بغداد ودمشق تستأنفان علاقاتهما الدبلوماسية اليوم
مدّد وزير الخارجية وليد المعلم زيارته إلى العراق يوماً واحداً، من أجل إصدار بيان مشترك اليوم يعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وبغداد، اللتين شكلتا لجاناً مشتركة للعمل على المشكلات الأمنية والقضايا المالية العالقة بينهما.
وسلم المعلم الرئيس العراقي جلال الطالباني رسالة من الرئيس بشار الأسد، تتعلق برؤية دمشق لآفاق تطوير العلاقات السورية العراقية. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الطالباني تأكيده رغبة العراق في إقامة أفضل العلاقات مع سوريا، ومحملاً وزير الخارجية تحياته والقيادة العراقية إلى الأسد، وتطلع العراق إلى تعزيز أواصر الأخوة مع الشقيقة سوريا.
وقال المعلم بعد اجتماعه مع نائب الرئيس عادل عبد المهدي إنه يؤيد وضع آلية للتعاون الأمني بين البلدين، انطلاقاً من توجهات الأسد الذي يعتبر أمن العراق من أمن سوريا.
كما بحث المعلم مع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي العلاقات بين سوريا والعراق، وضرورة العمل المشترك من أجل دعم تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، بالإضافة إلى المساعدة التي يمكن أن تقدّمها دمشق لتحقيق المصالحة الوطنية العراقية. وتبادل المعلم مع رئيس مجلس النواب محمود المشهداني وجهات النظر حول آفاق التعاون بين البلدين.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد قال خلال استقباله المعلم: كنا نتوقع أن تكون سوريا أكثر تفهماً لنا، كما كنا في مرحلة معارضة النظام الديكتاتوري، وأن تكون أول المبادرين لدعم الوضع السياسي الجديد. وأضاف إن ما يحصل في العراق خطر يهدّد الجميع وليس العراق وحده. من مصلحة سوريا أن تسهم في استقرار وأمن العراق، خصوصاً أن دولاً عدة سبقتها في هذا المجال.
وتابع المالكي: إذا كانت لهذه الدولة أو تلك خلافات مع الولايات المتحدة فهذا شأن يخصّها، على أن تسوية هذا الخلاف يجب أن لا تكون على حساب العراق. نرفض أن تكون أي دولة من دول الجوار الإقليمي ممراً أو مقراً للمنظمات الإرهابية التي تلحق الضرر بالعراق. وشدّد على أن العراق مستعد لتحسين العلاقات مع سوريا في جميع المجالات، وهو ما يتطلب توفر الإرادة السياسية الحقيقية لدى البلدين الشقيقين.
وجدّد المعلم أن دمشق تدعم حكومة الوحدة الوطنية، وتدين الإرهاب الذي يستهدف الشعب العراقي ومؤسساته، وإن الخطر على العراق هو خطر على المنطقة برمتها. وقال نريد أن نكون شركاء في الربح والخسارة، وزيادة التنسيق في المجالات السياسية والأمنية وتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن البلدين، اللذين قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ حوالى الربع قرن، سيعيدان علاقاتهما الدبلوماسية خلال الزيارة. وأوضح أنه تمّ تشكيل لجان مشتركة للعمل على المشكلات الأمنية والقضايا المالية العالقة بين البلدين.
الحكيم
وقال رئيس لائحة الائتلاف العراقي الموحّد عبد العزيز الحكيم للمعلم إن المطلوب علاقات قوية بالدرجة الأولى بين العراق ودول الجوار، وأن يكون هناك ترابط، خصوصاً في الملف الأمني، الذي يعني تبادل المجرمين والمعلومات وضبط الحدود. وأضاف نطلب من سوريا أن تساعد العراقيين بمواجهة الإرهابيين، وننشد أحسن العلاقات بين الشعبين، وان ترجع العلاقات إلى حالتها الطبيعة. هذه فاتحة خير وعملية حل لجميع المشكلات.
وجدد المعلم على أنه ليس وسيطاً للولايات المتحدة... في هذه المرحلة لا يوجد حوار بين سوريا والولايات المتحدة، وزيارتي للعراق جاءت إرضاء لرغبة مشتركة لشعبينا وليست إرضاء لرغبة أحد.
وبحث المعلم مع وزير المالية العراقي بيان جبر الملفات المالية العالقة بين الجانبين. وذكرت مصادر سورية، لالسفير، أن الجانب السوري قدّم 300 مليون دولار أميركي للعراقيين، كانت مجمل ما تمّ حسابه من حقوق مالية للعراق في سوريا، وأن خلافاً نشب حول حقوق رجال الأعمال والتجار السوريين الذين لم يتلقوا حقوقهم المالية لقاء أعمال واستثمارات لهم في العراق.
وفي سياق مشابه بحث المعلم مع وزير الداخلية العراقي جواد البولاني سبل تفعيل بروتوكول التعاون الامني الموقع بين وزارتي الداخلية في كلا البلدين منذ حوالى العامين.
في هذا الوقت، أعلن متحدث باسم الرئاسة العراقية أن الطالباني سيزور طهران السبت المقبل ، حيث سيجري محادثات مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، كما أنه يتطلع إلى لقاء الأسد في دمشق.
وكانت مصادر برلمانية عراقية ألمحت إلى احتمال عقد قمة ثلاثية، بدعوة من نجاد، بين رؤساء إيران وسوريا والعراق في طهران السبت المقبل، إلا أن مسؤولاً سورياً مطلعاً على جدول أعمال الأسد أعلن أنه لا توجد أي خطط لعقد مثل هذه القمة الثلاثية، برغم أنباء عن أن الدعوة وجّهت فعلاً إلى الأسد، لكن دمشق تحفظت على عقدها في طهران.
وفي دمشق، أعلن الرئيس بشار الأسد، خلال ترؤسه اجتماع القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، أن سوريا حريصة على استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال إن المواقف السياسية الأخيرة للأطراف الدولية برهنت صحة المواقف السورية تجاه مختلف القضايا المطروحة، وتحذيراتها من مغبة السياسات الخاطئة وآثارها المدمرة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد