الاتحاد الأوروبي يتسلم «نوبل للسلام» وسط أزمات واختلافات متفاقمة
على الرغم من الغرق في أزمة تُعدّ الأسوأ في تاريخه، استطاع الاتحاد الأوروبي أن يحصد في تشرين الأول الماضي «جائزة نوبل للسلام» وسط انتقادات غربية وعالمية طالت قرار لجنة نوبل المنظّمة. وبالأمس، كان موعد الاتحاد الأوروبي لاستلام جائزته في النروج، في مقر بلدية أوسلو، وذلك خلال احتفال ضخم حضره نحو عشرين رئيس دولة وحكومة، بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اللذان جلسا جنباً إلى جنب. في وقت كان غياب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس لافتاً، إذ يُعرفان بأنهما من أبرز المعارضين للمؤسسة الأوروبية.
وتسلم ثلاثة من ممثلي الاتحاد، هم رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو ورئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، الجائزة تكريماً لدوره في تحويل «قارة في حالة حرب إلى قارة في حالة سلام»، بينما تحدث ممثلوه عن وحدة ناقصة لكنها ضرورية لتفادي عودة خلافات الماضي.
وتحدث رومبي في خطابه بإسهاب عن التبعات الاجتماعية المأساوية «لأسوأ أزمة اقتصادية منذ جيلين»، في مقابل تكراره أن الاتحاد سيخرج «قويا» من صعوباته.
من جهته، قبل تسليم الجائزة إلى المعنيين، دعا رئيس لجنة نوبل النروجية ثوربيورن ياغلاند الاتحاد إلى «المضي قدما» رغم الأزمة.
وقال ياغلاند، المعروف بتأييده أوروبا رغم أن بلاده النروج ترفض بإصرار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، «معا علينا أن نعمل حتى لا نخسر ما بنيناه على أنقاض حربين عالميتين».
بدوره، أقرّ باروزو بـ«شوائب» الاتحاد، لكنه تعهد بالدفاع عن اليورو لأنه رمز الوحدة الأوروبية. ولم يفوّت رئيس المفوضيّة الأوروبية هذه المناسبة من دون أن يأتي على ذكر أزمة سوريا التي تشكّل موضع تجاذب، داعيا المجموعة الدولية إلى التدخل لإنهاء النزاع في هذا البلد.
وقال ان «الوضع الحالي في سوريا يشكل وصمة على الضمير العالمي، والمجموعة الدولية لديها التزام أخلاقي بمعالجته»، في وقت فشلت فيه جميع المساعي لإصدار قرارات في مجلس الأمن الدولي بسبب روسيا والصين.
من ناحية أخرى، يبدو واضحاً أن جائزة نوبل لم تقض على الخلافات القديمة بين أعضاء الاتحاد. ففي الأشهر الأخيرة، لم يتمكن الأوروبيون من التوصل إلى تفاهم على ميزانيتهم المشتركة المقبلة أو التحدث مثلاً بصوت واحد في الأمم المتحدة بشأن الطلب الفلسطيني لرفع وضعهم.
وحتى بالنسبة للحفل، المفترض أنه مُعدٌّ لتكريمهم، لم تكن الدول السبع والعشرون على الموجة ذاتها، إذ تخلّف نحو ستة من القادة الأوروبيين عن تلبية الدعوة.
إلى ذلك، سُلّمت جوائز نوبل للآداب والكيمياء والفيزياء والطب والعلوم الاقتصادية، في اليوم ذاته، في استوكهولم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد