ليبيا: بدء محاكمة مؤيدي نظام القذافي
بدأت في ليبيا أولى محاكمات مؤيدي الرئيس السابق معمر القذافي، في ظل قلق متصاعد من قبل المنظمات الحقوقية من تصاعد عمليات تعذيب المعتقلين.
في هذا الوقت احتفل الصوفيون بالمولد النبوي، متحدّين بذلك التيار السلفي، الذي بدأ يظهر بقوة على الساحة الليبية.
وافتتح القاضي علي حمدي، أمس، أول محاكمة علنية لمؤيدي نظام القذافي في بنغازي في شرقي ليبيا، قائلاً «نبدأ المحاكمة الأولى المتعلقة بثورة 17 فبراير». وتشمل المحاكمة الأولى 41 شخصاً بتهمة التآمر على الثورة، فيما اعترضت هيئة الدفاع التي تضم حوالى 15 شخصاً على المحاكمة العسكرية باعتبار أن معظم المتهمين مدنيون.
ومعظم المتهم الموجهة لمؤيدي القذافي تتعلق بدعم النظام السابق ضد «ثورة 17 فبراير»، وتشكيل «عصابة بهدف ارتكاب أعمال إجرامية»، ومساعدة المعتقلين على الفرار من السجون. وقد أجلت المحاكمة إلى 15 شباط.
وقال عضو المجلس الانتقالي الليبي محمد الصياح إن محاكمات أخرى ستبدأ قريباً في مدن ليبية أخرى، فيما قال وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال لشبكة «سي أن أن» ان محاكمة سيف الإسلام القذافي ستبدأ خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة» فور انتهاء النائب العام من تحقيقاته.
وتأتي هذه المحاكمات في ظل اتهامات وجهتها منظمات حقوقية مثل «هيومن رايتس ووتـش» و«منظمـة العـفو الدولية»، ومنظمة «أطباء بلا حدود» للثوار السابقين بتعذيب المعتقلين وخاصة الموالين للقذافي.
من جهة ثانية، نظم الصوفيون، أمس الأول، مسيرة في قلب طرابلس للاحتفال بالمولد النبوي، باعتباره العيد الأهم عندهم، وذلك في تحدّ واضح للسلفيين الذين مارسوا ضغطاً من أجل إلغاء هذا الاحتفال. وردد المشاركون في المسيرة الأناشيد الدينية على قرع الطبول والصنج النحاسية واكتظت بهم الأزقة الضيقة بالبلدة القديمة.
ويعتبر الاحتفال الأول من نوعه في ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي في آب الماضي، حيث كان العقيد الليبي يفرض رقابة مشددة على كل مظاهر التدين خلال فترة حكمه التي استمرت 42 عاماً.
واحتفل الصوفيون بالذكـرى برغم مخاوف من احتمال أن يهاجم السلفيون المتشددون المشاركين في الاحتفال، باعتباره «بدعة».
وأصبح التوتر بين الصوفيين والسلفيين وغيرهم من الإسلاميين المتشددين يشكل عامل انقسام رئيسيا في السياسة الليبية.
وقال إمام زاوية سيــدي عبد الرحمن علي بن نور رداً على سؤال عن موقف السلفيين من الاحتفال بالمولد النبوي إن «السلفيين الصحيحين يحتــفلون بمولد سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم. لكن إذا كانت هناك مجموعة خارجة عن الصوفية أو خارجة عن السلفية، أي أنها من انتماءات أخرى، فنحن براء منها».
وفي بنغازي شارك مئات الصوفيين في مسيرة إلى إحدى الساحات الرئيسية في المدينة بحراسة 30 من المقاتلين المسلحين. ومرت الاحتفالات بسلام برغم مخاوف من المتشددين الذين وزعوا في الأيام الأخيرة كتيبات تحث الناس على عدم المشاركة في الاحتفالات.
لكن زعماء الصوفية يقولون إنهم ما زالوا يشعرون بالقلق لأن الكثير من المسؤولين الدينيين بعد سقوط القذافي لديهم ميول سلفية ويعينون أئمة ذوي فكر مشابه في المساجد في كافة أنحاء البلاد. كما أن الدعوة السلفية منتشرة في التلفزيون والإذاعة الأمر الذي يثير قلق الصوفيين من محاولة حصارهم داخل شكل جديد من الإسلام السياسي.
في هذا الوقت، نفى رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل ما نقلته عنه صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية بأن «الإسلاميين يزعجون الليبيين قبل أن يزعجوا الغرب»، مؤكداً انه جرى تحريف كلامه. وقال عبد الجليل «أجرت معي صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية يوم الأربعاء الماضي لقاءً مطولاً، ومن ضمن الأسئلة التي وجهت إلي، سؤال حول مدى تخوف العالم من سيطرة الإسلاميين في ليبيا مثلما سيطروا في مصر وفي تونس، فقلت إن المجتمع الليبي مجتمع مسلم، وإن 90 في المئة من الليبيين إسلامهم وسطي ولا يشكلون خطرا على أي أحد، أما المتطرفون يمينا أو شمالا فلا يمثلون إلا 5 في المئة من كل جانب، وهم من سيشكلون خطرا على الليبيين قبل العالم».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد