ردود الفعل على المجزرة بين حماس وعباس

توعّدت حركة حماس، أمس، بالتصعيد ضد الاحتلال رداً على مجزرة بيت حانون، حيث اعتبر رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل أن المقاومة هي الرد الحقيقي. وفي حين أجمعت فصائل المقاومة على ضرورة الثأر لدماء شهداء المجزرة، وعلقت حكومة اسماعيل هنية محادثات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، انفرد الرئيس محمود عباس في انتقاد الصواريخ التي تطلق على اسرائيل، معتبراً أنها تعطي الذريعة للاحتلال حتى يرتكب مجازره.
وفي مؤتمر صحافي في دمشق، قال مشعل ندين هذه المجزرة.. وإدانتنا لن تكون بالقول فقط بل ستكون بالفعل. المقاومة تفعل ولا تتكلم. وحمّل اسرائيل والإدارة الاميركية المسؤولية عن هذه المجزرة البشعة، مؤكداً ان المقاومة هي الرد الحقيقي والأكثر تأثيراً. ودعا بذلك كل فصائل المقاومة الى ان تفعّل برامجها في المقاومة رغم معرفتنا بصعوبة الواقع الميداني، مذكراً بان التهدئة انتهت مع نهاية العام 2005.
وشدّد مشعل على ان مجزرة بيت حانون تأتي في سياقين: الأول في سياق العدوان الصهيوني المتواصل منذ زمن ولكنه المستمر منذ أسبوع كامل.. وجاء أيضاً في سياق محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي (إيهود أولمرت) لاستعادة شعبيته والتوازن في الداخل والثقة المهمشة والهزيمة في لبنان ولاستعادة ثقة الشارع الصهيوني على حساب الدم الفلسطيني.
ودعا مشعل الأنظمة العربية والإسلامية بقرار جريء ومبادرة عاجلة وسريعة لكسر الحصار على الشعب الفلسطيني ورفض الضغوط الأميركية. كما دعا العرب الى أن يكونوا على مستوى الحدث، لافتاً الى ان الواقع الفلسطيني في ظل الحصار لا يحتاج فقط الى فعل الفلسطينيين بل الى الإسناد العربي وعلى رأسه السلاح قبل المال.
ورفض مشعل ربط ما يحدث على الساحة الفلسطينية بالمحكمة الدولية حول اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قائلاً إن هذا خلط أوراق، وأنا لا أربط قضية بقضية، مضيفاً هذا موضوع معقد ولا نتدخل به.
وفي ما بدا انتقاداً لتصريحات عباس حول صواريخ المقاومة التي تسقط على اسرائيل، قال مشعل دعونا لا نطرح الكلمات والذرائع التي يلتقطها الأميركيون والصهاينة ليبرروا جرائمهم بحق شعبنا، فنحن الضحية طول عمرنا والدفاع عن أنفسنا هو دوماً حق مشروع فلا نحرم أنفسنا هذا الحق.
وكان عباس اعتبر أن الصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية باتجاه إسرائيل عبثية وبلا فائدة وتعطي لإسرائيل ذريعة. ودعا الى رد موحد وعدم إعطاء إسرائيل المزيد من الذرائع. وأضاف ان مباحثاتنا يجب أن تستمر لنستطيع مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي وصفه بانه حقير، متهماً اسرائيل بتدمير كل فرص السلام، لذلك عليها ان تتحمل كل النتائج.
وقد استنكرت حماس تصريحات عباس حول صواريخ المقاومة مطالبة إياه بالاعتذار. وقال المتحدث باسم الحركة في غزة فوزي برهوم إن تصريح عباس في الوقت الذي ارتكبت فيه المجزرة البشعة بحق أهلنا يأتي كمبرر لقوات الاحتلال على جريمتها وإعطائها المبرر لارتكاب المزيد من الجرائم.
من جهته، قال رئيس الوزراء إسماعيل هنية إن المحادثات حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية علقت. وأوضح في بداية اجتماع طارئ للحكومة حيث اتخذ القرار بإعلان الحداد لثلاثة ايام، ان رئاسة الوزراء تعلن عن تعليق الحوارات الجارية بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية وتناشد الحكومة كافة أبناء شعبنا الى التوحد والتماسك في وجه هذه الهجمة البربرية. وأكد ان الحكومة ستحرص على تعزيز تنسيق الجهود مع عباس لتفعيل الجهود الإقليمية والدولية لوقف المجازر الاسرائيلية.
وفي السياق، اعتبر المتحدث باسم الحكومة غازي حمد ان اسرائيل يجب ان تتوقف عن الوجود، فهي عار على العالم المتحضر. وأوضح ان اسرائيل دولة حيوانات وأناس لا يعرفون قيمة للبشر، مطالباً الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في مجازر الاحتلال.
عسكرياً، دعت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، الأمة في أرجاء المعمورة إلى تلقين العدو الأميركي دروساً قاسية، رغم ان حمد نفى ان تكون لدى حماس نية لضرب أهداف أميركية. كما طالب القيادي البارز في حماس نزار ريان والمتحدث باسم الحركة إسماعيل رضوان بفتح باب الاستشهاد وخطف المزيد من جنود الاحتلال.
وتوعدت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الاسلامي بالرد على المجزرة. كما اعتبر الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أحمد جبريل، أن الأيام المقبلة ستكون حافلة بالأحداث والمواجهات مع إسرائيل.

المصدر: السفير