سطوا على مدخرات الأطفال في حي التضامن
سرقوا كل شيء حتى "مطمورات" الأطفال من الليرات القليلة.. بهذه الكلمات يصرخ رضوان بغضب وإحساس بالقهر وهو يعاين الأضرار التي ألحقها الإرهابيون بمنزله في محيط جامع الزبير بحي التضامن بعد أن اقتحمه الإرهابيون وحولوا أثاثه إلى ركام وحطام بعد نهبه.
يشير رضوان إلى فتحة كبيرة أحدثها الإرهابيون في الجدار الخلفي لحديقة منزله ليتسللوا منها إليه بعد أن اضطر لمغادرته مع أطفاله الأربعة وزوجته على عجل كالعديد من الأسر خوفاً من شذاذ الآفاق الذين احتلوا عشرات الأبنية بذات الطريقة ليتخذوها منصات لإطلاق نيران حقدهم على أهالي المنازل المجاورة قبل أن يهاجموها بأسلحتهم بغرض السرقة التي غالباً ما تنتهي بإضرام النار بباقي محتويات المنازل وأثاثها.
وقف الطفل أحمد الذي لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره والدمعة في عينيه محدقاً في اشيائه المبعثرة.. "لم يتركوا لنا شيئاً.. بحثت عن مطمورتي دون جدوى" اكتفى بهذه الكلمات وصمت.
وتصف "أم يوسف" من أهالي الحي الإرهابيين بأنهم "كالخفافيش.. كانوا ينتظرون هبوط الليل ليمطروا منازلنا بقذائف الهاون قبل أن يقتحموا الحي ويقوموا بتكسير وحرق كل شيء" مشيرة إلى "أن العائلات تركت منازلها وخرجت بما عليها من ملابس دون أن تتمكن من حمل شيء معها".
وعلى بعد شارعين من جامع الزبير إلى جوار قسم الشرطة أحرق الإرهابيون سينما النجوم.. بقايا من بناء.. جدران متفحمة لا شيء يمكن أن يدلل على أنه كان مبنى سينما إلا اصطفاف مجموعة مقاعد على امتداد طويل كانت لسنوات ملتقى لفعاليات فنية ونشاطات ثقافية ومعرفية تجمع كل أهالي الحي.
لم يكتفوا بذلك لقد زرعوا عبوات القتل والتدمير في الشوارع والمنازل بقصد تفجيرها عن بعد.. بعضها بحجم قبضة اليد لصق عليها علم الانتداب الفرنسي من جهة وفي الجهة الأخرى كتبت إرشادات الاستخدام حيث على الإرهابي التكبير ثلاث مرات قبل إشعال الفتيل واستهداف المدنيين وعناصر الجيش.
الصيدليات والمستوصفات التي تقدم الخدمة والرعاية الصحية المجانية للمواطنين لم تسلم من إرهاب مرتزقة أردوغان وحمد حيث نهبوا محتويات العديد منها لينقلوها إلى أحد الأبنية التي تم تحويل إحدى الشقق فيها إلى مشفى ميداني يحتوي أدوية وأجهزة طبية تقدر بملايين الليرات.
ويستخدم الإرهابيون الأهالي في بعض الأزقة كدروع بشرية وهو ما يؤخر عمليات التطهير حيث يشير قائد ميداني إلى "أن الإرهابيين أعدموا الرجال واحتفظوا بالنساء والأطفال لسهولة السيطرة عليهم وهو ما يجعلنا نتروى ونعتمد الحذر في عملياتنا" مبيناً أن وحدة من قواتنا الباسلة تمكنت من تحرير أسرة بكاملها بالحي قبل أن يؤكد أن ذلك "أهم بكثير من ملاحقة الإرهابيين".
الإرهابيون في التضامن يستخدمون أسلحة متطورة ومتنوعة بينها قناصات حرارية أمريكية الصنع وسنوبال رشاش أمريكي الصنع هذا ما أكده أهالي الحي الذين أشاروا إلى وجود إرهابيين من جبهة النصرة ومن جنسيات ليبية وأردنية فروا تاركين وراءهم أسلحتهم وذخيرتهم وجوازات سفرهم.
شهيدي عجيب
المصدر:ىسانا
إضافة تعليق جديد