الأسد يأمل بمقاربة شمولية لمهمة أنان ودول البريكس تؤكد أن لاحل إلا عبر الحوار
شدد الرئيس بشار الأسد، أمس، على أن السلطات السورية لن «توفر جهداً في إنجاح» خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، لكنه «لا بد لإنجاح مهمة أنان من أن يركز على تجفيف منابع دعم الإرهاب الموجه ضد سوريا وخاصة من قبل الدول التي أعلنت على لسان مسؤوليها أنها تقوم بتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية في سوريا»، مشيراً إلى أن «سوريا تعتزم خلال فترة قصيرة جداً البدء بحوار وطني تشارك فيه كل الفئات التي تعمل من أجل أمن البلاد واستقرارها».
في هذا الوقت، أكد قادة دول «بريكس» الخمس، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا، في بيان «اننا متفقون على ان الحل في سوريا وايران لا يمكن ايجاده الا عبر الحوار»، واعربت عن «قلقها العميق من الوضع في سوريا» مجمعة على دعم خطة انان لتسوية الازمة. كما دعت «الى الوقف الفوري لكل اعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان في البلاد».
وأعرب الأسد، في رسالة وجهها الى قمة قادة دول «البريكس» في العاصمة الهندية نيودلهي، «عن تقدير سوريا لمواقف قادة المجموعة في تعزيز مبدأ احترام سيادة الدول واستقلالها وإرساء العمل الدولي المتعدد الأطراف بديلاً لسياسات الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتطلع إلى مزيد من التعاون نحو بناء عالم متعدد الأقطاب مبني على قيم العلاقات الديموقراطية بين الدول».
وعرض الأسد «عوامل الأزمة التي تتعرض لها سوريا وارتباطاتها الإقليمية والدولية، والخطوات التي اتخذتها الدولة للتعامل معها، واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد وتحقيق تطلعات الشعب السوري عبر إصدار سلة قوانين، توّجت باعتماد دستور جديد للبلاد يحقق حرية العمل السياسي والتعددية السياسية ومبادئ العمل الديموقراطي»، مشيراً إلى أنه «وعلى الرغم من ذلك تم تأجيج الأوضاع في سوريا بفعل الحملات الإعلامية المضللة، واستمرار عمليات الاغتيالات والإرهاب المدعومة من قوى لجأت إلى تقديم السلاح والدعم المالي للمتطرفين، وحاولت استخدام المنابر الدولية لاستصدار قرارات لا تنسجم مع ميثاق الأمم المتحدة وتحميل الحكومة السورية مسؤولية ما يجري».
وأوضح الأسد، في رسالته، أن «سوريا، وفي إطار استراتيجيتها لوضع حد للأزمة، تجاوبت مع المهمة التي كلف بها كوفي انان كممثل خاص للأمم المتحدة إلى سوريا، وتؤكد أنها لن توفر جهداً في إنجاح هذه المهمة التي تأمل أن تساهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد»، معرباً «عن أمله في أن يتعامل انان بشكل شمولي مع عناصر الأزمة، ولا سيما الدولية منها والإقليمية».
وأكد الرئيس السوري أنه «لا بد لإنجاح مهمة انان من أن يركز على تجفيف منابع دعم الإرهاب الموجه ضد سوريا وخاصة من قبل الدول التي أعلنت على لسان مسؤوليها أنها تقوم بتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية في سوريا»، موضحاً أنه «مقابل الالتزام الرسمي بإنجاح مهمة انان من الضروري أن يحصل على التزامات من قبل الأطراف الأخرى بوقف الأعمال الإرهابية من قبل المجموعات المسلحة وسحب أسلحة هذه المجموعات ودعوتها إلى وقف أعمالها الإرهابية وخطف الأبرياء وقتلهم وتدمير البنى التحتية للقطاعين العام والخاص».
وأشار الأسد، الذي زار بلدة القنوات في محافظة السويداء حيث قدّم التعازي الى عائلة شيخ العقل الأول لطائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ أحمد سلمان الهجري، إلى «ضرورة إقناع الدول التي تدعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح بالتوقف عن ذلك فوراً، بما في ذلك دول الجوار التي تحتضن هذه المجموعات وتقوم بتسهيل عملياتها الإرهابية ضد سوريا». ولفت إلى أن «سوريا تعتزم خلال فترة قصيرة جداً البدء بحوار وطني تشارك فيه كل الفئات التي تعمل من أجل أمن البلاد واستقرارها»، معرباً عن «أمله في أن تقدم دول البريكس كل جهد ممكن لتحقيق هذا الهدف، وأن سوريا ترحب بالجهود التي تبذلها بعض دول المجموعة في هذا الإطار».
وأوضح الأسد أن «سوريا أعلمت انان بموافقتها على الخطة التي تقدم بها مع ملاحظاتها حولها»، داعياً إلى «إجراء مشاورات شاملة حول التفاصيل المتعلقة بالانتقال الى تطبيق هذه العناصر وفق تفاهم مشترك كي لا تستغل المجموعات المسلحة أجواء تنفيذ الحكومة لالتزاماتها كما حدث أثناء التزام سوريا التام بتطبيق خطة العمل العربية التي أفشلتها الجامعة العربية، بعد أن صدر تقرير بعثة المراقبين العرب، وأثبت وجود عناصر إرهابية مسلحة مسؤولة عن العنف والقتل في سوريا».
أعلنت لندن أنها ستضاعف مساعداتها «غير العسكرية» للمعارضة وتوسع نطاقها لتشمل معدات قد تشمل هواتف تعمل عبر الأقمار الاصطناعية لمساعدة النشطاء على التواصل بسهولة أكبر.
ووصفت واشنطن تصريحات الأسد حول خطة انان لحل الأزمة في سوريا، بأنها «مخيّبة للآمال». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر «الأمر ليس مفاجئاً، لكنه محبط ومخيب للآمال». وحث «الاسد على وقف العنف بأسرع ما يمكن». واضاف «لم نر شيئاً ميدانياً على الاطلاق يشير الى تلبيتهم دعوة (الخطة) من اجل عودة المدفعية السورية والاسلحة الثقيلة الى الثكنات ووقف اطلاق النار بما يسمح بوصول المساعدات الانسانية». واوضح «كنا واضحين جداً باننا نريد وقفاً لإطلاق النار. نريد ان نرى وقفاً للعنف في اسرع ما يمكن كي نتمكن من ايصال المساعدة الانسانية للشعب السوري المحاصر».
وتبدأ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون زيارة إلى السعودية، حيث تلتقي اليوم وغداً مع مسؤولين سعوديين وخليجيين لبحث الأزمة السورية، قبل ان تنتقل الى اسطنبول للمشاركة في مؤتمر «اصدقاء سوريا» الاحد.
وقالت وزيرة الخارجية القبرصية ايراتو كوزاكو ماركوليس إن رفض تركيا دعوة بلدها الى اجتماع «اصدقاء سوريا» يمثل «مشكلة كبرى للاتحاد الاوروبي». واضافت إن «قبرص هي أقرب دولة الى سوريا والى المنطقة ونحن على بعد حوالى مئة كيلومتر عن سوريا ولبنان».
خلص خبراء من الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي، شاركوا في مهمة تقييم في سوريا، الى ان «اكثر من مليون سوري بحاجة الى مساعدة انسانية».
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) إن عقيدين اغتيلا في هجوم في مدينة حلب خلال توجّههما إلى عملهما. وأضافت إن مسلحين خطفوا العميد الركن الطيار محمد عمر الدرباس في الغوطة الشرقية بمحافظة دمشق.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد