هولاند «الرئيس المرتقب» اليوم وساركوزي «وحده» لم يفقد الأمل
يختار حوالى ٤٦ مليون ناخب فرنسي اليوم رئيسهم للسنوات الخمس المقبلة، بين الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي وخصمه مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند.
ومع توقف الحملة الانتخابية للدورة الثانية أمس، لازم ساركوزي منزله مع زوجته كارلا وابنتهما جوليا وابن كارلا. وقصد هولاند منطقته الكوريز مع صديقته الصحافية فاليري ترييرفيلر، والتي سئل هل سيتزوجها في حال انتخابه لأن دولاً محافظة لن تستقبله مع صديقة ليست زوجته، فأجاب: «هذا شأني وشأن فاليري».
ورجح معظم استطلاعات الرأي فوز هولاند بنحو 5 نقاط (52.84 في مقابل 48 في المئة لساركوزي)، علماً ان الاستطلاعات الأخيرة أعِدت قبل اعلان رئيس حزب الوسط فرانسوا بايرو قراره التصويت لهولاند.
وانتهت الحملة الانتخابية ليل الجمعة بمهرجان انتخابي لساركوزي في لي سابل دولون، في منطقة فاندي، حيث حققت زعيمة الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) مارين لوبن خرقاً انتخابياً بنيلها 15.8 في المئة من الأصوات، فيما عجز والدها جان ماري لوبن عن تسجيل اختراق في المنطقة ذاتها عام ٢٠٠٧ بحصوله على نسبة 6.46 في المئة.
وشهد المهرجان مواصلة ساركوزي امام مئات من انصار حزبه «اتحاد الحركة الشعبية» حملته اليمينية لجذب ناخبي لوبن، مركزاً على مشاكل الهجرة ومسألة الإسلام. وشدد على رفض «الإسلام في فرنسا»، في مقابل مطالبته بـ «إسلام فرنسي»، وقال: «انجزنا الكثير للمسلمين عبر تشييد مساجد في انحاء فرنسا، لكنني لا اقبل اضطهاد المسيحيين في غالبية دول الشرق».
ولم ينسَ ساركوزي ابداء غضب من «انحياز» الاعلام الفرنسي لهولاند، علماً ان الواقع يفيد بتفضيل معظم وسائل الاعلام المرئية والمسموعة هولاند، وتنظيم بعض مؤسسات الصحافة المكتوبة على غرار «ليبراسيون» حملات لمصلحته، في حين تعتبر «لوفيغارو» ناطقة شبه رسمية باسم ساركوزي. وواضح ان هولاند يشعر بارتياح واسع لأنه الفائز المرتقب. وهو قال رداً على مطالبته خلال استضافته في برنامج «لو غران جورنال « الذي تبثه محطة «كانال بلوس»، بكتابة عناوين الصفحة الأولى في «لوفيغارو» و»ليبراسيون» صباح اليوم التالي للانتخابات، بأنه سيعنون «الآن تبدأ الصعوبات» في «لوفيغارو» و»اليسار المرحلة الثانية « في «ليبراسيون»، في اشارة الى عهد الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران. ويدعو هولاند الى الحذر من اظهار ارتياح واسع خلال التصويت اليوم، والتخلي عن التعبئة للاقتراع، لكن معظم الناخبين اليساريين واليمينيين يتوقع حسمه الانتخاب.
وقال مسؤول يميني: «للمرة الأولى حسمت نتيجة الجولة الثانية للانتخابات قبل اجرائها» .ولا يخفى ان موظفي الوزارات ومسؤولي مكاتب الوزراء باتوا يستعدون للمغادرة، وباشرت اوساط الرئيس الحزبية البحث عن وظائف جديدة، فور تركها القصر الرئاسي.
وبقي الرئيس ساركوزي وحده مقتنعاً بأن فوزه بولاية جديدة ممكن، إذ اعتبر أن التنافس سيكون شديداً جداً، وان النتيجة ستكون متقاربة جداً الى درجة احتمال تكرار ما حدث في انتخاب الرئيس الأميركي جورج بوش في فلوريدا عام 2004 حين اجريت اعادة فرز لأوراق ناخبين من اجل حسم فوزه.
ولا يستبعد ساركوزي تساوي عدد الأصوات، وهو يشبّه محاولته الفوز بـ «بطولة للملاكمة تعني الخسارة فيها رميه القفازات».
رندة تقي الدين
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد