الخدمات «الحلال»: احترام للأديان أم احتيال؟
تتنامى القوة الشرائية للشريحة المتدينة من المجتمع مع كل يوم، ما شجع المنتجين وأصحاب الشركات على التكيف مع متطلبات المتديّنين، فظهرت الملاحم الحلال في أوروبا وخـدمات الفنادق الحلال في الخليج العربي، ودخــل هذا المفهوم قطاع الأدوية لإرضاء الزبــائن حيثما حلوا.
يصطف المسلمون واليهود جنباً إلى جنب في الملاحم الحلال في أوروبا، ويتعاظم تدفق زوار المطاعم والمحال التجارية المختصة بالمنتجات الحلال في روسيا، كما أصبح بإمكان الراغبين باعتماد المنتجات الحلال الحصول عليها عبر المواقع الإلكترونية.
ومن أحدث المنتجات المطروحة حالياً «الفيتامينات الحلال»، التي لها أشكال وأنواع وتشترك جميعها بخلوها من منتجات لحم الخنزير. وقد تم تخصيص أحد أنواعها لتعويض نقص فيتامين «د» الذي قد تعاني منه السيدات المحجبات لعدم تعرضهن للشمس.
كذلك، سارع العاملون في القطاع السياحي لإرضاء المسلمين، فتكاثرت الفنادق الإسلامية والشقق الفندقية الحلال حول العالم لتنال نصيبها من 192 مليار دولار يصرفها المسلمون على السياحة سنوياً. وتنحصر الوجهات الأساسية للسياح المسلمين بتركيا وماليزيا والإمارات العربية.
وتفوح روائح العود والعنبر لاستقبال زوار الفنادق الإسلامية الحريصة على تقديم المنتجات والخدمات الحلال، فتخلو تصاميم البهو من أي تصوير للبشر والحيوانات، وتطغى عليها الرسوم النباتية والنقوش الهندسية بما يناسب قناعات المسلمين.
ويقول المدير العام لأحد الفنادق الإسلامية في دبي إن صفة الإسلامي لا تعطى من جهة رسمية، وإنما المعيار الأساسي لتصنيف فندق ما على أنه «حلال» هو عدم امتلاكه رخصة مشروبات كحولية. أما الطابع الإسلامي فهو أشمل من ذلك بكثير، ويتضمن تقديم الطعام الذي يحتوي اللحوم المذبوحة على الطريقة الحلال. وأما خدمات الفنادق المتعارف عليها كالمسابح والأندية الرياضية، وغيرها، فتحدد أوقاتاً معينة لارتياد السيدات وأخرى للرجال.
وتحرص الفنادق الإسلامية على تأمين الخدمات العائلية الصحية من دون إجبار النزلاء على استخدامها، إنما هي متاحة ضمن غرفهم، كوجود علامة تظهر اتجاه الكعبة، وسجادة صلاة، وساعة تذكر بمواعيد الأذان، كما قد يؤمَّن طابق خاص للسيدات بحيث يتكون الطاقم المخصص لخدمتهن من النساء فقط.
وتستقطب الفنادق في الإمارات سياحاً من روسيا ومنطقة الخليج على حد سواء، ولكل منهم أهواؤه ومناسباته، فتتكيف الفنادق بالخدمات تماشياً مع الموسم السياحي والتقويمين الميلادي والهجري.
المصدر: («نوفوستي»)
إضافة تعليق جديد