المعلم يتهم منظمة التعاون الإسلامي وآموس تصرح:العرب لم يتبرعوا بدولار واحد للسوريين
أنهى مجلس الأمن الدولي، أمس، عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، إلا انه أيّد الدعوات لإنشاء مكتب اتصال سياسي في دمشق، فيما اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتآمر على دمشق، محمّلاً إياهما مسؤولية سفك الدم السوري، وذلك بعد إعلان منظمة المؤتمر الإسلامي، في اجتماع استثنائي في مكة المكرمة فجر أمس، تعليق عضوية سوريا، وهو أمر وافق عليه لبنان، في ما بدا خروجاً على سياسة «النأي بالنفس».
وقالت مصادر في الامم المتحدة لوكالة «رويترز» إن الأخضر الإبراهيمي وافق على ان يحل محل المبعوث الدولي المستقيل كوفي انان كوسيط دولي بشأن سوريا، لكن سيكون له تفويض معدل. ولم توضح المصادر ما هو التفويض المعدل او متى سيصدر القرار الرسمي بتعيين الإبراهيمي.
وأعلن المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار ارو، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر، إنهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بعد نحو أربعة أشهر على بدء هذه المهمة. وقال إن «شروط استمرار مهمة بعثة المراقبين الدوليين غير متوفرة»، مشيراً إلى أن السلطات السورية لم توقف استخدام الأسلحة الثقيلة ولا يوجد خفض فعلي للعنف.
وقال نائب رئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ادموند موليت إن «هذه المهمة ستنتهي منتصف ليل الأحد». وأوضح أن آخر مراقب من المئة الباقين سيغادر دمشق بعد أسبوع، مضيفاً «من الواضح أن الطرفين (الحكومة والمعارضة) اختارا طريق الحرب والصراع المفتوح، فيما أغلق إلى مرحلة كبيرة الباب أمام الحوار السياسي ووقف العنف، ولكن هذا الأمر يجب ألا يعني أن لا ننخرط في الموضوع».
وأيّد مجلس الأمن خطة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فتح مكتب اتصال سياسي في دمشق لمراقبة الأحداث. وقال موليت إن المكتب سيضمّ ما بين 20 الى 30 خبيراً في الشؤون السياسية والانسانية والعسكرية، مضيفاً إن الرئيس السوري بشار الاسد وافق على إنشاء هذا المكتب.
واعلن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن موسكو دعت إلى عقد اجتماع لممثلي «مجموعة العمل» الدولية حول سوريا، والسعودية وإيران، في نيويورك اليوم من أجل إصدار دعوة تطالب الحكومة السورية والمسلحين وقف النزاع بينهما. وقال إن على تلك الدول «توجيه نداء الى جميع اطراف النزاع في سوريا بأن عليهم وقف العنف بالسرعة الممكنة، في وقت محدد، وان عليهم ان يعينوا ممثلين مخولين عنهم من اجل التفاوض على حل سياسي، وخاصة تشكيل هيئة حكم انتقالية». وأضاف إن النداء يجب أن «يدعو جميع الاطراف الى وقف العنف، وكذلك تحديد وقت ولحظة وساعة معينة يجب ان يتوقف فيها العنف».
وأعرب تشوركين عن أسفه من إنهاء عمل المراقبين الدوليين في سوريا. وقال «نحن نعتقد أن أعضاء مجلس الامن، الذين أكدوا ان مهمة المراقبين لا يمكن أن تستمر، لا يظهرون حقيقة التزاماً بإنهاء الاعمال العدائية، والعمل من أجل التوصل الى تسوية سياسية في سوريا».
المعلم
وقال المعلم، في مقابلة مع التلفزيون السوري بثت أمس، إن «الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لم تكتفيا بتجميد عضوية سوريا، بل تآمرتا عليها، وهما مسؤولتان عن سفك الدم السوري». واضاف «لقد ارسلوا طائرات خاصة لجلب بعض القادة المترددين لحضور اجتماع مكة، وأقاموا هذا المؤتمر زوراً وبهتاناً». وتابع ان «ألطف وصف يطلق عليهم انهم منافقون».
واعتبر المعلم ان الولايات المتحدة هي «رأس المؤامرة على سوريا»، لافتاً الى ان تركيا وقطر والسعودية هي «أدوات تتبع»، مؤكداً ان الشعب السوري صمد في وجه المؤامرة «نتيجة ايمانه باستقلالية قراره وبوطنه الموحد ونظامه العلماني».
وكانت القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي قررت تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي. وأكد البيان الختامي للقمة وجود «شعور بالقلق الشديد ازاء المجازر والاعمال اللاإنسانية التي ترتكب ضد الشعب السوري الشقيق». واضاف ان قادة دول المنظمة، التي تضم 57 عضواً، اتفقوا «على اهمية وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا ووحدة اراضيها والإيقاف الفوري لاعمال العنف كافة مع تعليق عضوية سوريا في منظــمة التعاون الاسلامي».
وقالت مصادر رئاسة الحكومة إن لبنان أيّد قرار القمة بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، ولم يتحفظ عليه كما جرى في مؤتمر وزراء الخارجية التمهيدي. وردت المصادر مغادرة لبنان سياسة النأي بالنفس «لكون القرار اتخذ بإجماع كل الدول العربية، وبالتالي، فان لبنان لم ولا يخرج عن الإجماع العربي».
وأعلنت ايران الممثلة برئيسها محمود احمدي نجاد ووزير الخارجية علي اكبر صالحي رفضها لهذا القرار الذي «يتعارض تماماً مع ميثاق المنظمة». وقال نجاد ان قرار منظمة المؤتمر الإسلامي «خطوة سياسية»، مضيفاً «في القمة، تم شرح مواقف إيران بوضوح».
وكان نجاد التقى الرئيس التركي عبد الله غول، حيث تناولا علاقات البلدين المتطورة في مختلف الجوانب، وقال إن «الأحداث تمر وتنقضي لكننا باقون وعلينا التعايش معاً»، وهو ما أكد عليه نظيره التركي. وعبّر نجاد عن تأييده لموقف الرئيس المصري محمد مرسي، الذي كان دعا إلى «تشكيل لجنة تضم سوريا والسعودية وإيران وتركيا» للعمل على حل الأزمة السورية.
وكشف المعلم ان وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري أموس اكدت له ان العرب لم يتبرعوا بدولار واحد لمساعدة الشعب السوري. وقال «خلال لقائي بأموس امس (الاول) سألتها عن الدول التي تبرعت لمساعدة الشعب السوري انسانياً. قالت إن هناك اربع دول، ولم يأتنا دولار واحد من العرب». واضاف «قلت لأموس لديهم المال لدعم المسلحين بالسلاح وتدمير المنازل والبنى التحتية في سوريا وتهجير الناس، لكنهم لا يدفعون دولاراً واحداً من اجل مساعدة هؤلاء او اعادة بناء ما دمّره المخربون».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد