بانتظار أفول سلطة بلير وبوش وشيراك
يواجه قادة ثلاث دول كبرى، هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تراجعاً تدريجياً في سلطاتهم مع اقتراب انتهاء فترة رئاساتهم، في وقت تتشابك فيه العديد من العوامل لتحديد شكل العلاقة بين ضفتي الأطلسي في المرحلة المقبلة، أبرزها الوضع في العراق والموقف من إيران وكوريا الشمالية.
وفيما ينتظر الفرنسيون والبريطانيون تجديد قيادتهم السياسة، تعرّض الرئيس الأميركي جورج بوش لضربة قاسية في انتخابات الكونغرس الأخيرة، التي وضعته في أوّل طريق الأفول السياسي الذي يصيب كل الرؤساء الأميركيين في نهاية ولاياتهم، ولكن بدرجات متفاوتة.
أمّا في بريطانيا فيغادر رئيس الوزراء طوني بلير خلال شهور مقر رئاسة الحكومة، في حين يتوقع أن يسلّم الرئيس الفرنسي جاك شيراك مفاتيح الاليزيه إلى من سيخلفه في الانتخابات التي ستجرى في أيار المقبل، وان كانت مسألة ترشّحه ما زالت مطروحة.
وفي ظل خسارة الجمهوريين في الانتخابات الأخيرة، يبدو أنّه من غير المرجح أن يتمكن بوش من اتخاذ أي قرارات مهمة على المستوى التجاري، في إطار العلاقات بين جانبي الأطلسي، خلال الفترة المتبقية من ولايته التي تنتهي كانون الثاني من العام .2009
وفي هذا الإطار، يؤكد دبلوماسي أوروبي أنّ أي سياسي أميركي لن يقوم بحملة انتخابية يدافع فيها عن التبادل الحر. ففي الحملة الانتخابية الأخيرة دافع عدد كبير من المرشحين عن سياسة حماية، في وقت علقت فيه مفاوضات جولة الدوحة لخفض الحواجز الجمركية في العالم إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات العميقة بين الأميركيين والأوروبيين والدول النامية بشأن دعم الصادرات الزراعية.
ومن المنتظر أن يفقد بوش في العام المقبل أقرب حلفائه طوني بلير، الذي يبدو أنّ تأثيره بدأ يضعف فعلاً في واشنطن، كما أنّه من غير المؤكد ما إذا كان الرئيس الأميركي سيقيم العلاقات ذاتها مع رئيس الوزراء البريطاني المقبل، حيث يؤكد مدير مركز دراسات محافظ في واشنطن نايل غاردينر أنّه لا احد يتوقع علاقة وثيقة مثل تلك التي كانت بين بوش وبلير.
ولن يشعر البيت الأبيض بالأسف بالتأكيد على رحيل جاك شيراك الذي تجرّأ على تحدي الولايات المتحدة بشأن العراق. في المقابل، ستنظر واشنطن بارتياح إلى وصول نيكولا ساركوزي، المدافع عن العلاقات المتينة مع الجانب الآخر للأطلسي، إلى سدة الرئاسة، ويضيف غاردينر أن واشنطن تعتبر صعود ساركوزي ايجابيا جدا، في الوقت الذي تجهل فيه أي شيء عن مواقف سيغولين رويال من الولايات المتحدة.
ويسعى المحللون الأميركيون إلى وضع تصور لمستقبل اوروبا بينما يتابع الدبلوماسيون الأوروبيون في واشنطن بدقة البرنامج السياسي الأميركي.
واعتبارا من نهاية العام المقبل، سيكون الجدل حول العراق من اكبر اهتمامات المرشحين لخلافة الرئيس الأميركي، لا بل سيهتمون به أكثر من بوش نفسه، وسيكون على اوروبا التفاهم مع احد هؤلاء المرشحين.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد