المركزي «يتهم» المصارف بالتقصير في تحقيق المنافسة في السوق السوداء
قالت مصادر مطلعة على شؤون مصرف سورية المركزي أن المركزي ماضٍ في عمليات بيع القطع الأجنبي ولاسيما العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) بالنظر إلى النتائج التي حققتها عمليات بيعها في الأسواق السورية من تخفيض سعر القطع الأجنبي بشكل ملحوظ وشديد السرعة، بالنظر إلى أن عمليات البيع هذه تستهدف المواطن أكثر مما تستهدف المضاربين تبعاً لأن المضاربين بادروا خلال الفترات الماضية إلى استعمال المواطنين الأفراد في مضارباتهم من خلال الكميات التي يشتريها المواطنون ويحققون الأرباح منها نتيجة بيعها للمضاربين، مشيرة إلى أن المواطن لا يلام بالدرجة الأولى على هذه المسألة تبعاً للغلاء المستحكم في الأسواق السورية وبحث المواطن محدود الدخل والفقير عن وسيلة لزيادة ربحه، وبالتالي فإن المواطن الراغب بالادخار بالقطع الأجنبي سيبادر إلى الإقبال على اليورو ما دام الادخار نفسه والتوقعات بتحقق الربح بالمستوى نفسه، وبالتالي يتوجه المواطن صوب اليورو ما يؤدي إلى سحب البساط تدريجياً من تحت الدولار وألقه في السوق السورية غير النظامية.
وفي سياق متصل قالت مصادر مصرف سورية المركزي: إن مؤسسات الصرافة والمصارف لم تضطلع بدورها كما يجب في تحقيق منافسة حقيقية في السوق غير النظامية والعمل على اجتذاب موارد القطع الأجنبي فيها، بالإضافة إلى تمويل الطلب على القطع الأجنبي بكافة أشكاله وفقاً للأسعار المعلنة من قبلها وبحيث لا يتجاوز الهامش بين سعر الشراء وسعر المبيع 1% من وسطي سعر العملة الأجنبية مقابل الليرة السورية، والتي تعكس في الوقت نفسه واقع السوق وحركة العرض والطلب على القطع الأجنبي دون استغلال المستورد أو المواطن بالنظر إلى أن عملية التسعير مراقبة بشكل حثيث من قبل مصرف سورية المركزي الذي يحق له بموجب القرارات الصادرة في هذا الشأن والأحكام الخاصة بهذه العملية اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال حدوث أي خلل بعملية التسعير.
مصادر مصرف سورية المركزي اعتبرت أن عملية السماح للمصارف بتمويل كامل المستوردات من مواردها الذاتية، يعتبر إجراء ضمن حزمة إجراءات تتعلق بتمويل كافة عمليات القطع الأجنبي ضمن القنوات النظامية وبما يحد من ممارسات السوق السوداء واستغلالها للوضع الراهن من خلال رفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، مؤكدة عزم المصرف المركزي التدخل في سوق القطع الأجنبي وبشكل متكرر خلال الفترة القادمة لضبط السوق وإعادة سعر الصرف إلى مستوياته الطبيعية وذلك من خلال بيع القطع الأجنبي للمصارف لتغطية حاجة السوق من القطع الأجنبي.
مصادر المصرف المركزي طمأنت المواطنين والسوق إلى أن الليرة السورية قوية وأن ما يجري في السوق من رفع لسعر صرف الليرة السورية إنما هو فقط لاستغلال خوف المواطن من تطورات الأزمة الحاصلة وتحقيق بعض المكاسب غير المشروعة ولعل انخفاض السعر من 325 ليرة سورية منذ أسبوعين أو ثلاثة إلى 170 ليرة سورية بحلول يوم الخميس نتيجة القرارات الصادرة ومباشرة المصرف المركزي عمله الجاد في التدخل أكبر دليل على زيف هذه الأسعار وعدم واقعيتها، بالإضافة إلى انهيار هذا السعر بسرعة جنونية كما ارتفع بسرعة جنونية، مؤكدة في الوقت نفسه أن إجراءات أخرى قادمة على الطريق من شأنها تخفيض سعر الصرف أكثر مما انخفض خلال الأيام القليلة الماضية والتي أدت إلى انخفاض سعره من 325 ليرة سورية إلى 170 ليرة سورية مساء يوم الخميس من الأسبوع الماضي.
مازن جلال خيربك
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد