذ من البحرين مقرا وتتضمن مهامها مكافحة القرصنة والارهاب وحفظ الامن في الخليج. واضاف ان بريطانيا لها سفن لكشف وابطال الالغام تعمل على حفظ حرية الملاحة في الخليج.
ورأى هاموند ان ايران تعمل «بكل ما اوتيت من قوة» لحيازة السلاح النووي، وان الثمن الباهظ الذي يدفعه اقتصادها يمكن وحده ان يردعها عن متابعة برنامجها المثير للخلاف. واكد الوزير ان بلاده لا تؤيد شن هجوم وقائي على المنشآت النووية الايرانية وانه يأمل في المقابل فرض عقوبات على صادراتها النفطية ومصرفها المركزي واقتصادها عموما.
وصرح وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي دي سانتاغاتا بأن «إيران المسلحة نوويا تمثل تهديدا خطيرا للغاية ليس فقط للولايات المتحدة ولكن بالنسبة للكون بأسره».
إلى ذلك، أكد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز زيارة نظيره الايراني نجاد لكراكاس الأحد المقبل في محطة أولى من جولة تستمر 4 أيام وتقوده إلى 4 دول حليفة لايران في أميركا اللاتينية.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد