تكرير النفط المسروق يدوياً في دير الزور
في دير الزور ترتفع سحب الدخان الأسود إلى السماء، لكن الأمر هذه المرة لا يتعلق بأضرار ناجمة عن اشتباكات وإنما من مصفاة نفط يدوية الصنع.
ويقول احمد (35 عاما)، المزارع السابق الذي أصبح يعمل في المصفاة وهو واقف أمام خزان نفط، «قبل سنة قرر الناس أن يقوموا بأنفسهم بتكرير النفط، لكن لم يكن أحد يعلم كيفية ذلك إلى أن شرح لهم الأمور شخص درس في السعودية».
ومع شقيقه عبد الله، بدأ أحمد، على غرار سكان آخرين، العمل في تكرير النفط قبل ثلاثة أشهر بعدما سيطر المسلحون على حقول نفطية في محافظة دير الزور الصحراوية، التي تضم أكبر احتياطي نفطي في البلاد.
وقدرة استيعاب الخزان ألف ليتر لكنه لم يمتلئ إلا بمعدل ثلاثة أرباعه لان تكرير النفط يحتاج للهواء كما يقول احمد. ويقوم الشقيقان بغلي النفط في الخزان ما يحدث سحابة سوداء، وعند الغليان تمر منتجات مختلفة عبر أنبوبين ويجري تبريدها اثر مرورها تحت ثلاث بقع من المياه الباردة، قبل أن يتم نقلها إلى مستوعب. ويتصاعد الغاز المنبعث من الاشتعال، ثم يحصلون على الكيروسين المستخدم في المطابخ والفيول. والبقايا التي يطلقون عليها اسم «الدهون» تمزج مع الديزل، ويستخدم المزيج كمحروقات للشاحنات.
وهم يستخدمون، رغم أنها على نطاق صغير، نفس عملية التقطير التي تستخدمها كبريات مصافي النفط في العالم، وهذه التقنية تدر على الشقيقين المال.
ويقول احمد، الذي بدت على يديه ووجهه آثار الدخان الأسود، انه يحقق عائدات من هذا الأمر، وما دام يحصل مع شقيقه على المال فإن صحتهما لا تحتل أولوية بالنسبة إليهما. وهما لا يضعان قفازات ولا أقنعة واقية، وحتى أن عبد الله يجازف ويدخن سجائره في مكان العمل. ويضيف «ليس هناك مخاوف ما دمت لا أدخن فوق الخزان. وليس لدينا أي مشاكل صحية».
وبعد ذلك يجب على الشقيقين اجتياز مسافة لمدة ساعتين ونصف الساعة في محافظة دير الزور لإيجاد وسيط، الذي يقوم بتسليمهما براميل النفط التي يشتريها من مسلحي «جبهة النصرة» أو عشائر تسيطر على حقول النفط التي أخلاها الجيش السوري.
ويقول احمد «من جهة (عناصر النصرة) يقومون بالأعمال ومن جهة أخرى يخوضون معارك». ويضيف ان «لواء التوحيد (القريب من الإخوان المسلمين) وأحرار الشام (سلفيون) هم أناس جيدون لكننا لا نحب جبهة النصرة». ويتابع ان «الإخوان يشترون النفط ثلاث مرات في الأسبوع، وكل بئر لها سعر مختلف لان ذلك رهن بنوعية النفط».
ويفكر الاتحاد الاوروبي بأن يرفع جزئيا حظره على النفط السوري بهدف شراء النفط من المعارضة السورية بحسب مصادر ديبلوماسية. وكانت دير الزور تنتج حوالى 420 ألف برميل في اليوم قبل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في العام 2011.
(ا ف ب)
إضافة تعليق جديد