عن الإغتيالات وحرية التعبير والتزوير في تركيا
جولة (الجمل) على الصحافة التركية- ترجمة: محمد سلطان:
قناة TRTالحكومية التركية تنضم لجوقة تزوير الأحداث في سورية
في نشرة أخبار قناة TRT التركية الحكومية عرضت مقطع فيديو يظهر فيه شخصان يتم قطع رأسيهما بمنشار الكهربائي, وزعمت أن الفيديو مصور في سوريا، وأن الشخصين اللذان قطع رأساهما هما معارضان لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الجيش السوري هو من يقوم بهذا الفعل المروع. ولكن اتضح فيما بعد, بعد نشر الفيديو الأصلي على موقع يوتيوب, أن الفيديو تم التقاطه في المكسيك، وهو عبارة عن تصفية حسابات بين عصابات المافيا هناك. ويمكن سماع اللغة الإسبانية التي يتكلمها الضحايا في هذا الفيديو. وبعد معرفة حقيقة الفيديو قامت قناة TRT بنشر الفيديو الأصلي وبصوته الأصلي وقدمته على أنه جزء من الأحداث الدائرة في سوريا.
ولم يقدم مسؤولو القناة أي تفسيرللتصرف غير المنطقي الذي قامت به. ومن المعروف أن المواقع والصفحات التابعة للمعارضة السورية تبث بإستمرار مقاطع فيديو بشعة مثل هذه زاعمة أنها مصورة في سوريا، متهمة النظام بهذه الأفعال الشنيعة.
ولمشاهدة الفيديو الأصلي: http://webtv.radikal.com.tr/Turkiye/2971/trt-haberi-elektrikli-testereyle-kesti.aspx
(صحيفة: راديكال)
أهم موضوع يجب توضيحه: الجرائم المسجلة ضد مجهول
كتب الفنان والكاتب زولفو ليوانلي في صحيفة وطن مقالاً عن الجرائم المسجلة ضد مجهول، مسقطاً الضوء على تورط الدولة في معظم هذه الجرائم، وأنها تتعمد إبقاءها غامضة. كما اتهم بشكل غير مباشر الحكومة الحالية باصطناع الألاعيب للتستر على هذه الجرائم. ويقول ليوانلي في مقاله:
قرأت الرسالة التي كتبها طارق ضياء أكنجي والتي نشرها الصحفي حسن جمال في صحيفة ملييت, ولأنني على يقين أن دولة الحقوق والديمقراطية ستكون مجرد حلم إذا لم يحاسب المجرمون, لذلك أحببت أنا أيضاً أن أنشر مقتطفات من هذه الرسالة الهامة لأكنجي. ويقول أكنجي في الرساله:
«أخي يوسف أكنجي من أشهر وأهم المحامين في أنقرة. وضع في قائمة الإغتيالات فقط لأنه من الأكراد الأثرياء. وقبل 19 سنة بتاريخ 24 شباط 1994 تم اختطافه من قبل فرقة الإعدامات التابعة لضابط الاستخبارات ابراهيم شاهين ومن ثم قتل في مدينة كولباشي».
ومن ثم بدأت الألاعيب التي اعتدنا عليها لعدم معرفة الفاعلين ومنع محاسبتهم. والآن نحن في انتظار سقوط القضية بالتقادم.
حساب سبعة عشر ألف ضحية
هذا الموضوع ليس محصوراً بالمرحوم يوسف أكنجي, فبحسب تقرير لجنة نيابية فإن عدد ملفات الاغتيالات التي أغلقت بدعوى التسجيل ضد مجهول بلغ عددها 17 ألف جريمة اغتيال.
تجاهل هذه الجرائم وعدم متابعتها والتستر عليها آذى الكثير ممن يطلبون العدالة, وشعور التمرد هذا أدى إلى مزيد من الجرائم أيضاً.
بالمختصر المفيد أهم ما ينبغي على السياسة والقضاء الاهتمام به هو هذا الملف.
من السهل القول: 17 ألف جريمة مسجلة ضد مجهول تعني 17 ألف روح.
أي دولة بالعالم تستطيع التوصل إلى دولة الحقوق والديمقراطية ولديها عبء هذا الكم الضخم من الجرائم؟
كل كلمة قيلت ستبقى معلقة في الهواء إذا ما حاسبت تركيا المتورطين في الجرائم الدامية في الفترة المظلمة من تسعينيات القرن الماضي.
يبين طارق ضياء أكنجي في رسالته الآراء التالية:
«إذا بقيت الجرائم المسجلة ضد مجهول غامضة ولم يتم ملاحقة الفاعلين ستكون الدولة التركية هي المتهمة بالدرجة الأولى. دون توضيح هذه الجرائم وإزالة العوائق القانونية أمام القضاء لملاحقة المجرمين سيبقى النضال من أجل الديمقراطية أشبه بـ"هرس الماء بمدق الثوم"».
الجميع يعلم الصعوبة
المشكلة هنا؛ كما يعلم الكثير, أن أي تحقيق في قضايا الجرائم المسجلة ضد مجهول, سوف يمتد إلى الرؤساء ورؤساء الوزراء السابقين ومجلس الأمن القومي. أي أن الدولة سوف تحاسب نفسها بنفسها.
والجميع يعلم مدى صعوبة ذلك. بالطبع قيام من يكتبون سيناريوهات الحروب ببممارسة اللعبة الديمقراطية عبر العبث بالصحفيين وأساتذة الجامعات أسهل بكثير من متابعة القضايا المسجلة ضد مجهول.
ولكن تركيا عاجلاً أم آجلاً سوف تبين هذه الحقائق. يجب البدأ بالنظافة من هذه النقطة.
(زلفو ليوانلي – صحيفة: وطن)
عوائل ضحايا مجزرة روبوسكي: إذا لم يعرف الفاعلون فلا سلم أيضاً
استمرت عوائل ضحايا مجزرة روبوسكي (التي وقع إثرها 34 مدني كردي ضحية قصف المقاتلات التركية) بالبحث عن العدالة في الأسبوع 61 من تاريخ المجزرة. وقد أبدت العوائل انزعاجها من عدم اطلاعها على نتائج التحقيقات، أو نشر تقرير عن المجزرة, وقالت: «الآن زمن المروءة, نحن نقول: إذا لم يعرف الفاعلون فـلا سلم أيضاً».
نظمت عوائل ضحايا روبوسكي في الأسبوع 61 من المجزرة مظاهرة منددة للحكومة حيث اجتمعت كالعادة يوم الخميس من كل أسبوع في مقبرة القرية بالرغم من البرد القارس والطقس الماطر, ورفع المشاركون لافتات كتب عليها "لم يقتلوا بأمر من الله, بل بأمر من النظام الحاكم, لم ولن ننسى ولن ندع أحداً ينسى هذه المجزرة".
وتكلم نيابة عن عوائل روبوسكي ولي أونجو الأخ الأكبر لأحد الضحايا, وقال في كلمته: في هذا الأسبوع الذي مر من دون عدالة اجتمعنا اليوم هنا بجانب ضريح أبنائنا وإخوتنا وأزواجنا لنستمر بالبحث عن العدالة المفقودة.
(وكالة أنباء: ANF)
حرية التعبير ومناقضة أردوغان لنفسه
قامت الحكومة التركية بمنع الفيديو الذي أنتج بإسم (رئيس وزراء واحد وأردوغانين اثنين) والذي حقق نسبة مشاهدة مرتفعة جداً على مواقع التواصل الاجتماعي. ويظهر الفيديو مناقضة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لنفسه في تصريحات أدلى بها منذ الماضي وحتى الآن.
قام المستخدم سعيد توتار بتحميل الفيديو على حسابه في موقع يوتيوب وبعد فترة من الزمن حطم الرقم القياسي بنسبة المشاهدة ولذلك قامت الحكومة التركية بمنع هذا الفيديو, حيث يظهر لمن يفتح الفيديو من هذا الحساب التحذير التالي: "هذا المحتوى لا يظهرفي هذا البلد بسبب شكوى قانونية تم تقديمها من قبل الحكومة".
بعد حظر الفيديو قام توتار بنشر الفيديو مرة ثانية من حساب آخر وكتب الملاحظة التالية: "لم نستطع أن نفهم سبب حظر الحكومة لمقطع الفديو، فهو لا يحتوي على أي كلمات نابية أو أي إهانة وليس جنسي المحتوى. بل يقتصر على تصريحات أدلى بها سيادة رئيس وزرائنا. لذلك قمنا بتكرار بثه مرة أخرى. استمتعوا بالمشاهدة".
كما حمل هذا الموضوع إلى مجلس الشعب وطالب نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري توبراق رئيس الوزراء بتقديم توضيح لتصرف حكومته بهذا الشكل.
وإليكم مقتطفات من هذا الفيديو الذي تبلغ مدته 7 دقائق و44 ثانية:
1- لغة واحدة:
• لغة شعبي لغة واحدة.
• أنا لم أقل أبداً أن لغة شعبي لغة واحدة أو دين واحد.
• لغة واحدة ودين واحد.
2- الخدمة العسكرية المدفوعة:
• أنا لا أرضى أن يقوم الأثرياء بدفع النقود كي لا يخدموا العلم ويجبر الفقراء على خدمة العلم.
• أعرف أنكم متحمسين لتعرفوا تفاصيل خدمة العلم المدفوعة قبل المباشرة بإصدار المرسوم.
3- تدخل الناتو في ليبيا:
• بأي حق يتدخل الناتو في ليبيا, ما هذه السخافة, ما عمل الناتو هناك؟
• يجب على الناتو أن يدخل إلى ليبيا ليسهل على الليبيين السيطرة على بلدهم.
4- قيادة الدرع الصاروخي:
• إذا فكرنا بهذا الأمر على أراضينا فيجب أن تكون القيادة بيدنا.
• قلنا أن القيادة الحتمية يجب أن تكون بأيدي الناتو.
5- السيادة لمن:
• السيادة يجب أن تكون بيد الشعب, هذه الحقيقة كذبة كبيرة.
• السيادة بدون قيد شرط هي للشعب, لا نقاش في هذا.
6- ردة فعل مؤتمر دافوس:
• يا سيد بيريس صوتك مرتفع جداً, إرتفاع صوتك هذا هو إحساس بالذنب, أنتم تجيدون القتل جيداً, نحن نعرف جيداً كيف كنتم تقتلون الأطفال على الشواطئ.
• أنا لم أستهدف أبداً "الشعب الإسرائيلي" أو السيد بيريس أو اليهود. ردة فعلي كانت اتجاه مدير الجلسة.
7- من صاحب مشروع الشرق الأوسط الكبير:
• إذا أثبتوا أن مشروع الشرق الأوسط الكبير هو مشروع أميركي فأنا جاهز لأي شيء.
• أنا أهتم جداً بمحافظة ديار بكر, ديار بكر يمكن أن تصبح نجمة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تفكر به أميركا.
8- القضية الكردية أو قضية الإرهاب:
• قولوا عنها ما شئتم, القضية الكردية أو قضية جنوب شرق تركيا, ولكن بالنهاية إنها انفتاح للأكراد.
• أنا لا أعرف شيئاً يدعى القضية الكردية.
9- الاتحاد الأوربي:
• نحن لن ندخل إلى الاتحاد الأوربي, سأخبركم بأنهم لن يقبلوننا في الاتحاد الأوربي, الاتحاد الأوربي هو اتحاد الدول المسيحية الكاتوليكية.
• حقق مجلسنا بعد عمل مطول قفزات واسعة في مسألة الدخول إلى الاتحاد الأوربي.
10- الحوار مع حزب العمال الكردستاني:
• حزب العدالة والتنمية لم ولن يجلس مع الإرهاب (حزب العمال الكردستاني) على طاولة الحوار أبداً.
• قمنا بلقاءات مع عبد الله أوجلان عن طريق وسطائنا. وبالمناسبة من الممكن أن نقول بإتصالات مع إيمرلي ( المكان الذي يعتقل فيه أوجلان).
11- نضال أو تفاوض:
• الإرهاب إرهاب, كيف لي أن أحاور إرهابياً أو أن أجلس مع رئيس موازي يقوم باحتضان الإرهابيين (زعيمة حزب السلام والديمقراطية), ماذا ستقول عني أمهات الشهداء عندما سيروني أجلس معهم جنباً إلى جنب؟ أنا لا أبدل دمعة أم شهيد واحدة على هؤلاء.
• إن الذين التقيتهم يريدونني أن أتفاوض مع إيمرلي, الآن إيمرلي تخطو بالإتجاه الذي نريده نحن.
ولمشاهدة الفيديو: http://video.sozcu.com.tr/2013/video/haber/bir-basbakan-iki-erdogan.html
(صحيفة: سوزجو)
الجمل: قسم الترجمة
إضافة تعليق جديد