الألمان ينقسمون على «خطر المسلمين»: تظاهرات في برلين واحتجاجات مضادة
عشية عيد الفطر، تجمّع حوالى 200 يميني ألماني متطرف في عدد من أحياء برلين أمس، وتظاهروا قرب ثلاثة مساجد رافعين أعلاماً ألمانية ولافتات تحذّر من «خطر الإسلام والمسلمين» على البلاد.
في المقابل، تجمع عدد مماثل تقريباً من المسلمين والألمان في الجهة المقابلة رافعين لافتات تتهم الاستفزازيين بالنازية وتطالب بطردهم. ورفع بعض المتظاهرين علمي حزب اليسار والحزب الإشتراكي الديموقراطي. وحتى بعد ظهر أمس لم ينفذ اليمينيون المنتمون إلى «حزب ألمانيا» تهديدهم بعد برفع صور كاريكاتورية مسيئة للاسلام، علماً أنهم يعتزمون التظاهر اليوم أيضاً في الأمكنة ذاتها.
وكان المتطرفون الألمان تظاهروا في أيار (مايو) الماضي في بون، واستفزوا السلفيين هناك رافعين صوراً كاريكاتورية مثيرة للجدل. وكادت تقع معركة دامية بين الطرفين لولا تدخّل قوات الأمن لمنعهم من الاحتكاك. وجرح في تلك المواجهة عدد من أفراد الشرطة بطعنات سكاكين على أيدي سلفيين اعتقلوا لاحقاً.
وعلى الأثر أصدرت حكومة الولاية قراراً بحظر نشاط الجماعة السلفية التي دعت إلى التظاهر في المنطقة.
شروط للتظاهر
وسمحت وزارة الداخلية في برلين لـ «حزب ألمانيا» بالتظاهر أمس واليوم في عدد من أحيائها، إلا أنها فرضت عليه شروطاً أهمها عدم التجمّع أمام المساجد، وإنما على بُعد منها، والتخلي عن رفع الصور الكاريكاتورية.
وأعلن اليمينيون الألمان أنهم سيتجمّعون قرب ثلاثة مساجد في برلين على الأقل هي دار السلام، والنور، والصحابة. وقال ناشطو الحزب إنهم يعتبرون هذه المساجد مراكز تجمّع للسلفيين في العاصمة.
وكان المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا، وهو جهاز استخبارات داخلي، قدّر في تقريره السنوي الذي صدر أخيراً وجود حوالى 350 سلفياً في المدينة مشيراً إلى أن 100 منهم يميلون إلى استخدام العنف. وأضاف أن المسجدين الأخيرين يشكلان مركزي عمل السلفيين في العاصمة.
وأعلنت شرطة برلين أنها استقدمت قوى أمنية من الشرطة الاتحادية لتأمين الدعم لها، ولتكون قادرة على التدخل في أمكنة عدة دفعة واحدة والسيطرة على الموقف. وقال ناطق باسمها إن الشرطة «مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات».
اسكندر الديك
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد