عباس يعلن من باريس التخلي عن «العضوية الكاملة» للدولة الفلسطينية

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن الجانب الفلسطيني على استعداد لنيل صفة دولة غير عضو (مراقب) في الأمم المتحدة على غرار الفاتيكان، بعدما فشلت محاولات الحصول على عضوية كاملة، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية مصرة على متابعة المفاوضات ولكن على الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى.
وقال عباس بعد جلسة المباحثات الأولى مع الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه في باريس «سنتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب الاعتراف والحصول على صفة دولة غير عضو على غرار الفاتيكان وسويسرا في حالة عدم استئناف المفاوضات مع إسرائيل»، موضحاً أن «الكرة اليوم في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».
وأوضح عباس أن المفاوضات هي «خيارنا الأول»، مؤكداً أن موضوع الأسرى «حساس جداً»، ولفت إلى أن السجون الإسرائيلية لا تزال تضم أسرى مضربين عن الطعام مثل لاعب كرة القدم محمود السرسك وأكرم الريخاوي المضربين عن الطعام منذ 86 و51 يوماً على التوالي.
وأشار عباس إلى أن «تجميد الاستيطان ليس شرطاً مسبقاً بل التزام ورد في أكثر من وثيقة دولية وفي أكثر من اتفاق، بأن تتوقف جميع الأعمال الأحادية... نحن نقول تجميد النشاط الاستيطاني حتى يتيح لنا الفرصة لنعود للمفاوضات»، مشدداً على أنه «إذا وافق نتنياهو على إطلاق سراح الأسرى والسماح باستيراد سلاح الشرطة، سنتحاور وليس معنى هذا أن نتفاوض».
وأضاف عباس إن «الكرة في ملعب نتنياهو، ففي اللحظة التي يوافق فيها على وقف الاستيطان وعلى حدود الدولتين، سنذهب مباشرة للمفاوضات لنناقش بقية قضايا الحل النهائي».
ومن جهته، أكد الرئيس الفرنسي أن باريس تبذل كافة الجهود للقيام بـ«دور مفيد» لدفع عملية السلام السبيل الوحيد للاعتراف بالدولة الفلسطينية».
وأضاف هولاند أن ما ينتظره الآن الفلسطينيون «ليس إعلان الدولة بل الاعتراف بها بعد عملية المفاوضات والتوصل إلى اتفاق للسلام»، مشيراً إلى أن موقف بلاده يرتكز على أن تقوم بدور «مفيد يكفل الأمن للجانبين ويضمن للإسرائيليين أن يعيشوا بسلام على أراضيهم، كما يضمن للفلسطينيين الاعتراف بدولتهم».

دخل الأسير السرسك يومه الـ86 في إضرابه المفتوح عن الطعام بالرغم من التدهور الخطير في وضعه الصحي.
وأفادت مصادر في الصليب الأحمر الدولي أنه تم نقل السرسك إلى مستشفى «أساف هروفيه» المدني بعد تردي حالته الصحية، فيما قال المتحدث باسم حكومة الاحتلال إن المحكمة بعد اطلاعها على أدلة تدين السرسك حكمت لصالح استمرار اعتقاله لانتمائه لحركة الجهاد الإسلامي، وهو ما نفته عائلة الأسير.
وقال شقيقه عماد السرسك «نوجه نداءً إلى كل العالم عبر الأندية الأوروبية والعربية بالتدخل لإنقاذ حياة محترف كرة القدم.. فإن وضعه الصحي خطير جداً وفي أي لحظة يمكن أن يموت»، مؤكداً أن كل ما يشغل شقيقه هو كرة القدم و«لا علاقة له بالسياسة».
من جهته، هدد الأسير الريخاوي، المضرب عن الطعام منذ 51 يوماً، بالامتناع عن أخذ الدواء رداً على رفض محكمة ثلثي المدة التي عقدت في الخامس من الشهر الحالي طلب الإفراج عنه، حيث أجلت النظر بالملف بحجة عدم حصولها على تقرير من جهاز الأمن.

وكشفت صحيفة «هآرتس» عن اتصالات كثيفة بين مجموعة من رجال اليمين ومكتبي رئيس الحكومة والمستشار القانوني للحكومة، بهدف التوصل إلى تسوية تبقي على البيوت الخمسة في بؤرة «أولبانا» في مستوطنة «بيت إيل»، مقابل إخلائها من المستوطنين.
وقالت الصحيفة إن التسوية المقترحة تتحدث عن تعهد قوات الأمن بعدم هدم البيوت، وفق ما نص عليه قرار المحكمة العليا، مقابل موافقة المستوطنين على الخروج منها من دون عنف حتى تتسنى لهم العودة إليها لاحقاً.
وكانت الكنيست رفضت قانوناً يضفي شرعية على البؤر الاستيطانية المبنية على أراض فلسطينية خاصة، وتعهدت الحكومة الإسرائيلية من بعدها ببناء 851 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية لاسترضاء المستوطنين الغاضبين، بالإضافة إلى صدور قرار عن بلدية القدس بتوسيع مستوطنة «جيلو» غرباً عبر بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة.
وقال المحامي الناشط في حركة مكافحة الاستيطان دانيال سيدرمان إن التوسيع المزمع في «جيلو» سيضاف إلى الخطط التي أعلن عنها رسمياً الشهر الماضي لبناء 2000 وحدة استيطانية فيها.
وأكد عضو بلدية القدس مئير مارغيليت أن «لجنة التخطيط صادقت على البناء بين جيلو وبلدة بيت جالا (في الضفة الغربية)»، مضيفاً «اعتقد أن ذلك يتجاوز الخط الأزرق لمستوطنة».
وأدان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إعلان الحكومة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن «قرار نقل مستوطنين من مستوطنة عشوائية عبر إقامة وحدات سكينة في مستوطنات أخرى عبر الخط الأخضر يطرح سابقة خطيرة».
من جهتها، أدانت كل من فرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مخططات نتنياهو الجديدة، باعتبار أنها تهدد عملية السلام وحل الدولتين.
وفي السياق، هدمت قوات الاحتلال عدداً من خيام ومساكن عرب الجهالين قرب بلدة عناتا في القدس المحتلة، وتركت العشرات من سكانها في العراء ومن دون مأوى، بحجة تنفيذ مناورات عسكرية.
وذكر شهود عيان أن آليات عسكرية إسرائيلية ترافقها جرافات هدمت خياماً وبركسات لخمس عائلات من عرب الجهالين من دون سابق إنذار، وحطمت كل ما يمتلكونه من أدوات معيشية وأمتعة، وذلك بعدما أعلنت أن المنطقة عسكرية مغلقة.

المصدر: السفير+ وكالات