«بي بي سي» تمنع فيلماً لإسرائيلي يشكك بيهوديّة القدس
كان من المقرّر أن تعرض القناة الرابعة في «هيئة الإذاعة البريطانيّة»، وثائقياً بعنوان «القدس: قصة اللغز الأثري» (59 دقيقة)، في 25 نيسان الماضي. لكن، قبل أيام من موعد العرض، اختفى الفيلم من جدول العروض عن موقع القناة الالكتروني، من دون أي تبرير. يحمل الشريط توقيع المخرج الإسرائيلي إيلان زيف، ويشكك في رواية تدمير هيكل سليمان، وتشتيت اليهود، الأسطورة الدينيّة التي تبني عليها الصهيونيّة حقها «التاريخي»، في احتلال فلسطين. ويستند الفيلم في ذلك على علم الآثار، «داعياً لإعادة التفكير في قضية الهجرة، باعتبارها أقصوصة دينية، وليست حقيقة تاريخية (...) ما يدفعنا اليوم لطرح أسئلة أخلاقية حول قضايا الشرق الأوسط، وحقيقة الصراع في المنطقة».
على مدونته يقول إيلان زيف إنّ السبب الحقيقي لإلغاء الفيلم، مغاير للتبريرات التي أوردتها «بي سي سي» في الردود على رسائل المشاهدين المستفسرة. ويرى زيف أنّه تعرّض للرقابة والحذف، نتيجة لضغوط سياسية، قائلاً: «هذا ما يحصل عندما يتجرأ أحدٌ على طرح أسئلة حول قضايا تعتبر من المحرمات». وكانت القناة عدّلت عنوان الشريط الأصلي، من «الهجرة: أسطورة تنكشف»، إلى «القدس: قصة اللغز الأثري»، لتبرمجه ضمن فقراتها الأثريّة، ثمّ تلغيه.
يأتي هذا المنع بعد تعيين طوني هال مديراً عاماً لـ«بي بي سي»، واختياره جيمس هاردينغ رئيساً لقسم الأخبار فيها. عمل هاردينغ لسنوات في صحيفة «ذا تايمز» البريطانية، وله تاريخ حافل بدعم إسرائيل وإعلان عدائه للفلسطينيين وللعرب.
تعرض الصحافية والناشطة أمينة سَليم في موقع «الانتفاضة الالكترونية» سلسة ملاحظات على أداء المحطة البريطانية بعد تسلم هاردينغ لقسم الأخبار، متهمةً إياها بالانحياز المكشوف لصالح الصهيونية. وبحسب سليم، يبدأ ذلك من منع الشريط التسجيلي المذكور، في مقابل عرض آخر بعنوان «إسرائيل في مواجهة المستقبل» لمناسبة الاحتفال بـ«يوم الاستقلال الإسرائيلي» (5/6 أيار).
تورد سليم ملاحظات على حلقة حواريّة بثّتها القناة، للتعليق على مقاطعة العالم الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينغ لمؤتمر عقد في إسرائيل. واستضافت القناة الأستاذة في جامعة إكستر غادة كرمي، في مواجهة مدير المركز الإسرائيلي ــ البريطاني للأبحاث والتواصل توبي غريني. وكان المحاور منحازاً بالكامل للرأي الإسرائيلي، إذ تعرضت كرمي لمقاطعات مستمرّة، ولم يُفسَح المجال لها كي توضح وجهة نظرها، في حين فتح المجال أمام الضيف الآخر ليعبر عن وجهة نظره بالكامل. كما تلاحظ سليم أنّ المعجم التحريري لـ«بي بي سي» يسمّي الضفة الغربية «الأراضي المتنازع عليها». كما يصرّ المحاورون على تحويل الوقائع إلى رأي، كأن يقال لضيف فلسطيني: «أنت تزعم أنهم يحتلون أرضك، وهذا رأيك».
واتهمت سليم المحطة العريقة بالرضوخ لضغوطات اللوبي الصهيوني في بريطانيا، لمنع عرض شريط «القدس: قصة اللغز الأثري»، رغم عرضها لحملة إعلانيّة ترويجاً له. وتتابع أنّ انحياز العملاقة البريطانية للصهيونية بهذا الشكل المفضوح، تسقط عنها كل ادّعاءات الحياد والمهنية، وتجعلها عالقة في الإطار الصهيوني الضيّق.
[ رابط للفيلم الترويجي لوثائقي «الهجرة: أسطورة تنكشف»
http://www.youtube.com/watch?v=EMe1s3xoPks
جوي سليم
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد