عن الدوائر والحمير وتاريخ الأسلاف
الجمل- ماهر سلوم: الدائرة شكل هندسي يمكنني إسقاطه على الواقع بسهولة.
الوجوه الجميلة، في حياتي، دوائر تطوق عنقي منذ 40عاما.
وجه أمي.. ووجه حبيبتي.. ووجه ابني.
قرص الشمس وهو يغطس في البحر.
البدر وهو يغسل بضوئه وجوه العشاق الحالمة.
رغيف الخبز الخارج من تنور السيدة ذات الحطة التاجية.
.. هي دوائر تدفعني لعشق الهندسة، ولكن..
إذا أردتم أن تدفعوني للخيبة
لليأس
للنرفزة
ولكره الهندسة أيضا ـ
فقط، ذكروني بالدوائر الحكومية!!
ـ ـ ـ ـ ـ
أراد الزعيم العربي (X) أن يعرف تاريخ أجداده؛ فتنطع للمهمة أحد أشهر المؤرخين.
عاد المؤرخ بعد سبع سنوات ومعه سبع جمال يحمل كل منها سبع مجلدات ضخمة.
صُعق الزعيم وقال للمؤرخ: اختصر، اختصر!!
عاد المؤرخ بعد سبع سنوات أُخر، ومعه جمل واحد يحمل سبع مجلدات.
قال الزعيم: اختصر، اختصر!!
عاد المؤرخ بعد سبع سنوات أخر، ومعه مجلد وحيد متوسط السماكة.
هز الزعيم، وهو على فراش الموت، رأسه آسفاً وقال:
سأموت دون أن أقرأ تاريخ أجدادي!
أطرق المؤرخ للحظة وقال للزعيم:
سأختصر لك، للمرة الأخيرة، تاريخ أجدادك بثلاث كلمات:
ولدوا فتعذبوا فماتوا!!
ـ ـ ـ ـ ـ
الانكليز يرفعون شعار: حيوانات سعيدة وفي صحة جيدة.
السوريون يرفعون شعار: مواطنون سعداء وفي صحة جيدة.
الانكليز يصدرون قرارا يضمن حقوق عمل الحمير بتحديد ساعات عملها، وفترة استراحة رسمية للعلف، وفحص طبي بيطري دوري. يعني يسقط الشعار عندما يطبق على الأرض.
السوريون يصدرون آلاف القرارات؛ ولكن شعارهم يبقى مرحلياً مستداما. يعني تأتي الحكومة ثم تطير ويبقى الشعار مرحلياً.
عندما يتبادل الانكليز الشتائم فيما بينهم لا ينعت أحدهم الآخر بالحمار.
قد ينعته بالحقارة والوطاوة والوصولية والانتهازية.. الخ ولكن ليس بـ "الحمرنة".
عندنا الأمر مختلف. أبسط عبارة تحقير: "جحش ابن جحش"، أو مع تعديل طفيف في العبارة حرصاً على الذوق العام: "حمار ابن حمار"!!.
المفارقة في الموضوع تحصل عندما نطبق نظرية النسبية على الشاتم والمشتوم.
أعتقد أن شعور المشتوم بالاهانة سينقص، ولو قليلا، عندما تصبح الشتيمة: "حمار انكليزي ابن حمار انكليزي"!!
الجمل: من مساهمات القراء
إضافة تعليق جديد