الأمم المتحدة تؤكد تهريب أسلحة من لبنان إلى سورية
اعترفت الأمم المتحدة بوجود تهريب للأسلحة من لبنان إلى سورية، حسب ما أعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط في نيويورك، وذلك بعد ساعات من كشف السفير السوري لدى منظمة الأمم المتحدة، بشار الجعفري أن سفينة الأسلحة التي ضبطتها السلطات اللبنانية أواخر نيسان الماضي، كانت معدة للتهريب من لبنان إلى سورية، وعلى متنها أسلحة إسرائيلية.
وللمرة الأولى منذ بدء الأزمة في سورية، اعترف مبعوث الأمم المتحدة لمراقبة بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 الصادر عام 2004، بوجود حركة تهريب للسلاح من لبنان إلى سورية وإن كان قد تحدث أيضاً عن حركة تهريب بالاتجاه المعاكس.
وأضاف تيري رود لارسن: «ليس لدينا مراقبين مستقلين (للتأكد من هذه الوقائع) ولكن نعتمد في ما نقول على معلومات تلقيناها من مصادر مختلفة» ولكنه لم يعط تفاصيل إضافية.
ويوم الإثنين ضبط الجيش اللبناني، كميات من ذخائر لأسلحة رشاشة (9 ملم و12.7 ملم و60 ألف طلقة رصاص)، في مرفأ طرابلس، كانت مهربة على متن باخرة إيطالية قادمة من ميناء الإسكندرية.
وكشفت محطة «المنار» التابعة لحزب اللـه، أن الأسلحة المضبوطة تكفي لتجهيز مجموعة من 120 شخصاً، ونقلت عن مصادر أمنية وجود خيوط وترابط بين الشحنة وطريقة تهريبها وباخرة لطف اللـه/2 التي ضبطت في المياه الإقليمية اللبنانية في 26 من نيسان الماضي، وعلى متنها شحنة كبيرة من الأسلحة بينها قذائف صاروخية وذخيرة من العيار الثقيل.
واتهم السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي قيادات سياسية في قطر والسعودية ودول أخرى بأنها تقف وراء هذه الأعمال، الأمر الذي انتقده سفير السعودية في لبنان.
وكشف السفير السوري لدى منظمة الأمم المتحدة، أن «سفينة الأسلحة، التي كانت معدة للتهريب من لبنان إلى سورية، من قبل جماعات تكفيرية سلفية تجد في لبنان ملاذا لها، كانت تحمل أسلحة خطرة منها أسلحة إسرائيلية وصواريخ ستينغر مضادة للطائرات وصواريخ لاو»، مشيراً إلى وجود قوى لا تريد أن تنجح خطة المبعوث كوفي عنان، وهذه القوى محبطة بسبب التزام سورية بتطبيق الخطة واصفاً الكشف عن هذه الأسلحة بأنه «فضيحة الفضائح».
وبيّن الجعفري في حديث لموقع (النشرة) اللبناني أن «لدى سورية مشكلة تهريب السلاح عبر حدود الدول المجاورة للمجموعات الإرهابية المسلحة، وقيام هذه المجموعات بعمليات إرهابية على الأرض وهي عمليات موصوفة تتمثل بالاغتيالات، والقتل، والتصفية الجسدية، والتفجيرات، وأنشطة الجماعات السلفية وعناصر القاعدة، وهذه أمور تثير القلق لدى الشعب السوري».
وتراكمت عدة أحداث مؤخراً تكشف حركة تهريب منظمة للأسلحة من لبنان لسورية بهدف دعم المسلحين المعارضين وهو ما يساهم في تعقيد الأزمة وإراقة المزيد من دماء السوريين حسب ما تقول السلطات السورية.
وقال الجعفري، في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك الثلاثاء: إن سورية تقوم بتنفيذ كل ما يترتب عليها من خطة أنان، لكن الأطراف الداعمة للإرهابيين بالمال والسلاح من السعودية وقطر وتركيا لا تنفذ ما يترتب عليها، مشيراً إلى وجود اعترافات لـ26 شخصاً من جنسيات عربية تم إلقاء القبض عليهم في سورية، وقد اعترفوا أنهم أتوا من ليبيا وتونس وبلدان أخرى عبر تركيا ولبنان ليرتكبوا أعمالا إرهابية في سورية.
ودعت عدة دول عربية، وعلى رأسها السعودية وقطر، مؤخراً إلى ضرورة تسليح المعارضة السورية، بينما حملت الحكومة السورية من يطلق هذه الدعوات مسؤولية «سفك دماء السوريين».
وأكد وزير الدفاع الوطني اللبناني فايز غصن في حديث لقناة المنار الاستمرار في التشدد في منع تهريب السلاح إلى لبنان ومنه إلى سورية ولا تراجع عنه.
في سياق متصل، قال تيري رود لارسن: إنه قبل سنة ونصف السنة كان الشرق الأوسط مثل «خيمة تتمايل مع الريح قبل إعصار»، وأضاف: «الآن بعد أن حلّ الإعصار سقطت الخيمة» محذراً من أن «ما نراه في المنطقة هو رقصة الموت»، وأضاف «وهي قريبة لأن تتحول إلى حرب». وأضاف «إذا نظرتم إلى سورية، المنطقة الأكثر تأرجحا، فإن الأمر يذكر بالوضع في لبنان وفي الدول المجاورة في السبعينيات. وهذا ما أخشاه»، في إشارة للحرب الأهلية وهي عبارة ذكرها خلال اليومين الماضيين كل من المبعوث الأممي كوفي أنان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر.
وتابع تيري رود لارسن: إن «فوضى» حقيقية ما زالت تطبع المستقبل في هذه المنطقة ولكن من المهم أن يكون مجلس الأمن مستعدا للتحرك، في إشارة إلى الفصل السابع الذي تلوح به بعض الدول الغربية والعربية لمنح شرعية دولية للتدخل العسكري ضد سورية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد