الميزان النووي العالمي: 5 دول شرعية و30 غير شرعية
الجمل: اهتمت دول العالم الكبرى بتعزيز موقفها التسليحي والحصول على القوة العسكرية اللازمة لإعطاءها مكانة دولية متفوقة على هيكل النظام الدولي، وعلى خلفية سباق التسلح الذي حدث في فترة التسلح خلال الستين عاماً الماضية التي أعقبت انتهاء الحرب العالمية الثانية، أصبح الميزان النووي العالمي يشير إلى الآتي:
• دول معترف دولياً بأنها تمتلك الأسلحة النووية، وهي: روسيا، أمريكا، بريطانيا، الصين، فرنسا.
• دول تمتلك أسلحة نووية ولكن بلا اعتراف دولي يعطيها هذا الحق، وهي: إسرائيل، الهند، باكستان، كوريا الشمالية.
في الفترة التي أعقبت انتهاء الحرب الباردة وانهيار وتفكك الاتحاد السوفييت تزايد سعي الدول إلى امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وبالذات الأسلحة النووية، وحالياً تفيد الأنباء الواردة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجود حوالي 30 بلداً، أصبحت في طريقها لامتلاك الأسلحة النووية، هي:
- في غرب أوروبا: ألمانيا، السويد، بلجيكا، سويسرا، اسبانيا.
- في شرق أوروبا: هنغاريا، تشيكيا، سلوفاكيا، ليتوانيا، مولدافيا، بولندا.
- في آسيا: كوريا الجنوبية، اليابان، تايوان، تركيا، فيتنام، اليمن، أندونيسيا، الأردن.
- في أفريقيا: جنوب أفريقيا، غانا، نيجيريا، ناميبيا.
قال البرادعي رئيس وكالة الطاقة الذرية الدولية: إن هذه البلدان الثلاثين تنقسم إلى الآتي:
• بلدان تعمل فعلاً في أنشطة تخصيب اليورانيون مثل إيران والبرازيل وجنوب أفريقيا.
• بلدان لديها الكثير من المفاعلات وتستطيع استغلال النفايات النووية في تصنيع الرؤوس النووية غير التقليدية، مثل: كوريا الجنوبية واليابان.
• بلدان أبدت رغبتها في إقامة برامج تهدف للاستفادة من التكنولوجيا النووية في المجالات السلمية، مثل: مصر والأردن.
وقد علق البرادعي قائلاً: إن الدول التي قامت بتصنيع الأسلحة النووية بلا اعتراف دولي يتيح لها ذلك مثل الهند وباكستان، كانت قد بدأت أنشطتها النووية تحت ذرائع ومزاعم الاستفادة السلمية من الطاقة النووية، ولكنها قامت بتنفيذ برامج تسليحية موازية لبرامجها السلمية.
يعتبر الكثير من الخبراء والمحللين أن حصول كوريا الشمالية على السلاح النووي سوف يؤدي إلى سباق تسلح قوي يعصف بالتوازن الاستراتيجي القائم في منطقة شرق آسيا والباسفيكي، وذلك لأن اليابان وكوريا سوف تسعيان إلى امتلاك الأسلحة النووية على النحو الذي يمكننا من موازنة الردع النووي الكوري الشمالي.. ولكن من الجهة الأخرى، يرى المراقبون أن رفض وغضب اليابان وكوريا الجنوبية من امتلاك كوريا للأسلحة النووية هو رفض يخفي في داخله الكثير من القبول والفرح، وذلك على أساس اعتبارات أن امتلاك كوريا الشمالية للأسلحة النووية هو (ظاهرياً مناسبة غير سعيدة).. أما (باطنياً فهو مناسبة سعيدة)، وذلك لأن امتلاك اليابان وكوريا الجنوبية للأسلحة النووية هو السبيل الوحيد للتخلص من الهيمنة العسكرية الأمريكية المفروضة عليها طوال الخمسين عاماً الماضية، وبالتالي يتخوف الأمريكيون من امتلاك كوريا الجنوبية واليابان للأسلحة النووية، لأن ذلك معناه ببساطة، ليس موازنة الخطر الكوري الشمالي، وإنما (إخراج) أمريكا بالكامل من منطقة الشرق الأقصى، وفقدانها لكل قواعدها العسكرية، والمزايا الاقتصادية الهائلة التي تحصل عليها الشركات الأمريكية التي تمتص الموارد المالية اليابانية والكورية، إضافة إلى ابعاد الخطر الأمريكي بالكامل عن سواحل الصين الشرقية.
وحالياً، هناك اعتقاد بأن الصين سوف تساعد (سراً) كوريا الجنوبية واليابان من أجل الحصول على الأسلحة النووية، وبالمقابل سوف تحصل الصين على كامل تايوان، إضافة إلى استئصال الخطر الأمريكي، وبناء تحالف عالمي اقتصادي عسكري ضخم في الشرق الأقصى تضم: الصين، اليابان، كوريا الجنوبية، كوريا الشمالية.. إضافة إلى روسيا، وهو ما تخشاه أمريكا تماماً.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد