توتر أميركي ـ روسي: أوباما يلغي قمته مع بوتين
انفجر التوتر الاميركي الروسي بشكل علني امس بعدما اعلن البيت الابيض إلغاء اللقاء الذي كان مقرراً في ايلول المقبل بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، في اطار تداعيات قضية الاميركي ادوارد سنودن الذي منحته موسكو حق اللجوء المؤقت، في وقت تلاحقه واشنطن بتهمة تسريب معلومات سرية عن البرنامج الأميركي للمراقبة الإلكترونية.
وأعلن البيت الأبيض في بيان أمس، أنه «بعد مراجعة دقيقة بدأت في تموز، وصلنا إلى استنتاج أنه لا يوجد تقدم جديد كافٍ في جدول أعمالنا مع روسيا لعقد مؤتمر أميركي ــ روسي في مطلع أيلول»، واصفاً قرار روسيا منح سنودن اللجوء المؤقت بـ«المخيب للآمال».
وأشار البيان إلى أن «الولايات المتحدة تقدر الإنجازات التي تحققت مع روسيا في ولاية الرئيس الأولى، لاسيما في ما يتعلق بمعاهدة ستارت الجديدة وأفغانستان وإيران وكوريا الشمالية». لكنه لفت إلى عدم إحراز تقدم منذ عام في مسائل متعددة منها الدفاع الصاروخي والحدّ من التسلح والعلاقات التجارية والأمن العالمي وحقوق الإنسان والمجتمع المدني.
ومنذ وصل سنودن إلى موسكو في 23 حزيران الماضي قادماً من هونغ كونغ، تسعى واشنطن لاستعادته وتقديمه إلى المحاكمة في الولايات المتحدة. ومع حصوله على اللجوء المؤقت في موسكو، تخشى الولايات المتحدة أن يفشي أسراراً تتعلق بالأمن القومي الأميركي. وقد أعربت مراراً عن استيائها لعدم تلبية موسكو طلب استرداده.
وكان أوباما اتهم موسكو في مقابلة تلفزيونية مع شبكة «أن بي سي» أمس الأول، بـ«استعادة تفكير الحرب الباردة وعقلية الحرب الباردة في بعض الأحيان». وقال «أقول لهم ولبوتين باستمرار، إن هذا من الماضي».
وأضاف أوباما في المقابلة، إنه بالرغم من عدم وجود معاهدة تسليم مع روسيا، فقد تعاونت الولايات المتحدة مع روسيا في مسائل تتعلق بخارجين عن القانون، لكن «لم يفعلوا ذلك معنا».
وقبل اتخاذ قراره بإلغاء القمة، تعرّض أوباما لضغوط داخلية لحثه على اتخاذ موقف أكثر صرامة مع بوتين.
وتساءلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في افتتاحيتها أمس، عن جدوى عقد القمة بين الرئيسين، قائلة إنه «في الظروف الراهنة، النتيجة الوحيدة ستكون تقوية رصيد بوتين الداخلي وثقته بنفسه الكبيرة أصلاً»، واصفة قرار روسيا منح اللجوء لسنودن بـ«الاستفزازي».
وجاءت الضغوط أيضاً من مجلس الشيوخ. وأصدر قبل أيام السناتور الجمهوري جون ماكين بياناً مشتركاً مع السيناتور ليندسي غراهام، قالا فيه إن «الآن هو وقت إعادة التفكير بشكل جوهري في العلاقة مع بوتين».
يُشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هايغل سيجريان محادثات مع نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، في واشنطن غداً، تتناول ملفات متعددة منها سوريا وإيران وقضية سنودن. وسيحضر أوباما قمة «مجموعة العشرين» التي تستضيفها روسيا في الشهر المقبل.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد