موسكو: استخدام القوة ضد سورية سيكون له ارتدادات عكسية
حذر سيرغي فيرشينن مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الروسية اليوم من أن استخدام القوة ضد سورية لن يأتي سوى بنتائج عكسية مؤكدا أن موقف روسيا يتمثل بالوقوف بحزم ضد هذا المنهج.
وقال فيرشينن في كلمة له بالمجلس الاجتماعي الروسي اليوم في موسكو.. إن الوضع صعب وطارئ مع تواجد خطر حقيقي باستخدام القوة مضيفا أن موسكو تعتقد أن استخدام القوة ضد سورية لن يأتي سوى بأثر عكسي وسيؤثر على نظام العلاقات الدولية برمته.
واعتبر فيرشينن أن مناقشة الموضوع السوري في قمة مجموعة "العشرين" المرتقبة في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية سيسهم في إعادته إلى مساره السياسي لافتا إلى "إن تفويت هذه الفرصة في حديث البعض للبعض الآخر في هذا الموضوع عن شيء ما ربما لم يكن لها ضرورة ملحة".
وكشف فيرشينن عن أن الزيارة الوشيكة لوفد البرلمانيين الروس إلى الولايات المتحدة ستساعد على تجنب السيناريوهات العسكرية فيما يتعلق بالوضع في سورية كونهم سينقلون موقفهم وموقف المجتمع المدني الروسي الرافض للحرب على سورية.
وشدد على أن تسارع المتغيرات حول سورية يفترض "عدم السماح بتطور الأحداث في المسار العسكري الذي من شأنه فقط أن يزيد الوضع المتوتر تفاقما أكبر" داعيا إلى وجوب العمل لمحاولة العودة إلى التحرك السياسي.
واعرب فيرشينن عن اعتقاده بوجوب العمل دائما وحتى النهاية على استخدام كل الاحتمالات من أجل تجنب السيناريو العسكري السلبي مؤكدا ان بلاده تبذل هذه الجهود في كل لحظة.
ولفت فيرشينن إلى أهمية دور المجتمع المدني في هذه الحالة وجهوده بهذا الصدد وخاصة سفر البرلمانيين الروس إلى الولايات المتحدة للاتصال مع زملائهم لنقل ما يفكر به المجتمع المدني الروسي الذي يؤكد رفضه للحرب ضد سورية.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيد أمس مبادرة مجلس الدوما الروسي الخاصة باستخدام الصلات البرلمانية بين روسيا والولايات المتحدة من أجل تشجيع الحوار مع واشنطن بشأن سورية.
وكان الكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي حذر من تداعيات قيام الولايات المتحدة بشن عدوان على سورية مؤكدا أنه لا احد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك حيث "أن هناك خطرا يتمثل بغرق المنطقة كلها في الحرب".
من جهته حذر الكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الدولية فى مجلس الدوما الروسي من تداعيات قيام الولايات المتحدة بشن عدوان على سورية مؤكدا أن لا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك حيث "أن هناك خطرا يتمثل بغرق المنطقة كلها في الحرب".
ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن بوشكوف قوله: " الجميع سيفقدون السيطرة على الوضع عندما ينفجر برميل البارود وستنتشر الفوضى والتطرف في المنطقة ".
وأشار بوشكوف إلى أن قيام الولايات المتحدة بإعادة نشر حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز وأربع سفن أخرى في مجموعتها الهجومية في البحر الأحمر يظهر تصميمها على بدء تدخل عسكري ضد سورية.
ولفت بوشكوف إلى أنه " ومن خلال إرسال الولايات المتحدة لحاملة الطائرات يو أس أس نيميتز قريباً من السواحل السورية " فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يظهر " أن التدخل العسكري ضد سورية تم تأجيله ولكنه لم يلغ وهذا يدل أنه عازم على بدء هذه الحرب ".
وأشار بوشكوف يوم السبت الماضي إلى أن سبب توجه أوباما إلى الكونغرس لإعطائه الموافقة على شن عدوان عسكري ضد سورية يكمن في أن هذه العملية لا تجد دعما لا في العالم ولا بين حلفاء الولايات المتحدة ولا حتى في الولايات المتحدة نفسها.
من جهته قال أوليغ دوغاييف المسؤول في وزارة الدفاع الروسية اليوم إن نشر سفن امريكية تحمل صواريخ كروز قرب السواحل السورية سيكون له تأثير سلبي على الوضع فى المنطقة.
ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن دوغاييف قوله إن وزارة الدفاع الروسية تعرب عن قلقها إزاء الوضع وهي تتابع بقلق عملية تقويض ايجاد حل سلمي للازمة في سورية لافتا إلى أن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة تسبب قلقا خاصا.
وأضاف دوغاييف إن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المسؤولون الأمريكيون بشأن سيناريو التدخل العسكري ضد سورية ونشر سفن أمريكية قرب السواحل السورية سيكون لها تأثير سلبي على الوضع في المنطقة.
وتابع "لا يمكن أن تتخذ أي خطوات إلا بعد أن يقدم خبراء البعثة الأممية تقريرا.. أما تنفيذ عملية عسكرية احادية الجانب فانه سيلحق ضررا بالجهود الدبلوماسية".
وشدد دوغاييف على أن وزارة الدفاع تعتبر أن الأزمة في سورية يجب أن تحل عن طريق الحوار ودون تدخل أجنبي مشيرا إلى أن الوزارة تتابع بقلق تنامي القدرة القتالية للمجموعات الإرهابية المسلحة على الأراضي السورية وبالدرجة الأولى تلك التي ترتبط بتنظيم "القاعدة" الإرهابي.
ووفقا لتقييم العسكريين الروس فإن تعزيز القوات الأمريكية في المنطقة المحيطة بسورية يوءثر سلبا على الوضع فيها وستشكل أي عملية احادية الجانب دون منح تفويض من مجلس الأمن الدولي خرقا للقانون الدولي وستقوض آفاق حل الأزمة فيها.
من جهته جدد وزير الخارجية البرازيلي لويز البرتو فيجريدو ماشادو موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في سورية سياسيا عن طريق الحوار بعيدا عن أي تدخل عسكري خارجي.
وقال ماشادو خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الياباني فوميو كوشيدا في العاصمة برازيليا "إن دعم العمل العسكري مثلما تدعو إليه الولايات المتحدة بتأييد من المملكة المتحدة وفرنسا دون دعم من مجلس الأمن أمر غير مقبول" مؤكدا أن البرازيل لا يمكن أن تدعم استخدام القوة من دون إذن صريح من مجلس الأمن.
وأعرب ماشادو عن رفض بلاده التدخل العسكري الذي تلوح به الولايات المتحدة في المنطقة منوها بالجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة في سورية منتقدا ما سماه "الشلل" في مجلس الأمن الدولي في البحث عن حل لإنهاء الجمود في حل الأزمة.
وأضاف ماشادو "إن دور المجتمع الدولي فيما يتعلق بالنزاع في سورية يجب أن يكون عن طريق التفاوض" مشيرا إلى أنه في الحالة السورية ليس هناك حل عسكري ويجب أن يكون هناك حل سياسي معربا عن تأييد بلاده عقد اجتماع دولي ثان حول سورية في جنيف لبحث الحل عن طريق الحوار إذ إن الحل يجب أن يكون سياسيا.
وقال ماشادو "إن استخدام القوة في العلاقات الدولية دوما يجب أن يكون الملاذ الاخير كما في حالة الدفاع عن النفس وفي حالة أن هناك قرارا محددا من الهيئة الأممية وهذا ما ليس لدينا اليوم لذلك أي إجراء لاستخدام القوة هو انتهاك للقانون الدولي".
كما أدان ماشادو استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية وقال "إن استخدام الأسلحة الكيميائية أمر لا تسامح فيه بلا شك" منوها بالمحققين الدوليين الذين زاروا سورية والذين يقومون بإعداد تقرير عن هذا الموضوع.
من جهته قال وزير الخارجية الياباني كوشيدا إن اليابان تأمل في إيجاد حل سلمي للأزمة.
وكالات
إضافة تعليق جديد