صحيفة سعودية تكذب نبأ وفاة الأمير بندر
كذبت صحيفة "عرب نيوز" السعودية الناطقة بالانكليزية في عددها الصادر في 4 آب-أغسطس نبأ وفاة الأمير بندر بن سلطان . من المعروف أن صحيفة "عرب نيوز" مرخص لها النطق باسم العائلة الملكية, لأن ملكيتها تعود لولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع. كما من المعروف أيضا أن كاتب المقال هو صحفي اقتصادي يدعى علي بليوي يعمل أيضا كمستشار اتصالات أزمة بواشنطن.
وبحسب "عرب نيوز" فإن الخبر الذي نشر في شبكة فولتير تحت عنوان (احتمال ضلوع سورية في تصفية بندر بن سلطان انتقاما لتفجير دمشق) قد يكون وراء نشره تييري ميسان المقرب من الاستخبارات الايرانية ( ففي الوقت الذي تؤكد الفاتجارديا في نفس اليوم, النقيض تماما بقولها بأن من يموله هو الجنرال السوري المنشق مناف طلاس, تمضي صحيفة لوموند الصادرة مساء اليوم نفسه إلى نعت ميسان ب " بوق للديكتاتورية البعثية".
وبحسب الصحيفة السعودية, فإن الأمير بندر قد حضر اجتماعين رسميين بعد شائعة وفاته.
ويمضي كاتب المقال-مستشار الاتصالات في الأزمات بالقول: " كل مواقع الانترنت (التي اهتمت بمصير الأمير بندر) تنتظر من الحكومة السعودية تأكيدا أو نفيا (للخبر). لكن هذا الأمر لن يحصل أبدا, ولن يظهر الأمير بندر أمام الجمهور, إلا إذا اقتضت الضرورات السياسية أو الأمنية ذلك. لقد انفضح أمر البروباغندا الايرانية والسورية".
لقد أتت "عرب نيوز" على ذكر حادثة الانفجار التي وقعت بتاريخ 26 تموز-يوليو, واحتمال أن يكون مشعل القاني, مساعد الأمير بندر قد لقى حتفه فيها, دون أن تؤكد أو تنفي الخبر.
بعد أن أحيطت شبكة فولتير علما بالمعلومات التي أوردتها "عرب نيوز" المتعلقة بالنشاطات الأخيرة للأمير بندر, فإنها لاتملك إلا التمني له بالشفاء العاجل, وأن لاتعكر أي من الالتزامات الرسمية, صفو نقاهته.
وفيما يلي نص الخبر الذي نشرته (شبكة فولتير) تحت عنوان: (احتمال ضلوع سورية في تصفية بندر بن سلطان انتقاما لتفجير دمشق).:
على الرغم من عدم صدور أي بيان من السلطات السعودية, إلا أن شبكة فولتير أكدت وفاة الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز,, استنادا لمصادر شبه رسمية.
لقد صدر قرار بترقية بندر وتعيينه كرئيس لجهاز الاستخبارات السعودي في 24 تموز-يوليو, فسر على أنه مكافأة له على تنفيذ انفجار 18 تموز في دمشق, الذي مكن الاستخبارات السعودية, بدعم لوجستي من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية, من تنفيذ تفجير مقر الأمن القومي السوري أثناء اجتماع لخلية الأزمة, راح ضحيته على الفور كل من العماد آصف شوكت, وداوود راجحة, وحسن تركماني, فيما توفي بعد أيام قليلة, الجنرال هشام اختيار متأثرا بجراحه. وقد كانت هذه العملية التي اطلق عليها اسم "بركان دمشق" إشارة البدء لجيش من المرتوقة القادمين من الأردن, في الهجوم على العاصمة.
أما الأمير بندر, واستنادا إلى وسائل الاعلام اليمنية, فقد وقع في 26 تموز-يوليو, ضحية هجوم مماثل بالقنابل, أودى بحياته بعد أيام متأثرا بجراحه.
كان الأمير بندر الذي يبلغ 63 عاما شخصية لامعة, وفظة في نفس الوقت. وهو ابن ( الأمير سلطان الذي شغل منصب وزير الدفاع منذ عام 1963 حتى وفاته عام 2011). وعلى الرغم من أنه سليل أم من العبيد, فقد حظي بثقة الملك الذي عينه سفيرا له في واشنطن طيلة فترة حكمه التي امتدت من عام 1983 حتى وفاته عام 2005, ارتبط فيها بعلاقة خاصة مع جورج بوش الأب, منذ كان نائبا للرئيس, وتطورت العلاقة بينهما إلى حد اعتبار الأخير له ابنه بالتبني, وإلى درجة أن تطلق عليه الصحافة الأمريكية اسم "بندر بوش".
لقد نجح بفضل موهبته الفذة في ادارة العمليات السرية, بتنظيم صفقة أسلحة "اليمامة" التي اختلس من ورائها مبلغ مليار جنيه استرليني حسب مصادر بريطانية رسمية بهذا الخصوص. وقد وظف هذه الثروة, إضافة إلى ثروات اخرى في تمويل عمليات المجموعات الجهادية في جميع أنحاء العالم, بما فيها تنظيم القاعدة.
عام 2010, قام الأمير بندر بمحاولة فاشلة للإطاحة بالملك عبد الله, بهدف تنصيب والده مكانه على عرش المملكة, الأمر الذي أدى إلى نفيه من المملكة فور فشل محاولة انقلابه, ولم يعد إليها إلا بعد عام إثر تدهور الحالة الصحية للملك. ومنذ وفاة والده الأمير سلطان, أصبح بندر تلقائيا زعيم البيت السديري, وهي قبيلة الصقور ضمن العائلة الملكية.
وفاة بندر, تشكل ضربة قاسية لمنظومة العمليات السرية للدول الغربية في العالم الاسلامي.
وهكذا لم يكلف الانتقام سورية أكثر من أسبوع لكي تنفذ هذه العملية النوعية الهائلة.
إضافة تعليق جديد